«طبول الحرب التجارية تدق».. قادة دول العالم في طريقهم إلى الولايات المتحدة بسبب الرسوم الجمركية

لم يستفق العالم بعد من ضربة الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على غالبية دول العالم، والخوف من إشعال حرب تجارية تؤثر على الاقتصاد العالمي، الصحف العالمية تابعت باهتمام كبير تداعيات هذه القرارات.
ولخصت الكاتبة ميجان ماك في مقال بصحفية «واشنطن بوست» مبررات ترامب وأنصاره لفرض هذه الرسوم في أربع نقاط: هي أنها أداة تفاوضية تُستخدم لإجبار الدول الأخرى على خفض حواجزها التجارية. كما أنها ستعيد بناء "قاعدتنا الصناعية وتحوّلنا إلى قوة تصديرية عظمى كما كنا". بالإضافة إلى محاولة وقف صعود الصين لتصبح منافسا جيوستراتيجيا. وأخيرا إعادة بناء "قدرتنا التصنيعية للسلع الحيوية مثل أشباه الموصلات"، تحسباً لجائحة أخرى أو حرب.
وترى الكاتبة أن التعرفات التي فرضها ترامب لا تتناسب مع هذه المبررات، لأنه لو كان يحاول استخدام التعرفات الجمركية لإجبار الدول الأخرى على خفض حواجزها التجارية، لفرض رسوماً تتناسب مع التعرفات التي تفرضها الدول على الولايات المتحدة.
من جانبه، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عبر منصة "سوشيال تروث"، أن "دولا من كل العالم" تتواصل مع الولايات المتحدة بشأن الرسوم الجمركية.
وكتب ترامب: "الدول من جميع أنحاء العالم تتفاوض معنا، لقد وضعنا شروطا صارمة ولكنها عادلة"، مشيرا إلى أن اليابان على وجه الخصوص أرسلت بالفعل فريقا تفاوضيا إلى الولايات المتحدة لمناقشة مسألة الرسوم، كما أوضح ترامب أنه أجرى محادثة مع رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا في الاثنين الماضي.
وأشار ترامب إلى أن "رد فعل اليابانيين كان سلبيا للغاية على (التغييرات في) التجارة مع الولايات المتحدة، فهم لا يشترون سياراتنا ونحن نشتري سياراتهم بالملايين وينطبق ذلك أيضا على الزراعة وأشياء أخرى كثيرة، كل ذلك يجب أن يتغير خاصة فيما يتعلق بالصين".
ونقلت شبكة "فوكس نيوز" عن البيت الأبيض، قوله بإن الرسوم الجمركية بنسبة 104% على الصين دخلت حيز التنفيذ.
وأكد البيت الأبيض، بدء سريان الرسوم الجمركية بنسبة 104% على الصين وستتم جباية رسوم أخرى بدءًا من يوم غد الأربعاء.
وفي وقت سابق هدد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بفرض رسوم جمركية إضافية على الصين بسنبة 50%، اعتبارا من 9 أبريل الجاري.
وكتب على منصات التواصل الاجتماعي: "أصدرت الصين أمس رسومًا جمركية انتقامية بنسبة 34%، تضاف إلى رسومها القياسية، ورسومها غير النقدية، ودعمها غير القانوني للشركات، وتلاعبها بالعملة على نطاق واسع وطويل الأمد، وذلك على الرغم من تحذيري بأن أي دولة ترد على الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية إضافية، تتجاوز إساءة استخدامها الحالية للرسوم الجمركية على أمتنا، ستُقابل فورًا برسوم جمركية جديدة أعلى بكثير، تتجاوز تلك التي تم تحديدها في البداية".
أضاف: "لذلك، إذا لم تتراجع الصين عن زيادتها البالغة 34%، التي تتجاوز إساءة استخدامها التجارية طويلة الأمد، بحلول 8 أبريل 2025، فستفرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية إضافية على الصين بنسبة 50%، اعتبارًا من 9 أبريل، بالإضافة إلى ذلك، سيتم إنهاء جميع المحادثات مع الصين بشأن الاجتماعات التي طلبتها معنا! وستبدأ المفاوضات مع الدول الأخرى، التي طلبت أيضًا اجتماعات، على الفور. شكرًا لاهتمامكم بهذا الأمر".
