سوق النفط توفق أوضاعها وسط استمرار الأوضاع المضطربة في البحر الأحمر
تتأهب سوق النفط على ما يبدو لاضطراب الشحن في جنوب البحر الأحمر لأسابيع، إذ يهاجم المسلحون الحوثيون منذ أشهر سفناً تجاريةً رداً على الحرب الإسرائيلية في غزة.
تكشف شركات استئجار ناقلات النفط الخام والوقود، والتي تُرتب لبعض السفن لمدة تصل إلى شهر مقدماً، عن أعداد متزايدة من السفن التي تُستأجر لطرق من شأنها تجنب منطقة الخطر، وفقاً لأصحاب السفن والوسطاء والتجار.
ضربات أمريكية بريطانية
زادت الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في اليمن في 12 يناير إدراك السفن في المنطقة الفوضى، خاصة بعد أن نصحت القوات البحرية الغربية السفن في وقت لاحق بالابتعاد عن هذا الممر الملاحي. ومع تعهد الحوثيين بالرد عن طريق استهداف الأساطيل التجارية لكلا البلدين، آثر العديد من مالكي السفن الابتعاد عن الطريق الذي يتعامل عادة مع نحو 12% من التجارة العالمية المنقولة بحراً.
قال ألكسندر سافريس، الرئيس التنفيذي لشركة "يوروناف" (Euronav)، التي لدى أسطولها الخاص السعة لنقل أكثر من 50 مليون برميل من النفط: "يتجنب المزيد والمزيد من مالكي السفن المنطقة. ما بدا وكأنه شيء يمكن حله في غضون أسابيع، قد تمتد الآن عواقب لعدة أشهر".
وبدلاً من ذلك، تُستأجر ناقلات الوقود للإبحار إلى آسيا بدلاً من أوروبا، مما أدى إلى ارتفاع كبير في التكلفة. وفي الوقت نفسه، تم حجز العديد من شحنات الخام العراقي على متن ناقلات ستقطع آلاف الأميال حول أفريقيا.
ارتفاع التكلفة
قالت الشركة المالكة للناقلة الدنماركية "تورم" (Torm) في بيان، إن هناك زيادة في الرحلات إلى آسيا لنقل الوقود المكرر.
وساعد ذلك في رفع تكلفة الشحن فيما تعرف بالناقلات الكبيرة نسبياً التي تشحن المنتجات النفطية من 35 ألف دولار يومياً إلى 60 ألفاً خلال الأسبوع المنصرم.
وبالإضافة إلى ذلك، حُجزت كمية كبيرة من شحنات النفط الخام العراقي للإبحار من الخليج العربي إلى أوروبا حول أفريقيا، وفقاً لأشخاص معنيين بالسوق.
وقال أحد الأشخاص إن البعض يحمّل على نحو مشترك شحنات أصغر على سفن أكبر لجعل الرحلة أكثر فعالية من حيث التكلفة.
وعلى الرغم من أن تدفقات الخام من الخليج العربي إلى أوروبا أقل نسبياً من التدفقات إلى آسيا، فإن الشحنات تكشف عن مواقف أصحابها تجاه عبور البحر الأحمر.
تجنّب البحر الأحمر
تحول شحن الحاويات، الذي ركزت عليه الكثير من هجمات الحوثيين في بادئ الأمر، بعيداً عن البحر الأحمر إلى حد بعيد بالفعل قبل الضربات الجوية الأميركية والبريطانية. وحذت حذوها أعداد متزايدة من ناقلات النفط وناقلات البضائع السائبة.
ارتفعت أسعار بعض ناقلات النفط الخام أيضاً في الأسابيع القليلة الماضية. إذ زاد ثمن استئجار سفن "أفراماكس" (Aframax)، التي تنقل نحو 700 ألف برميل، بأكثر من الضعف إلى ما يقرب من 80 ألف دولار يومياً منذ منتصف ديسمبر.
كما ارتفعت أسعار سفن "سويزماكس" (Suezmax) -التي تسمى كذلك لقدرتها على الإبحار عبر قناة السويس التي تربط آسيا وأوروبا- بنحو 50% إلى ما زهاء 70 ألف دولار في اليوم.