وزير الاتصالات: جاري إنشاء مركز إبداع مصر الرقمية «كريتيفا» لاحتضان الشركات الناشئة
أكد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن هناك اهتمام عالمي بقطاع الشركات الناشئة وريادة الأعمال باعتباره يمثل انعكاسا للقدرة على الإبداع والفكر الخلاق في مختلف التخصصات؛ موضحا جهود وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للمساهمة مع جهات الدولة في دعم رواد الأعمال والشركات الناشئة وفقا لثلاثة محاور أساسية تتضمن التدريب والتنمية البشرية، وإنشاء مراكز إبداع مصر الرقمية لاحتضان الشركات الناشئة، وتسهيل الإجراءات الخاصة بإنشاء الشركات الناشئة؛ مشيرا إلى أن الشركات المصرية الناشئة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات قد نجحت في جذب استثمارات بقيمة تصل إلى أكثر من نصف مليار دولار في 2022 رغم التراجع العالمى في حجم الاستثمارات في الشركات الناشئة على مستوى العالم خلال العام الماضى من 681 مليار دولار في 2021 إلى 445 مليار دولار في 2022.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الدكتور عمرو طلعت خلال افتتاح فعاليات الدورة التاسعة لمعرض ومؤتمر "قمة تكنى" Techne Summit التي تنعقد تحت رعاية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات خلال الفترة من 7 إلى 10 أكتوبر بمكتبة الإسكندرية.
حضر فعاليات الافتتاح السفير هوكان ايمسجورد سفير السويد لدى القاهرة، والمهندس أحمد الظاهر الرئيس التنفيذى لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "إيتيدا"، كريستين عرب ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في مصر، وطارق القاضي مؤسس قمة تكني، والدكتور علاء عز الأمين العام للاتحاد العام للغرف التجارية، والمهندس خليل حسن خليل رئيس الشعبة العامة للاقتصاد الرقمي والتكنولوجيا بالاتحاد العام للغرف التجارية.
تدريب أصحاب الشركات الناشئة
وأوضح الدكتور عمرو طلعت في كلمته؛ أن محور التدريب يتضمن تدريب أصحاب الشركات الناشئة وكذلك تدريب مختلف قطاعات الشباب لتوفير كفاءات تساعد رواد الأعمال فى تطوير حلول تدعم الشركات الناشئة؛ مشيرا إلى أنه تم البدء في تعاون منذ أكثر من 3 سنوات مع إحدى الجامعات المرموقة في الولايات المتحدة وتم توطين البرنامج بمصر لتدريب أصحاب الشركات الناشئة على إجراء دراسات اقتصادية، وكيفية وضع خطط تسويقية فعالة، بالإضافة إلى تدريب تقنى لدعم الحلول التى توفرها شركاتهم.
وأشار وزير الاتصالات، إلى أنه يتم إنشاء مركز إبداع مصر الرقمية "كريتيفا" لاحتضان الشركات الناشئة، واستضافة أنشطة تدريب الشركات الناشئة، وعقد محافل للتشبيك مع صناديق الاستثمار ومستثمري المخاطر في الشركات الناشئة، كذلك يتم استضافة الشباب بالمحافظات من مختلف الخلفيات العلمية لتدريبهم في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات؛ موضحا أن هناك 400 شركة ناشئة تم احتضانها في هذه المراكز على مستوى الجمهورية منذ إنشائها؛ لافتا إلى أنه تم الاستعانة بخبرات عالمية لإدارة المراكز حيث تم التعاقد مع شركتين عالميتين لإدارة مركزى القاهرة والجيزة بهدف تدريب الشركات الناشئة، وتدريب 120 شاب على مهارات إدارة حاضنة الإبداع لتوطين مهارات إدارة الحاضنات التكنولوجية، واعداد مديرين لمراكز إبداع مصر الرقمية.
ولفت وزير الاتصالات، إلى أنه تم البدء منذ عام 2019 في تنفيذ خطة للتوسع في مراكز الإبداع لزيادة أعدادها البالغ حينذاك 3 مراكز إبداع بهدف الوصول إلى مركز إبداع بكل محافظة؛ موضحا أن رئيس الجمهورية كان قد افتتح 8 مراكز في 2022 وهو ما يعكس اهتمام الدولة ببناء قدرات الشباب ودعم الشركات الناشئة وريادة الأعمال؛ مضيفا أنه تم إنشاء 9 مراكز جديدة فى 2023، وسيتم افتتاح 5 مراكز أخرى في المرحلة الثالثة في 2024 للوصول إلى 25 مركزا؛ مشيرا إلى أنه تم البدء فى إنشاء الحاضنات المتخصصة حيث تم إنشاء الأكاديمية الوطنية لتكنولوجيا المعلومات للأشخاص ذوى الإعاقة وهى مركز للبحث والتطوير والإبداع فى مدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة مزود بـ10 معامل على أعلى مستوى تقنى وأجهزة متطورة لاستضافة الشركات المتخصصة في تطوير برامج وحلول في مجال التكنولوجيات المساعدة، كما تم إقامة مركز الابداع للحلول الحكومية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي في مركز إبداع مصر الرقمية الجيزة والذى يتم من خلاله احتضان الشركات الناشئة المتخصصة في توفير حلول بمجال تقديم الخدمات الحكومية؛ وذلك فى إطار الجهود المبذولة لإشراك القطاع الخاص في منظومة تقديم الحكومية الرقمية.
