«عريس السماء».. عبدالرحمن ارتدى الكفن بدلًا من بدلة الزفاف بسبب نجل زوجة الشيف الشربيني
كان الليل قد أسدل ستاره على مدينة الشيخ زايد، والهدوء يغلف شوارعها مع تجاوز الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل.
في تلك الليلة الهادئة بمدينة الشيخ زايد، كان عبد الرحمن فراج، شاب في الرابعة والعشرين من عمره، يستعد لإنهاء يوم عمله الطويل كعامل دليفري، لم يكن هذا اليوم عاديًا بالنسبة له، بل كان آخر أيامه في العمل قبل أن يبدأ إجازته المنتظرة استعدادًا لأهم حدث في حياته: زفافه، الذي كان مقررًا بعد أيام قليلة.
الأوردر الأخير
بعدما أنهى عبد الرحمن طلبات يومه، تبقى "الأوردر الأخير"، توجه بدراجته النارية نحو كمبوند زايد 2000، واضعًا في ذهنه أنه بمجرد انتهائه من هذه المهمة، سيتوجه إلى الراحة والاستعداد للسفر إلى بني سويف، حيث تنتظره عائلته وخطيبته التي كان يحلم معها بمستقبل سعيد.
لحظة الطيش
على الطريق المقابل، كان نجل زوجة الشيف الشربيني ”مازن”، شاب في السادسة عشرة من عمره، يقود سيارة "رانج روفر" فارهة بسرعة جنونية، مستغلًا خلو الشارع من المارة، لم يكن يدرك أن سرعته الطائشة قد تخطف حياة إنسان، أو تحطم حلمًا كان على وشك أن يتحقق.
في لحظة مأساوية، اصطدمت السيارة بالدراجة النارية لعبد الرحمن، دهسته تحت عجلاتها الثقيلة وسحلته لمسافة طويلة قبل أن يتوقف السائق، تاركًا الجثة غارقة في دمائها، وهاربًا إلى داخل أحد المنتجعات السكنية.
عبدالرحمن، الذي كان يحلم بارتداء بدلة زفافه، وجد نفسه يلبس الكفن، أسرته التي كانت تنتظر عودته لتكتمل فرحتهم، تلقت خبر وفاته كالصاعقة.
والدته، التي قطعت مسافة طويلة من بني سويف إلى القاهرة لتكون بجانبه في زفافه، وقفت على الطريق تنظر إلى جثته، غير قادرة على تصديق أن ابنها قد غادر الحياة قبل أن يبدأ رحلته الجديدة.
صدمة الخطيبة
في بني سويف، كانت خطيبته تجهز نفسها لحياة مليئة بالحب والأمل، لم تعلم أن الساعات التي تفصلها عن زفافها ستتحول إلى أيام من الحزن والألم، خبر وفاة عبدالرحمن جاء كزلزال دمر أحلامها، لتجد نفسها ترتدي ثوب الحداد بدلًا من فستان الزفاف.
وصلت الشرطة إلى موقع الحادث فور الإبلاغ، وبدأت تحقيقاتها، استدعت النيابة العامة والد المتهم وشهود العيان، وتم التحفظ على السيارة وضبط السائق الذي تسبب في الحادث.
صدر تصريح بدفن الجثمان بعد استكمال الإجراءات القانونية، ولا تزال التحقيقات مستمرة لمحاسبة المسؤول عن هذه المأساة.
أثناء التحقيقات أفاد الشيف الشربيني أنه يمتلك السيارة المتسببة في الحادث، إلا أن السائق وقت الحادث كان نجل زوجته ”مازن” البالغ من العمر 16 عامًا، والذي لا يحمل رخصة قيادة.
وأوضح الشيف أنه تلقى اتصالًا هاتفيًا من نجل زوجته بعد الحادث، فانتقل سريعًا إلى مكان الواقعة، وأكد أنه غادر الموقع لاحقًا خوفًا من ردود أفعال المواطنين الغاضبين.
شهادة شهود العيان
مهندس الكمبيوتر، شاهد عيان على الحادث: قال إنه كان يقود سيارته بسرعة 80 كيلومترًا في الساعة على طريق البستان، وشاهد سيارة الرانج روفر تسير بسرعة جنونية تجاوزت 160 كيلومترًا في الساعة.
وأوضح أنه شاهد السيارة تطيح بالدراجة النارية التي كان يستقلها الضحية، ما أدى إلى وقوع الكارثة.
شقيق الضحية في التحقيقات ذكر أنه تلقى اتصالًا بشأن تعرض شقيقه لحادث وتم نقله إلى مستشفى الشيخ زايد التخصصي، وعند وصوله، تعرف على جثمان شقيقه في ثلاجة الموتى وأكد أنه شاهد دراجة شقيقه النارية مهشمة أمام قسم الشرطة، إلى جانب السيارة المتسببة في الحادث.
وفقًا لتحريات أجهزة الأمن، وقعت الحادثة عندما اصطدمت السيارة بالدراجة النارية من الخلف، مما أدى إلى وفاة قائد الدراجة على الفور.
السيارة توقفت على بعد مسافة قصيرة بسبب عطل فني، وترجل قائدها (نجل زوجة الشيف الشربيني) وهرب من المكان خشية التعرض للاعتداء من المواطنين.
تم التحفظ على السيارة ومالكها، بالإضافة إلى نجل زوجة الشيف المتهم بالحادث، كما تم الاستماع إلى أقوال الشهود وجمع الأدلة، بما في ذلك تسجيلات كاميرات المراقبة.
النيابة العامة تواصل التحقيق لكشف كافة ملابسات الحادث واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المسؤولين.