بورصات الشرق الأوسط تزدهر بنهاية العام رغم التراجع العالمي والحرب في غزة
تتسارع الاكتتابات العامة الأولية بمنطقة الخليج العربي والشرق الأوسط في فورة جديدة قرب نهاية العام، مما يشكل طلباً قوياً على مبيعات الأسهم في المنطقة، رغم المخاطر الناجمة عن الصراع بين إسرائيل وحماس وضعف سوق الطروحات حول العالم.
جمع الاكتتاب العام الأولي لشركة "تاكسي دبي" نحو 315 مليون دولار مع تقديم طلبات شراء كافية لتغطية كل الأسهم المعروضة في غضون ساعة من بدء الإدراج اليوم الثلاثاء، في ظل توافد المستثمرين على أول خصخصة في الإمارة منذ عام.
في اليوم نفسه، كشفت شركة الرعاية الصحية التي يسيطر عليها صندوق الثروة السيادي في أبوظبي -وتعتبر أكبر مجموعة تابعة له- عن خطة للاكتتاب العام الأولي في العاصمة الإماراتية.
تأتي هذه الصفقات عقب الاكتتاب العام الأولي لشركة "إنفستكورب كابيتال" الذي جمع 451 مليون دولار، وتعد الشركة بمثابة ذراع استثمارية مدعومة من أكبر مديرة للأصول البديلة في الشرق الأوسط، وتم تداول أسهمها لأول مرة خلال الأسبوع الماضي.
كما اجتذبت شركة "فينيكس جروب" (Phoenix Group) لبيع أجهزة تعدين العملات المشفرة بالتجزئة طلباً قوياً. ومن المقرر بدء تداول أسهمها خلال الشهر المقبل في أبوظبي.
تعافي الاكتتابات في الشرق الأوسط
يأتي هذا العدد الكبير من الطروحات في الإمارات على خلفية ارتفاع مؤشر "إم إس سي آي" لدول الخليج بنسبة 8% عقب وصوله لأدنى مستوياته أواخر أكتوبر الماضي. انخفضت الأسهم في المنطقة خلال الشهر الماضي بعد الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر، لكن مخاوف انتشار الحرب في الشرق الأوسط تراجعت من وقتها.
جمعت الاكتتابات العامة الأولية في منطقة الشرق الأوسط حوالي 8.4 مليار دولار منذ بداية 2023 وحتى الآن، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرج". يمثل هذا انخفاضاً بنسبة 54% عن المستويات الكبيرة التي سجلتها قبل عام. مع ذلك، تظهر البيانات أن جميع الشركات الـ12 التي طُرحت للاكتتاب منذ بداية العام الجاري باستثناء واحدة جمعت ما لا يقل عن 100 مليون دولار، وارتفعت أسعار أسمهما في أول تداول بعد الطرح.
تراجع عالمي في طروحات الأسهم
يتناقض هذا الانتعاش مع التراجع الذي تعاني منه مناطق أخرى حول العالم. وفي أوروبا والولايات المتحدة، ارتفعت نصف أسهم الشركات التي طُرحت للاكتتاب العام الأولي هذا العام -وتجاوز ما جمعته 100 مليون دولار- بشكل طفيف للغاية مقارنة بأسعارها في الطروحات. وأدى ذلك الأداء الضعيف إلى تعزيز الآمال في انتعاش أسواق الاكتتابات الأولية في تلك المناطق بقوة مع بداية عام 2024.
لكن مع ذلك لم تكن صفقات الشرق الأوسط كلها ناجحة. ولم ترتفع أسهم "إنفستكورب كابيتال" عند الإغلاق فوق سعر الاكتتاب في أي يوم منذ طرحها الجمعة الماضي، بعدما تم تسعير الصفقة عند الحد الأعلى للنطاق السعري وزيادة حجم الطرح.
كان أداء المؤشر الأساسي فيسوق أبوظبي للأوراق المالية ضعيفاً نسبياً مقارنة مع نظرائه الإقليميين، حيث انخفض بنسبة 7% منذ بداية هذا العام وحتى الآن، متأثراً بتراجع بعض من أكبر شركاته بعد الارتفاعات الممتازة التي حققتها في السابق. ويقارن ذلك بقفزة نسبتها 26% في مؤشر سوق دبي وارتفاع بنسبة 5.1% في مؤشر سوق الأسهم السعودية.