موجة الحر تُعيق إمدادات الديزل وسط نقص الصادرات الروسية
تعيق موجة الحر إمدادات الديزل في سوق لا تزال تعاني من نقص الصادرات الروسية، لذا ترتفع أسعار الوقود التي تُعتبر محركًا للاقتصاد العالمي مرة أخرى.
وتتداول العقود الآجلة للديزل في أوروبا والولايات المتحدة عند أعلى مستوياتها منذ يناير، مصحوبة بقفزة في آسيا. تجاوزت أسعار النفط قوة الصيف غير الموسمية، ما يمثل صداعًا تضخميًا آخر للبنوك المركزية تماماً كما يتوقع أن يوقف البعض رفع أسعار الفائدة. وهو تذكير صارخ بأن الأزمة التي تهدد بإثقال كاهل المزارعين، وإخراج سائقي الشاحنات من عملهم وترك أصحاب المنازل في البرد لم تنته بعد.
يأتي ارتفاع الأسعار في أعقاب سلسلة من انقطاع المصافي في المناطق الرئيسية، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الارتفاع القياسي في درجات الحرارة الذي شهدها نصف الكرة الشمالي.
أجبر خفض إمدادات المملكة العربية السعودية وروسيا شركات تصنيع الوقود على مبادلة الزيوت الثقيلة الغنية بالديزل بخامات أميركية أخف وزناً، ما حد من الإنتاج وإزالة أكثر من مليون برميل يومياً من الوقود المكرر من السوق، وفقًا لـ«جيه بي مورغان تشيس آند كو».
يعود «الاتجاه التصاعدي الذي نشهده الآن بشكل أساسي إلى نقص الإمدادات»، وفقاً لما قاله ماركو شيافيتي، كبير المسؤولين التجاريين في شركة التكرير الإيطالية "ساراس إس بي إيه " (Saras SpA)، خلال مؤتمر هاتفي عن الأرباح، في إشارة إلى الديزل وأنواع الوقود المماثلة.
عنصر معاكس لحركة الأسعار
هناك أيضاً عنصر معاكس للدورة الاقتصادية لحركة الأسعار، حيث يتراجع الطلب على الوقود عادةً في الصيف. وقالت شركة "فاليرو إنرجي" (Valero Energy) الأميركية للتكرير خلال مكالمة أرباح الشهر الماضي إن مخزونات الديزل ثابتة بشكل أساسي في وقت يُفترض أن ترتفع.
لم تتخذ الصين أي إجراء يُذكر لسد الفراغ، حيث حفّز ارتفاع الأسعار المحلية شركات التكرير على الاحتفاظ بالإمدادات في الداخل، حسبما قال لي تشون يوان، المحلل في "أويل كيم" (OilChem). بلغ متوسط صادرات البلاد من الديزل حوالي 170 ألف برميل يومياً خلال الأشهر الأربعة الماضية على الرغم من الانتعاش الذي شهدته في يوليو -أقل من نصف الكمية اليومية في الفترة الممتدة من يناير إلى مارس، وفقاً لبيانات صادرة عن شركة التحليلات "كبلر" التي جمعتها بلومبرغ.
حتى قبل الارتفاع الأخير، كان الديزل أحد أكثر القطاعات توتراً في سوق النفط، حيث تراوحت المخزونات الملحوظة بين 10% إلى 15% أقل من المعتاد في الولايات المتحدة وأوروبا. وتضخمت مخاطر نقص الإمدادات والقفزات المفاجئة في الأسعار عندما تحركت أوروبا لمنع الإمدادات الروسية بعد غزو أوكرانيا العام الماضي.
تبرز هذه المخاطر إلى الواجهة كلما ظهرت مشاكل في المصافي الكبرى. خلال الأسابيع الأخيرة، كانت هناك سلسلة من العقبات، بما في ذلك الحريق الذي اندلع في موقع "ريبسول أس إي" في بلباو. وفي الشرق الأوسط، شهدت مصفاة "الزور" الكويتية الجديدة انتكاسات منذ أن بدأت في تكثيف عملياتها.
قال ستيف سوير، مدير التكرير في شركة "إف.جي.إي" الاستشارية: «سوق نواتج التقطير ضيقة»، مشيرًا إلى التأخيرات الراهنة في مصافي إنتاج الوقود في الكويت والمملكة العربية السعودية. وأضاف «يصمد الطلب بشكل أفضل من المتوقع، والمخزونات لا تتزايد».
