ارتفاع الفائدة وتدهور الاقتصاد وراء تراجع النفط دون 90 دولاراً للبرميل
انخفضت أسعار النفط، مع تدهور الخام المرجعي للولايات المتحدة دون مستوى 90 دولاراً للبرميل، بسبب ما أدى إليه القلق من رفع أسعار الفائدة مرة أخرى وتباطؤ الاقتصاد من تعكير للأوضاع في الأسواق عموماً.
أنهى خام غرب تكساس الوسيط جلسة التداول دون مستوى 89 دولاراً للبرميل، متحركاً في مسار عكسي بعد ارتفاعه في وقت سابق بنسبة 1.2%.
تراجع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" وارتفعت قيمة الدولار، مع انتظار المستثمرين ظهور دلائل على اتجاه سياسة أسعار الفائدة لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي. ومع ظهور رئيس البنك المركزي جيروم باول في مناقشة مائدة مستديرة يوم الإثنين، انخفضت الأسعار. وقال مسؤولون إن معدلات الفائدة قد تستمر على ارتفاعها، فيما يرى الرئيس التنفيذي لبنك "جيه بي مورجان تشيس" جيمي ديمون إمكانية رفع أسعار الفائدة أكثر من ذلك.
وضع ارتفاع أسعار الفائدة، الذي يتسبب في زيادة تكاليف نقل النفط وتخزينه، حداً للزيادة في أسعار الخام، على الرغم من استمرار نقص المعروض في أسواق التداول المباشر بسبب تخفيض العرض من جانب المملكة العربية السعودية وحلفائها.
وقالت ربيكا بابين، متعاملة أولى في الطاقة بشركة "سي آي بي سي برايفت ويلث": "إن أسعار الفائدة وقيمة الدولار هما اللاعبان الأساسيان في الوقت الراهن، فقد وضعت السوق في اعتبارها جانباً كبيراً من تأثير نقص المعروض في سوق التداول المباشر، علاوة على احتمال أن نكون قد تجاوزنا أشد عمليات السحب من المخزون كثافة وخلفناها وراءنا".
في بداية جلسة التداول، ظهرت علامات متضاربة تتعلق بإعادة تشغيل خط أنابيب النفط الرئيسي الذي يمتد من العراق إلى تركيا. ففي حين قال وزير تركي إن الخط جاهز للتشغيل، قال مسؤول عراقي بارز إن تشغيل الخط لن يبدأ حتى تُحل بعض القضايا التجارية بين البلدين. وينقل هذا الخط نحو نصف مليون برميل من الخام يومياً، وإعادة تشغيله سوف تساعد في تخفيف العجز في الأسواق.
ارتفعت أسعار النفط منذ منتصف شهر يونيو بعد تخفيض منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها إمدادات الخام، وحظر روسيا تصدير زيت الديزل، وتأكيد الأرقام الرسمية بالولايات المتحدة على تدهور المخزون في مركز كوشينج الحيوي في أوكلاهوما. هذا الارتفاع – الذي وجد أيضا دعما شديداً من قوة الطلب – أعاد طرح التخمينات حول عودة أسعار النفط إلى مستوى 100 دولار للبرميل.
بدأ الارتفاع الأخير في أسعار النفط أيضا في مواجهة مقاومة فنية. وفي يوم الإثنين، تدهور خام برنت ودخل منطقة محايدة على مؤشر القوة النسبية لمدة 14 يوما بعد خمسة أيام من التداول في منطقة "التشبع الشرائي" على هذا الأساس.
ومع ذلك، لا يتوقع جميع المحللون توازنا محكماً، وقال بنك "سيتي غروب" إن خام برنت سوف يتدهور إلى 70 دولاراً للبرميل في السنة القادمة بسبب زيادة العرض، الذي سيدفع السوق إلى منطقة الوفرة وفائض الإنتاج.
وكتب محللو البنك، ومن بينهم إدوارد مورس، في مذكرة: "زيادة الأسعار في المدى القريب ربما تعوض انخفاضاً أكبر في هذه الأسعار خلال السنة القادمة".