محمد توفيق.. قصة فنان تعلم من الدجاج وزوّر خطابا ملكيا
تحل اليوم ذكرى وفاة الفنان محمد توفيق الذي شارك في عشرات الأعمال السينمائية والتلفزيونية والمسرحية إضافة إلى الإخراج,
ولد الفنان محمد توفيق في مدينة طنطا بمحافظة الغربية يوم 27 أكتوبر 1908، وانتقل مع أسرته (أسرة العجيزي) وهي أسرة عريقة عرفت بالحركة الوطنية ومقاومة الاحتلال للعيش إلى حلوان.
التحق محمد توفيق بمدرسة الأوقاف الملكية ومن زملائه بالفصل الصحفيان الكبيران مصطفى وعلي أمين، وكان مدرس الموسيقى هو موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، والتحق بمعهد التمثيل بعد تأسيسه في مطلع الثلاثينات، وبعدها بسنوات سافر إلى المملكة المتحدة من أجل دراسة التمثيل.
تعلم محمد توفيق على يد النجم المسرحي الراحل (لورانس أوليفييه)، كما عمل مخرجًا في القسم العربي بالإذاعة البريطانية، وكان من رواد المسرح والإخراج الإذاعي وعمل في الإذاعات الأهلية بعد افتتاح الإذاعة المصرية.
عقب عودته إلى مصر في مطلع الأربعينات، شارك محمد توفيق في بطولة عشرات الأفلام، منها: "السوق السوداء، بابا أمين" كما شارك في العديد من المسلسلات التليفزيونية، وأشهرها "هند والدكتور نعمان"، وقام بإخراج النص العربي لمشروع الصوت والضوء في منطقة أبو الهول وأهرامات الجيزة عام 1964.
محمد توفيق وتزوير خطاب ملكي
وفي أحد لقاءاته حكى محمد توفيق أنه اضطر يوما لتزوير خطاب ملكي حتى ترضى عنه والدته المريضة، وقال أن أسرته لم تكن راضية عن عمله بالفن وتمنت أن يكون له وظيفة ذات عائد ثابت، وحين مرضت والدته فأراد أن يطمئنها على مستقبله.
في إحدى زياراته للفنان (سليمان بك نجيب) في دار الأوبرا، وكان يشغل نجيب منصب مدير الأوبرا الملكية وجد على مكتبه مجموعة أظرف وأوراق عليها التاج الملكي، فسرق إحداها وكتب فيها خطاباً باسم الديوان الملكي ينص على قرار تعيين محمد بك توفيق مديراً لدار الأوبرا المصرية.
وكتب عنوان منزله على الخطاب حتى يصل لوالدته فتعتقد أن ابنها أصبح مديراً للأوبرا فيدخل السعادة على قلبها، وبالفعل فرحت والدته بالخطاب، وأكد الفنان الكبير أن والدته توفيت وهي تعتقد أنه مدير الأوبرا.
المشوار الفني لـ محمد توفيق
بدأت علاقة محمد توفيق بالتمثيل عندما كان طالباً في المدارس الابتدائية والثانوية، ثم التحق بمعهد التمثيل الذي تأسس عام 1930 فاحترف التمثيل مع فرقة جورج أبيض وعزيز عيد وفرقة خليل مطران.
وفي عام 1937 سافر إلى إنجلترا لدراسة التمثيل، وبعد عودته عام 1941 رشحه المخرج نيازي مصطفى لبطولة فيلم "مصنع الزوجات" وبعدها توالت أفلامه والتي بلغ عددها مائة فيلم ومنها: "شيء من الخوف و حسن ونعيمة، وعيون الصقر، وآخر أفلامه هو “أرض الأحلام”، وفي الدراما قد شارك في حوالي 40 عملاً منها: "رحلة السيد أبو العلا البشري، وما زال النيل يجري، يوميات ونيس"
محمد توفيق والمسرح
شارك محمد توفيق في تقديم العديد من المسرحيات أهمها "مرتفعات وذرنج"، “فاوست” “6 شخصيات تبحث عن مؤلف”، “المفتش العام”، كما عمل بالتدريس في معهد الدراسات المسرحية في الكويت، وقال أنه تعلم التمثيل من الدجاج، كان الدجاج يتشاجر أمامه وظل يقلده، ونال ضرباً مبرحاً من أهله لعمله في التمثيل.
وقال عنه المخرج نور الدمرداش في لقاء مع الإعلامي مفيد فوزي: "محمد توفيق هو الممثل الوحيد الذي يستطيع أن يعلم المخرج ومن الممكن أن تأخذ من تمثيله قواعد جديدة للأداء".