«بواب السينما».. عبد الغني النجدي فنان أهدى الشهرة لزملائه وحرم نفسه منها
تحل اليوم ذكرى وفاة الفنان الكوميدي عبد الغني النجدي الذي لعب العديد من الأدوار في السينما، وتميز بحسه الكوميدي وخفة دمه، وفي الوقت نفسه عاش حياة صعبة بسبب الفقر.
ولد عبد الغني النجدي يوم 6 من شهر ديسمبر عام 1915، بقرية المشايعة مركز الغنايم بمحافظة أسيوط، وتزوج من المونولوجست والراقصة بديعة صادق أخت الممثلة كوكب صادق والدة الفنانة إسعاد يونس، وأنجب منها قبل انفصاله عنها ولده خالد النجدي، بينما انفصلت عنه بسبب فقره.
تميز عبد الغني النجدي بأدوار: الخادم، البواب، العسكري، وهو صاحب "الشنب" الشهير كتب سيناريو وحوار مجموعة من الأفلام مثل "أجازة بالعافية"، وكان محترف في تأليف النكت وبيعها لكبار نجوم الكوميديا والمونولوجات ومنهم إسماعيل ياسين، ومحمود شكوكو، وكان يضع تقدير للنكتة الواحدة مقابل جنيه واحد، ويساهم في شهرتهم، ما افتقده طوال مسيرته الفنية، ولم يتمتع بنفس التقدير الذي حظي به غيره من نجوم الكوميديا، وكان يحظى بخط الموهبة من التمثيل الذي برع فيه، وخفة الظل الطبيعية دون مبالغة أو استظراف ليصل إلى كتابة السيناريوهات وإسنادها للآخرين.
إفيهات عبد الغني النجدي
من أشهر إفيهاته "مشتاجين دوي دوي يا دميل"، في فيلم "الفانوس السحري"، "وسمعتي كلامه ليه يا مهشتكة"، وهي الجملة التي قالها في فيلم "بين السماء والأرض"، لينتقد بها سيدة تبدي ندمها على خيانتها لزوجها، وينادى أثناء بيعه للجمبري قائلاً: "دمبري دمبري".
المشوار الفني لـ عبد الغني النجدي
بدأ عبد الغني النجدي مسيرته الفنية فعلياً في 1944 من خلال مشاركته في فيلم "شارع محمد علي"، وفيلم "قصة غرام" عام 1945 قام بدور الغفير، ورغم قصر مدة مشاهدته على الشاشة، إلا أنه استطاع أن يترك بصمة واضحة في تاريخ السينما المصرية، ونجح بأدائه البسيط، وإتقانه لأدواره في كسب مكانة قوية لدى جمهوره.
من أبرز أعماله: غاوي مشاكل، لا يا من كنت حبيبي، الخطايا، العتبة الخضراء، الفانوس السحري، الرجل الثاني، بين السما والأرض، وغيرها، وتجاوز عدد الأفلام التي شارك فيها النجدي المائة فيلم، وعرض له فيلم "خلف أسوار الجامعة" بعد وفاته بعام، من بطولة شويكار وسعيد صالح، ومن إخراج نجدي حافظ، وكان قد انتهى من تصويره قبل وفاته.
نجح في تقديم شخصية الصعيدي الطيب، وهو أكثر من قام بدور البواب، واستحق أن يكون أشهر بواب في السينما، ومن فرط تقمصه للدور ظن البعض أنها شخصية حقيقية تم التعامل معها من خارج الوسط الفني، ورغم أن مشاهده لا تتعدى سوى ثوان معدودة لكن حضوره كان لافتاً للنظر، وخصوصًا عندما يدعى عدم الفهم.
“سلامات طيبون”، جملة رددها كثيراً في مختلف أدواره وحفرت مكانة خاصة في ذاكرتنا وعرفت بأنها لازمته، كما حفظنا عنه جملة "المغص عوج علي تاني يا بوي" تلك التي رددها كثيراً في فيلم “لوكاندة المفاجآت” مع الراحل إسماعيل ياسين، وتنوعت شخصياته التي قدمها بين الشرطي والقروي الساذج والبائع المتجول وغيرها الكثير، ولذلك استطاع أن يترك بصمة واضحة في تاريخ السينما المصرية.
عبد الغني النجدي وبديعة صادق
تزوج عبد الغني النجدي من الراقصة بديعة صادق وهي شقيقة الممثلة كوكب صادق والدة الفنانة إسعاد يونس، وكان والدهما المدير الفني لفرقة فوزي منيب زوج ماري منيب، وكان عبد الغني يكتب الإسكتشات والمسرحيات لفرقتها.
أنجبت منه ابنه الوحيد الممثل خالد النجدي والذي تخرج في كلية الآداب جامعة القاهرة، ثم التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وهو الآن يعيش في أستراليا، وكان سبب انفصالهما عدم توافق أفكارهما وقلة الدخل المادي، لذلك قررت بديعة الانفصال وتزوجت مرة أخرى من عازف الكمان أحمد علي وأنجبت منه خمسة أبناء ثم اعتزلت الرقص، ولكن عبد الغني لم يتزوج من امرأة أخرى لأنه كان يعشق زوجته ولم يثق من بعدها في أي امرأة أخرى.