تستهدف «مشرعين ديمقراطيين أمريكيين».. شبكة حسابات وهمية إسرائيلية لتشويه الـ«أونروا» وحماس
كشفت صحيفة هآرتس أن إسرائيل تقوم بحملة عبر حسابات مزيفة بمواقع التواصل لترويج روايتها هدفها مشرعون ديمقراطيون أمريكيون.
ففي الوقت الذي تحتدم المعارك على جبهة غزة، ويتصاعد التوتر على الحدود مع لبنان، أطلقت إسرائيل "جبهة التوعية" عبر الفضاء الافتراضي، ليشن ما يصطلح عليه بــ"جيش إسرائيل الإلكتروني" معركة عبر مختلف شبكات التواصل الاجتماعي، لمحاربة ما أسماه الاحتلال بـ"الرواية الفلسطينية" والترويج لروايته بهدف التأثير في الرأي العام العالمي، الذي بدأ "صحوته الهادئة" ضد جرائم الاحتلال وأكاذيبه.
واعترف محللون وصحفيون، في مقالاتهم أنه في ظل الحرب على غزة، تخوض "إسرائيل" ومبادرات مدنية خاصة باليهود في "إسرائيل" وحول العالم -من خلف الكواليس- حربًا على الرواية، وعلى الدعاية وتشكيل الوعي عبر مئات عناصر الجيش الإلكتروني.
وفي الأدلة على ذلك، كشفت تقارير عبرية صادرة منظمة المراقبة الرقمية "الإسرائيلية"، عن مئات الحسابات المزيفة على عد شبكات تواصل اجتماعية، بهدف التحريض على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين بقطاع غزة "الأونروا"، ونشر مقالات تروج للرواية الإسرائيلية "الاعتداءات الجنسية" خلال هجوم كتائب القسام في "عملية طوفان الأقصى" في الـ7 أكتوبر تشرين الثاني 2023.
وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الثلاثاء، إن شبكة من الحسابات الوهمية تديرها وتمولها "إسرائيل" تستهدف بشكل رئيسي الأشخاص من ذوي التوجهات التقدمية في الغرب والولايات المتحد، خصوصًا المشرعين السود من الحزب الديمقراطي.
وبحسب الصحيفة العبرية، غمرت الحسابات الوهمية صفحات أعضاء سود في مجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين، على إكس (تويتر سابقا) وفيسبوك، بروابط لمقالات عن علاقات مشبوهة بين "أونروا" و"حماس".
وأوضحت أن الحديث عن شبكة من مئات الحسابات المزيفة على عدة شبكات تواصل اجتماعية، وثلاث مواقع إخبارية تم إنشاؤها كجزء من العملية، عملت على نشر تقارير تخدم الرواية الإسرائيلية من وسائل إعلام معروفة، على غرار CNN وThe Guardian، ومشاركتها بشكل واسع النطاق بواسطة حسابات شبكية مزيفة متقدمة نسبيًا. كما عملت هذه الحسابات على مشاركة صورة تشخيصية ورمزية في الإنترنت ومشاركة مقالات بشكل مكثف تروج للرواية الإسرائيلية "الاعتداءات الجنسية" خلال هجوم القسام في السابع من أكتوبر، وبشأن "أونروا"، بما في ذلك مقتطفات من تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" يدعي تورط موظفي الأونروا في "أحداث 7 أكتوبر".
وتشمل هذه الحسابات أكثر من 40 ألف متابع على الشبكات، وتضمنت شبكة التأثير مجموعة أساسية من الحسابات الوهمية، ومجموعة تتظاهر بأنها مستخدمين "إسرائيليين"، ومجموعات من المغردين والمعلقين؛ وكشف التقرير أن الحملة بدأت بعد وقت قصير من أحداث السابع من أكتوبر واندلاع الحرب على غزة، ولا تزال مستمرة. وذكر التقرير أن الحملة بدأت كحملة دعم للقضايا "الصهيونية" في محاولة للرد على ما يُنظر إليه في "إسرائيل" على أنه معاداة للسامية بين الشباب السود واليهود في الولايات المتحدة، بعد ذلك، أصبحت الحملة "أكثر عدوانية، مرددة صدى رسائل الحكومة والأذرع الدعائية الرسمية لإسرائيل (الهسبراه) - وخاصة ضد أونروا".
وأول من كشف عن هذه الشبكة الوهمية كان منظمة المراقبة الرقمية الإسرائيلية "فايك ريبورتو" (Fake Reporter)، في تقرير صدر عنها صباح اليوم. فإن الحسابات أنشئت بشكل منظم وعلى عدة شبكات تواصل، وتسلسل مختلف للأسماء نفسها، إلى درجة أن الخطأ المطبعي بالأسماء يتكرر في الحسابات الوهمية على الشبكات المختلفة.