بعد قرار «COP28».. هل يتخلى العالم عن استخدام الوقود؟
من المحتمل أن يتخلى العالم عن استخدام الوقود الأحفوري في يوم من الأيام. ومع ذلك، فمن المرجح أن يكون هذا الانتقال تدريجيًا، حيث ستستمر الدول في استخدام الوقود الأحفوري لبعض الوقت حتى يتم تطوير مصادر الطاقة البديلة بشكل كامل. وبعد أن أعلن مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمناخ COP28، في بيانه الختامي، توصله لاتفاقٍ وُصِف بـ«التاريخي».. هل سيتخلى العالم حقًا عن استخدام الوقود الأحفوري؟
أسباب تدفع العالم للتخلي عن الوقود
هناك العديد من الأسباب وراء احتمالية تخلي العالم عن استخدام الوقود الأحفوري. أحد الأسباب هو أن الوقود الأحفوري يساهم في تغير المناخ. تتسبب انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من الوقود الأحفوري في ارتفاع درجة حرارة الأرض، مما يؤدي إلى مجموعة من الآثار السلبية، مثل ارتفاع مستوى سطح البحر والفيضانات والأعاصير.
سبب آخر لإمكانية تخلي العالم عن استخدام الوقود الأحفوري هو أن مصادر الطاقة البديلة أصبحت أكثر كفاءة وأقل تكلفة. على سبيل المثال، أصبح إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح أرخص بكثير في السنوات الأخيرة.
بالإضافة إلى ذلك، هناك ضغوط متزايدة على الحكومات والشركات للتحول إلى مصادر الطاقة النظيفة. تعتمد العديد من البلدان على الوقود الأحفوري لتوفير الطاقة، ولكن هناك اتجاه متزايد نحو التخلص من الوقود الأحفوري. على سبيل المثال، أعلنت العديد من البلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والصين، عن أهداف لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
بالطبع، لا يزال هناك عدد من التحديات التي يجب التغلب عليها قبل أن يتمكن العالم من التخلص تمامًا من الوقود الأحفوري. على سبيل المثال، يجب تطوير مصادر الطاقة البديلة بشكل أكبر لتكون قادرة على تلبية الطلب العالمي على الطاقة. بالإضافة إلى ذلك، يجب معالجة التحديات المتعلقة بتخزين الطاقة وتوزيعها.
دول العالم تتبنى «اتفاقًا تاريخيًا» للتحول عن الوقود الأحفوري
أعلن مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمناخ COP28، الأربعاء 13 ديسمبر 2023، تبني دول العالم بالتوافق، أول اتفاق من نوعه يدعو إلى التحوّل عن الوقود الأحفوري، بما يشمل النفط والفحم والغاز، بعد مباحثات استمرت طوال الليلة الماضية، ووسط ترحيب وتأييد عالمي.
وقال رئيس المؤتمر سلطان الجابر، في الجلسة العامة الختامية، إن 197 دولة وافقت على القرار الذي أعدّته الإمارات، وقوبل ذلك بتصفيق حار من الحاضرين، فيما وصفه الجابر بأنه قرار "تاريخي لتسريع العمل المناخي".
ودعا الجابر، إلى اتخاذ خطوات من شأنها تحويل الاتفاق الذي تم التوصل إليه في ختام المؤتمر الذي تستضيفه دبي إلى "أفعال"، معتبراً أن "الاتفاق وضع العالم على المسار الصحيح للحفاظ على درجة حرارة الأرض"، مشيراً إلى أن الاتفاق وافقت عليه نحو 200 دولة، قائلاً: "الاتفاق يقدم خطة قوية نحو تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية لحرارة الكوكب".
وأضاف: "وعدتكم بمؤتمر مختلف، جمع بين القطاعات المختلفة، واستطعنا توجيه العالم للمسار الصحيح. الكل أتى معاً منذ اليوم الأول للمؤتمر والكل وعد ووفا، وحصلنا على تعهدات قيمتها أكثر من 83.38 مليار دولار خلال الأيام الستة الأولى، واتخذنا قرارات بشأن الزراعة والصحة. كل هذه الإنجازات هي الأولى من نوعها، وستضع العالم بقالب أنظف ومزدهر بشكل عادل".
التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري
يهدف الاتفاق الذي توصل إليه مؤتمر COP28، إلى توجيه رسالة قوية إلى المستثمرين وصناع السياسات مفادها أن العالم متحد الآن في الرغبة في التوقف عن استخدام الوقود الأحفوري، وهو أمر يقول العلماء إنه آخر أفضل أمل لدرء الكارثة المناخية.
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، في منشور عبر منصة «إكس»: «إلى أولئك الذين عارضوا الإشارة الواضحة إلى التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري خلال مؤتمر المناخ COP28، أود الإشارة إلى أن التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري أمر لا مفر منه. دعونا نأمل ألا يأتي بعد فوات الأوان».
وأضاف: «يخبرنا العلم أن الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض بحيث لا يتجاوز 1.5 درجة مئوية سيكون مستحيلاً دون التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، وقد تم الاعتراف بذلك أيضاً من قبل تحالف متنامٍ ومتنوع من البلدان المشاركة في COP28. يجب أن ينتهي عصر الوقود الأحفوري بالعدالة والإنصاف».
تسريع التحول عن الوقود الأحفوري
وفي وقتٍ سابق، نشرت هيئة تابعة للأمم المتحدة معنية بالمناخ، النص المقترح للاتفاق والذي تضمن إشارة إلى التحول عن الوقود الأحفوري بالكامل في العقد الحالي.
وتطرق النصّ إلى مصير جميع أنواع الوقود الأحفوري، بما يشمل النفط والغاز والفحم، ولا يُدرج عبارة "التخلص التدريجي" من هذا الوقود، الذي طالبت به الدول الأكثر طموحاً، ورفضتها الدول المنتجة للنفط.
وتضمن إشارة إلى التحول بعيداً عن جميع أنواع الوقود الأحفوري، لتمكين العالم من الوصول إلى صافي الصفر بحلول عام 2050، إذ أقرت الوثيقة بالحاجة إلى تخفيضات عميقة وسريعة ومستدامة لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بما يتماشى مع هدف 1.5 درجة مئوية، وذلك من خلال إقرار 8 بنود.