الأسهم الأمريكية تنهي الأسبوع على مكاسب وسط تركيز على توقعات أسعار الفائدة
أنهت الأسهم الأمريكية تعاملات أمس الجمعة، على تغير طفيف، في وقت أجرى فيه المستثمرون تقييمًا لاحتمالات تخفيف حدة التشديد الذي يجريه البنك المركزي، وللتحركات التي تقوم بها الصين لتحفيز اقتصادها.
شهد مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بعض التقلبات خلال الجلسة المختصرة الجمعة، إلا أن مكاسبه على مدى الأسبوع، والتي بلغت 1.5%، ساعدته على تسجيل أعلى مستوى له منذ أوائل سبتمبر، في حين تمكن مؤشر "ناسداك 100" أيضاً من تسجيل مكاسب أسبوعية، على الرغم من انخفاضه بنحو 0.5% في آخر يوم تداول لهذا الأسبوع. كذلك، ارتفع الدولار الأمريكي ومعه عوائد سندات الخزانة يوم الجمعة.
قالت ماريجا فيتمان، كبيرة محللي الأصول المتعددة في "ستيت ستريت غلوبال ماركتس" (State Street Global Markets): "إنه يوم بطيء مع عطلة السوق الأمريكية.. نحن نشهد بعض عمليات جني الأرباح وتعديل المركز بعد ارتفاع كبير في المخاطرة الأسبوع الماضي".
تحسن معنويات المستثمرين
تعززت معنويات المستثمرين هذا الأسبوع، بعد أن أظهر محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي عقد يومي 1 و2 نوفمبر، أن معظم المسؤولين يدعمون إبطاء وتيرة رفع أسعار الفائدة، ومنذ الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، قام المستثمرون بتحليل مجموعة من البيانات الاقتصادية التي خففت إلى حد ما من مخاوف التضخم، الأمر الذي يدعم التوجه نحو رفع أسعار الفائدة بشكل أقل حدة.
في الأسبوع المقبل، ستتجه كل الأنظار إلى تقرير الوظائف، وإلى ما سيقوله رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول ورئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك جون ويليامز، وهما من بين مسؤولي البنك المركزي الذين من المقرر أن يدلوا بتصريحات خلال الأسبوع، سيوضح كلا المسؤولَين أن سوق العمل الضيقة، وتضخم أسعار الخدمات المرتفع، سيدفعان الاحتياطي الفيدرالي إلى الإبقاء على مسار رفع الفائدة لفترة أطول، وفق ما كتب المحللون الاستراتيجيون في "تي دي سيكيوريتيز" (TD Securities) في مذكرة.
قال هؤلاء المحللين: "في الوقت الذي رحبت فيه الأسواق باحتمال حدوث زيادات صغيرة على أسعار الفائدة، نتوقع منهم أن يواجهوا ذلك بالتأكيد على الحاجة للوصول إلى سعر فائدة أعلى بشكل مناسب".
وأضاف جوليان إيمانويل، كبير محللي الأسهم في "إيفر سكور" (Evercore ISI)، أن التداولات يوم الاثنين ستعتمد أيضاً على أرقام مبيعات "بلاك فرايداي" (Black Friday)، وعلى المزيد من المعلومات حول تفشي الفيروس في الصين.
الصين تحاول دعم النمو
خفض البنك المركزي الصيني يوم الجمعة حجم الأموال التي يجب أن يحتفظ بها المقرضون في الاحتياطي، للمرة الثانية هذا العام، في خطوة تهدف إلى تعزيز دعم الاقتصاد المتضرر من تزايد حالات كوفيد والتراجع المستمر في قطاع العقارات، وقد تراجعت الأسهم الصينية المدرجة في الولايات المتحدة مسجلة أول انخفاض أسبوعي لها هذا الشهر.
وقال كريغ إيرلام ، كبير محللي السوق في "واندا" (Oanda): "من الصعب تحديد مدى فاعلية ذلك عندما تشهد المدن قيوداً وعمليات إغلاق فعالة يعاد فرضها من جديد.. لكن جنبًا إلى جنب مع تدابير أخرى لتعزيز سوق العقارات وتخفيف قيود كوفيد، يمكن أن يكون خفض نسبة الاحتياطي داعمًا على المدى المتوسط عندما يظل النمو غير مؤكد إلى حد كبير".
في غضون ذلك، لن يجتمع دبلوماسيو الاتحاد الأوروبي خلال عطلة نهاية الأسبوع لمناقشة وضع سقف لأسعار النفط الروسي، حيث لا تزال الانقسامات قائمة داخل الكتلة، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر، وقد تكبد النفط خسارة للأسبوع الثالث على التوالي.