وأعلنت الصين، الجمعة الماضية، عن سلسلة من الرسوم الجمركية والقيود الإضافية على السلع الأمريكية ردا على الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقالت وزارة المالية إنها ستفرض رسوما جمركية إضافية بنسبة 34% على جميع السلع الأمريكية اعتبارا من 10 أبريل.
وفي وقت سابق، قال رئيس الوزراء الياباني شجيرو إيشيبا إنه يرغب في زيارة الولايات المتحدة في أقرب وقت ممكن من أجل حل مشكلة فرض الرسوم على البضائع اليابانية، واصفا الوضع المحيط بفرض الرسوم من قبل الولايات المتحدة بالأزمة الوطنية.
وقال يوم الجمعة إنه يفكر في إجراء محادثة هاتفية مع ترامب بشأن فرض الرسوم.
وأثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جدلا واسعا بعد إعلانه فرض تعريفات جمركية جديدة على العديد من الدول منها الصديق والحليف ومنها العدو، حيث شملت الإجراءات فرض ضريبة بنسبة 25% على السيارات المستورة ، و20% على جميع الوارادات الآخرى، ما أثار غضب قادة أوروبا، الذين يجتمعون، فى قمة الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وآسيا الوسطى.
وعلق بيرند لانج، رئيس لجنة التجارة الدولية في البرلمان الأوروبي، على التعريفات الجمركية البالغة 20% التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الليلة الماضية، قائلا "إنه بينما قد يطلق الرئيس ترامب على هذا اليوم اسم "يوم التحرير"، إلا أنه من وجهة نظر المواطن العادي هو "يوم التضخم".
وأضاف لانج - في بيان نشر على الموقع الرسمي للبرلمان الأوروبي- أن هذه الإجراءات غير المبررة وغير القانونية وغير المتناسبة، لا يمكن أن تفضي إلا إلى مزيد من تصعيد التعريفات الجمركية وتدهور اقتصادي حاد للولايات المتحدة والعالم ككل، وبسبب هذا القرار، سيتم إجبار المستهلكين الأمريكيين على تحمل العبء الأكبر في حرب تجارية، مشيرا إلى أن هذه التعريفات ستجعل العمليات والتصنيع أقل كفاءة وأدت إلى حالة من عدم اليقين المدمر في مناخ الاستثمار، كما أن ردود فعل أسواق الأسهم واضحة للغاية.
وأضاف قائلا "سيرد الاتحاد الأوروبي وسنفعل ذلك من خلال إجراءات قانونية وشرعية ومتناسبة وحاسمة .. وسندرس أي الأدوات المتاحة لنا هي الأنسب لردنا، و نحن لن نتراجع. سندافع عن سيادتنا ولن نغير التشريعات التي صغناها ديمقراطيا ولصالح مواطني الاتحاد الأوروبي، حتى لو أثار ذلك استياء بعض مليارديرات الولايات المتحدة، و يتعين على الدول التي استهدفتها هذه الإجراءات الرد بجبهة موحدة وإرسال رسالة واضحة إلى الولايات المتحدة لإنهاء ، هذا الجنون في الرسوم الجمركية"، وفقا لصحيفة إيه بى سى الإسبانية.
فى حين وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الرسوم الجمركية الأمريكية بأنها "ضربة قاسية للاقتصاد العالمى، وستكون عواقبها كارثية"، وقالت قبيل قمة الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وآسيا الوسطى ،"أنى آسفة بشدة"، مشيرة إلى أن هذا الإجراء سيضر بالجميع وخاصة الأكثر ضعفا، وشددت على أهمية وحدة الاتحاد الأوروبى قائلة "وحدتنا هي قوتنا ، أوروبا لديها أكبر سوق واحدة في العالم، 450 مليون مستهلك، وهذا هو ملاذنا الآمن في الأوقات العصيبة".
وأكدت فون دير لاين أن الاتحاد الأوروبي "مستعد للرد" على فرض الولايات المتحدة رسوما جمركية بنسبة 20%، ويعمل على اتخاذ تدابير جديدة ردا على ذلك، مضيفة أن "هناك طريقا بديلا" و"لم يفت الأوان بعد لمعالجة المشاكل من خلال المفاوضات".
وقالت "نحن ننتهي بالفعل من الحزمة الأولى من التدابير المضادة ردا على الرسوم الجمركية على الصلب، ونحن الآن نستعد لمزيد من التدابير لحماية مصالحنا وأعمالنا في حال فشل المفاوضات"، مضيفة "باعتبارنا أوروبيين، فإننا سنعمل دائمًا على تعزيز مصالحنا وقيمنا والدفاع عنها، وسندافع دائمًا عن أوروبا".
