جنوب أفريقيا تنضم لتحالف فضاء صيني ينافس الولايات المتحدة
ستصبح جنوب أفريقيا شريكةً لدولة الصين في عمليات استكشاف الفضاء؛ إذ تسعى بكين لتقوية سطوتها في المنافسة للهيمنة على القمر في مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها.
وقّع البلدان اتفاقيتي تعاون رسميتين في أثناء زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ لدولة جنوب أفريقيا أمس الثلاثاء، وهي الشراكة الأولى من نوعها بينهما، بحسب وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) الحكومية. تغطي إحدى الاتفاقيتين رحلات الفضاء البشرية والأخرى تتضمن إنشاء محطة أبحاث القمر الدولية، وهي خطة لبناء قاعدة على القمر بتمويل من الصين وروسيا.
يشكل الفضاء الجبهة المقبلة للتوترات الجيوسياسية المحتدمة بين واشنطن وبكين، ولوحظ أن مسؤولين يبحثون عن حلفاء في سباقهما نحو القطب الجنوبي للقمر.
تقدم دبلوماسي أميركي
أحرزت الولايات المتحدة الأمريكية تقدّماً هائلاً على صعيد جهودها الدبلوماسية، ووقّعت ما يزيد على 20 دولة على اتفاقيات "أرتميس"، التي تضع إطاراً للتعاون الدولي خاصاً بالنشاط الفضائي. وفي هذه الأثناء، أبرمت الصين شراكة قوية مع روسيا، قامت في البداية على تبادل المعرفة التكنولوجية للأولى والخبرة الفضائية للثانية، لكن في الآونة الأخيرة ظهرت علامات فتور في العلاقة.
وفي حين أخذت الصين تقلل من أهمية محور التعاون الفضائي بين بكين وموسكو منذ الحرب على أوكرانيا؛ فإنَّ حادث تحطم المركبة الفضائية الروسية "لونا-25" على سطح القمر خلال عطلة نهاية الأسبوع قد يسفر عن تكثيف التدقيق في علاقتهما. تمنح محاولة الهبوط الفاشلة على مقربة من القطب الجنوبي للقمر -الموقع المنشود لإقامة قاعدة مشتركة أعلنت عنها وكالاتا الفضاء في الصين وروسيا خلال 2021- فرصة لمنافستها الهند، التي يُتوقع هبوط مركبتها الفضائية "شاندرايان-3" بالمنطقة نفسها اليوم الأربعاء.
سيرسخ نجاح بعثة الهند -التي وقّعت هي والبرازيل زميلتها بمجموعة "بريكس" على اتفاقيات (أرتميس) المدعومة من قبل الولايات المتحدة الأميركية- أقدامها بقوة في سباق الفضاء العالمي، لكنها قد تزيد أيضاً من الضغط على الصين للبحث عن حلفاء جدد. وتعاني الأخيرة فعلياً، ففي حين أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين خلال إيجاز صحفي اعتيادي أمس الأول أن مشروع محطة البحوث الدولية "مفتوح لكل الشركاء الدوليين المهتمين به"؛ فإنَّ عدداً محدوداً أظهر من البلدان حماسه للفكرة.
تكثيف الجهود
يتوقع مراقبو القطاع تكثيف كل من واشنطن وبكين جهودهما لجذب البلدان الأفريقية التي تريد أن تمتلك أقماراً صناعية وبرامج فضاء خاصة بها. ستنجم عن ذلك أيضاً انقسامات على الأرجح، حيث كانت نيجيريا ورواندا أول الموقعين الأفارقة على اتفاقيات "أرتميس" خلال ديسمبر الماضي في حين تحالفت جنوب أفريقيا مع الصين.
وقالت جولي كلينغر، وهي أستاذة مساعدة في جامعة "ديلاوير"، تُجري أبحاثاً حول قضايا تتعلق بسياسات الفضاء العالمية: "توجد كيانات كثيرة تود أن تظفر بعقود بيع الخدمات المرتبطة بالفضاء للبلدان الأفريقية، حيث يوجد قطاع فضائي آخذ بالنمو بقارة أفريقيا".