«السيادي النرويجي» يحذر من عودة التضخم مع فتح اقتصاد الصين
قال نيكولاي تانجين، رئيس صندوق الثروة السيادية النرويجي الذي تبلغ قيمته 1.3 تريليون دولار، إنَّ تعافي اقتصاد الصين من المرجح أن يطلق العنان لارتفاع جديد في التضخم العالمي، مما يترك المستثمرين بلا ملاذ آمن للنجاة من العاصفة.
"أعتقد أنَّ عدم اليقين الكبير جداً هذا العام سيتزامن مع التضخم العالمي مع بدء عودة الصين" وفق تصريحات تانجين في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرج" في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، وأضاف: "أتوقَّع أن تكون البيئة تضخمية، وهناك خطر من أن نشهد تسارعاً في التضخم من جديد على خلفية ذلك، وهو ما سيكون سيئاً للأسواق".
وترفع البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم أسعار الفائدة في محاولة لكبح جماح التضخم، مما أثار مخاوف من أنَّ نهجهم سيؤدي إلى انكماش اقتصادي، ويكمن الخطر في أنَّ خروج الصين من قيود الوباء سيعطي الأسعار دفعة جديدة لأعلى.
قال المسؤول التنفيذي، الذي يمتلك صندوقه نحو 1.3% من جميع الأسهم المدرجة في العالم: "المشكلة في هذا النوع من السيناريوهات هي أنَّك لن تتمكّن من الربح في أي مكان، فعندما يحدث ذلك، من المحتمل أن تخسر في سوق السندات، وفي سوق الأسهم، وفي سوق العقارات، لا أعتقد أنَّه سيكون هناك أي مكان للاختباء".
لأول مرة في التاريخ، يتطلّع أكبر مالك منفرد في العالم لأسهم الشركات المتداولة علناً إلى مستقبل تحقّق فيه الاستثمارات جزءاً بسيطاً مما اعتادت عليه، تأسس الصندوق في التسعينيات لاستثمار ثروات النفط في النرويج، وقد حقق الصندوق متوسط عائد 6% على مدار ربع قرن منذ تأسيسه، فقد تسببت الأسواق المضطربة بالفعل في خسارة العوائد خلال معظم العام الماضي، ومن المقرر أن يعلن عن أرقام نهاية العام في 31 يناير.
قال تانجين إنَّ المسار التضخمي يمكن أن "يستمر لبعض الوقت"، موضحا: "مع الأزمة المالية العالمية؛ شهد العالم أكبر تيسير على الإطلاق، ثم تم الإفراج عن أكبر محفزات على الإطلاق في فترة كوفيد.. لذا يجب التخلص من الكثير من هذه التخمة، وهو أمر لن يحدث في 10 دقائق".
وأوضح المسؤول التنفيذي: "مجرد عكس العولمة يمكن أن يضيف نقطة مئوية واحدة للتضخم، إذ إنَّ الإنتاج في مكان قريب من الوطن أكثر تكلفة".
أكد تانجين، الذي طلب مؤخراً من المتداولين ومديري المحافظ لديه أن يفكروا بطريقة أكثر تناقضاً، أنَّ قول ذلك أسهل من فعله هذا العام، وأوضح: "الآن أعتقد أنَّه من الصعب معرفة ما هو المتضارب مقارنة بالعام الماضي.. فالاتجاه بات أقل وضوحاً، والتموضع أصبح أقل وضوحاً أيضاً في السوق".