وأضاف وزير الاتصالات أنه تم إنشاء مركز "إمحوتب" بمدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة؛ والذى يتيح معامل على أعلى مستوى وبرامج تصميم للدوائر الإلكترونية لمساعدة الشركات المتخصصة في مجالي التصميم الإلكتروني والبرامج المدمجة على التوسع في أعمالها وتطوير الحلول التي تقدمها؛ منوها إلى أنه يتم استضافة 24 شركة منهم 9 شركات عالمية بما يتيح خلق فرصة للتواصل التقنى بين الشركات المحلية والعالمية المتخصصة في هذا المجال لتحفيز تبادل الخبرات والتعاون فيما بينهم.
وتابع الدكتور عمرو طلعت أنه على صعيد تسهيل إجراءات إنشاء الشركات الناشئة؛ فقد صدر قرار منذ عام بتخفيض رأس المال المدفوع لشركات الشخص الواحد من 50 ألف جنيه الى 1000 جنيه؛ كما تم السماح بإنشاء الشركات عن بُعد من خلال منصة هيئة الاستثمار باستخدام التوقيع الإلكترونى، كذلك يتم العمل على تبسيط إجراءات إنشاء الشركات الافتراضية بدون مقر؛ موضحا أنه يمكن لرواد الأعمال التعاقد مع "ايتيدا" بحيث يكون مركز إبداع مصر الرقمية مقرا للشركة الافتراضية.
وأكد على اهتمام وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بزيادة مشاركة المرأة فى مجال ريادة الأعمال من خلال إطلاق مجموعة من المبادرات منها مبادرة "هي رائدة" والتى يتم تنفيذها بالتعاون مع المجتمع المدنى في مختلف المحافظات لتنمية قدرات السيدات على إنشاء شركات وتعظيم الاستفادة من استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات؛ مشيرا إلى أن نسبة السيدات العاملات فى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تصل إلى 45%.
وخلال فعاليات المؤتمر؛ قام وزير الاتصالات بالرد على استفسار أحد الشباب من ذوى القدرات الخاصة حول كيفية الحصول على فرصة لاحتضان شركته الناشئة؛ حيث دعاه الدكتور عمرو طلعت للتوجه إلى الأكاديمية الوطنية لتكنولوجيا المعلومات للأشخاص ذوى الإعاقة بمدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة والتي توفر حاضنة للشركات المتخصصة في مجال التكنولوجيات المساعدة لتوفير حلول لمساعدة الأشخاص ذوي القدرات الخاصة من مجابهة التحديات التى تواجههم؛ مضيفا أنه سوف يقوم بزيارة الشركة فور احتضانها داخل الأكاديمية.
وعلى هامش فعاليات "قمة تكنى"؛ عقد الدكتور عمرو طلعت اجتماعا مع السيد سفير السويد بالقاهرة؛ حيث تناول الاجتماع الجهود المبذولة لتنمية صناعة التعهيد في مصر، والفرص الاستثمارية المتاحة بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وسبل جذب استثمارات سويدية إلى القطاع؛ كذلك تم مناقشة سبل دفع التعاون بين الشركات المصرية الناشئة ونظيرتها في السويد، بالإضافة إلى فرص التعاون وتبادل الخبرات يمجالات البنية التحتية الرقمية، وبناء القدرات الرقمية.
كما قام الدكتور عمرو طلعت والسيد سفير السويد بالقاهرة بجولة تفقدية داخل المعرض والذى يشارك به 150 عارضًا من كبرى الشركات، وشركات ناشئة مبتكرة.
جدير بالذكر أن "قمة تكنى" هى حدث دولى هام يهتم بتفعيل دور التكنولوجيا في مختلف الصناعات وتحفيز الاستثمار وريادة الأعمال، وتبادل الخبرات في المنطقة العربية والشرق الأوسط ومنطقة دول حوض البحر المتوسط من خلال عرض تكنولوجيات مختلفة وسبل تطبيقها في مختلف الصناعات.