ودعت أيضا إلى وحدة أوروبا وأكد أن سوقها الداخلية تشكل "ملاذاً آمناً" في مواجهة الحرب التجارية، وقالت إن "أوروبا لديها كل ما تحتاجه لتجاوز العاصفة"، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي "سيقف متحدا ويدافع عن بعضه البعض".
كما دعا اتحاد الشركات الصغيرة والمتوسطة الفرنسي (سي بي إم إي) اليوم الخميس، إلى تشكيل "جبهة اقتصادية وسياسية موحدة" في مواجهة "صدمة" الرسوم الجمركية الأمريكية، معربا عن مخاوفه من أن "شبكة من الشركات الصغيرة والمتوسطة ستختفي غدا".
وقال رئيس الاتحاد في حوار مع قناة "آر إم سي" الإخبارية الفرنسية اليوم "إنها صدمة، حتى لو توقعناها، ولكن ليس بهذا القدر، يجب على الأمة أن تدعم أعمالها، لأن نسيجنا الاقتصادي سيتعرض للهجوم، وأعمالنا ستتعرض للهجوم، وشركاتنا الصغيرة ستزداد هشاشة".
وأضاف "إذا أخذنا مستحضرات التجميل، على سبيل المثال، فلدينا العديد من الشركات الصغيرة التي لن تملك الموارد اللازمة للانتقال أو تنويع سلسلة إنتاجها لتشمل جزءا منها في الولايات المتحدة، مما سيؤثر عليها بشدة واليوم، ثمة خوف حقيقي من زوال النسيج الاقتصادي للشركات الصغيرة والمتوسطة غدا".
ومن المقرر أن يعقد الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" اجتماعا في قصر الإليزيه بعد ظهر اليوم الخميس مع ممثلي الصناعات المتضررة من الإجراءات الجمركية التي أعلنتها الولايات المتحدة.
وأشار إلى أنه سيحضر هذا الاجتماع، وقال إن "هذه الحرب التجارية ستكون وضعا خاسرا للجميع، خاسر للمستهلك الأمريكي وخاسر للمستهلك الأوروبي وخاسر للشركات الأمريكية، وخاسر للشركات الأوروبية".
عواقب الرسوم الجمركية الأمريكية على أوروبا
وأشارت صحيفة لا بانجورديا الإسبانية إلى أن رسوم ترامب الجمركية ستؤدى إلى العديد من الكوارث الاقتصادية لأوروبا ، حيث أنها ستخفض الصادرات بنسبة 85 مليار يورو ، بالإضافة إلى إلحاق الضرر بصناعة السيارات والأدوية.
ووفقًا لأحدث التقارير، فقد بدأت الحرب التجارية بين أوروبا وأمريكا ، حيث أن الرسوم التي فرضها ترامب تصل إلى 20% على جميع الواردات وهو ما سيؤثر سلبا على العديد من القطاعات ولكن الأكثر تضررا هي السيارات والأدوية ، بالإضافة إلى أنها تمثل ضربة قوية للصناعة الأوروبية.
كما أكدت الصحيفة أن تلك التعريفات الجمركية الأمريكية ستؤدى لخسارة تراكمية فى الناتج المحلى الإجمالى بنسبة 1.2% مقارنة بالوضع دون تعريفات جمركية، وهو ما يؤجج أزمة التضخم فى أوروبا.
في عام 2024، بلغت قيمة صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة 382 مليار يورو، وفقًا للبيانات الصادرة عن مركز التجارة الدولية. ويمثل السوق الأمريكية 12% من إجمالي الطلب الخارجي للاتحاد الأوروبي، ما يجعلها أكبر وجهة تصديرية منفردة للدول الأوروبية.
كما يواجه البنك المركزى الأوروبى تحديات غير مسبوقة ، مع التضخم وتوقف النمو الاقتصادى، وفى هذا السياق يتوقع البنك أن يبدأ المركزي الأوروبي في تخفيض أسعار الفائدة خلال أبريل ويونيو، مع خفض إضافي بمقدار 25 نقطة أساس في يوليو، ما قد يؤدي إلى انخفاض سعر الفائدة على تسهيلات الودائع إلى 1.75%.