تركيا تخفض توقعات النمو الاقتصادي لاستعادة ثقة الأسواق
كشفت تركيا عن مستهدفاتها الاقتصادية للسنوات الثلاث المقبلة بعد تعيين فريق اقتصادي تكنوقراطي جديد في البلاد، والذي يحاول استعادة ثقة السوق، بعد سنوات من السياسات غير التقليدية التي نفرت الاستثمار الأجنبي وأدت إلى تأجيج التضخم.
وفقاً لبرنامج النمو متوسط المدى، الذي قُدم يوم الأربعاء في العاصمة أنقرة، خفضت الحكومة التركية توقعاتها للنمو الاقتصادي هذا العام إلى 4.4% مقارنة بـ5% من قبل. فيما رفعت توقعات التضخم في نهاية عام 2023 إلى 65% عوضاً عن 25% من قبل.
صعد معدل التضخم على أساس سنوي بوتيرة أسرع من المتوقع في أغسطس الماضي إلى 58.9%، ما يبرز التحدي الذي يواجهه البنك المركزي التركي والرئيس رجب طيب أردوغان في إنهاء أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة.
توقعات الاقتصاد التركي
أقر البنك المركزي -في عهد محافظته الجديدة حفيظة غايا أركان- تعديلات كبيرة على توقعاته للتضخم في نهاية 2023، حيث رفعها إلى 58% في يوليو الماضي، أي أكثر من ضعف الرقم الذي توقعه سلفها. فيما يتوقع المركزي تباطؤ نمو أسعار المستهلكين إلى 33% في نهاية العام المقبل، بعد بلوغه ذروته في الربع الثاني من العام المقبل. وتبلغ توقعات التضخم في نهاية عام 2025 نحو 15%.
يبلغ سعر الفائدة القياسي حالياً 25%، بعدما رفعه البنك المركزي أكثر من المتوقع في أواخر أغسطس الماضي بمقدار 750 نقطة أساس. وأشار المركزي إلى أن دورة التشديد النقدي ستستمر. ومن المقرر إجراء تركيا لانتخابات المحليات في مارس المقبل. وحافظ أردوغان لعدة سنوات على سياسة التحفيز النقدي قبل الانتخابات، والآن يريد الفوز مجدداً في إسطنبول (أكبر مدينة في البلاد) التي تسيطر عليها المعارضة حالياً.
بنوك وول ستريت تراجع توقعات الفائدة في تركيا مع توحش التضخم
راجعت بنوك "وول ستريت" توقعاتها مجدداً بشأن أسعار الفائدة في تركيا، وذلك بعد ارتفاع التضخم بوتيرة أسرع من المتوقع.
بعد مرور أسبوع على الصدمة التي أصابت بنوك "جيه بي مورغان" و"مورغان ستانلي" و"بنك أوف أميركا" بسبب الرفع الحاد المفاجئ لأسعار الفائدة بنسبة 25%، قالت البنوك إن تكاليف الاقتراض الرسمية قد تحتاج إلى رفع بوتيرة أسرع أو أعلى بعد ارتفاع الأسعار إلى ما يقرب من 60% خلال الشهر الماضي.
تتوقع المصارف الثلاثة العالمية أن يبلغ التضخم في تركيا ذروته عند أكثر من 70% العام المقبل.
قال هاند كوتشوك وألينا سليوسارشوك، الاقتصاديان في "مورغان ستانلي" في مذكرة: "قد تفضل لجنة السياسة النقدية الجديدة الاستمرار في إحداث مفاجأة نحو الاتجاه الصعودي لوقف المزيد من التدهور في توقعات التضخم، وربما نرى البنك المركزي يرفع أسعار الفائدة إلى 30% في وقت أقرب مما نتصور".
في عهد محافظة البنك المركزي حفيظة غاية أركان، التي عينها رئيس تركيا رجب طيب أردوغان بعد فترة وجيزة من فوزه في إعادة انتخابه في مايو الماضي، تبنى البنك المركزي نهجاً تدريجياً لتشديد السياسة النقدية.
لكن هذا قد يتغير. فقد أظهرت بيانات يوم الإثنين تسارع التضخم السنوي إلى 58.9% الشهر الماضي، بوتيرة أسرع من كل توقعات المسح الذي أجرته "بلومبرغ" بين عدد من الاقتصاديين.
عدّل مصرف "جيه بي مورغان" تقديراته للتضخم بنهاية عام 2024 بمقدار 5 نقاط مئوية، ويتوقع الآن أن يصل السعر المرجعي إلى 45%.