طه حسين.. عميد الأدب العربي ومبصر النور بغير نظر
في إطار احتفاء معرض القاهرة الدولي للكتاب بمرور خمسين عاما على رحيل عميد الأدب العربي طه حسين (1889 _ 1973).. أعلنت هيئة قصور الثقافة عن إصداراتها لعميد الأدب العربي ليخطف الأنظار بشدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ومن الكتب المطروحة لطه حسين في المعرض بدورته الحالية، مع المتنبي، مع أبى العلاء في سجنه، صوت أبى العلاء، الفتنة الكبرى علي وبنوه، مرآة الإسلام، من بعيد، في الشعر الجاهلي، وفصول في الأدب والنقد، والأيام.
وقال أحد مسئولي البيع بجناح قصور الثقافة بمعرض الكتاب - في تصريح لوكالة انباء الشرق الـوسط اليوم ، إن كتاب "في الشعر الجاهلي" هو الأكثر طلبا من الجمهور، وجميع الزوار كانوا يسألون عنه، محققا مبيعات كبيرة.
وأضاف - في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط - أن زوار الجناح منذ اليوم الأول يتساءلون عن الطبعات الجديدة من أعمال الدكتور طه حسين.
وأوضح أن الإصدارات الجديدة للهيئة خصوصا مجموعة "طه حسين" تشهد إقبالا كبيرا من جمهور المعرض.
وأمضى طه حسين حياته لمناقشة المسكوت عنه في الأدب العربي وأيضاً في المجتمع المصري ، وكان بحق مجدد الثقافة العربية ومدافعاً شرساً عن العقلانية، رفع شعار إعمال العقل منذ أن وطأت أقدامه قاعة الدرس سواء في أروقة الأزهر أو في مدرجات السوربون.
لقد آمن طه حسين بالدراسة الموضوعية وغير المنحازة لتراث الأجداد في مرحلة كان السواد الأعظم يفضل النقل علي إعمال العقل، وطالب بالتخلي عن الإيمان بما هو راسخ وثابت، إذ جاء كتابه "الشعر الجاهلي" عام 1926 عاصفة مدوية زلزلت أركان المجتمع المصري وقاد صاحبه إلى ساحة المحاكم، ليحطم النزعة المحافظة والجمود الذي كان يتعامل به الجميع مع تراث الأجداد، واختار حرية الفكر ، وحمل على عاتقه الحفاظ على هوية الثقافة المصرية وترسيخها لدى المصريين.
طه حسين هو أديب ومفكر مصري، يعد علما من أعلام التنوير والحركة الأدبية الحديثة، امتلك بصيرة نافذة وإن حرم البصر، وقاد مشروعا فكريا شاملا، استحق به لقب «عميد الأدب العربي»، وتحمل في سبيله أشكالا من النقد والمصادرة.
يشكل طه حسين بمفرده ظاهرة أدبية ثقافية فكرية سجالية داخل ظاهرة أكبر بنفس هذه الصفات والتوصيفات، وهي ظاهرة مصر الثقافية إن جاز الاختزال في النصف الأول من القرن العشرين، وحتى أواخر الستينات أو أوائل السبعينات.. الفترة المرتبطة عند الكثير من المفكرين العرب بهزيمة 1967، وقبل هذه الهزيمة التي شكّلت مفصلا تاريخيا في ضمائر العشرات من أدباء ومفكري ومثقفي العرب، كانت مصر ظاهرة عربية ثقافية سياسية مركزية، بل، كان مصطلح «المركز الثقافي العربي» أول ما ينطبق على القاهرة التي كانت تأتي دائما في الطليعة ممّا كان يسمى مراكز الثقافة العربية.