مقتطفات من مقالات كبار كُتَّاب الصحف.. «عواصف الضلال» و«أسعار الغذاء إلى أين؟»

سلط كبار كُتَّاب الصحف المصرية، الصادرة صباح اليوم /الاثنين/، الضوء على عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المحلي.

عبد المحسن سلامة يكتب «أسعار الغذاء إلى أين؟»

ففي صحيفة "الأهرام"، قال الكاتب عبد المحسن سلامة إن كل التقارير تشير إلى تراجع أسعار المواد الغذائية في العالم خلال الفترة المقبلة، وقد بلغ الانخفاض خلال الشهر الماضي نحو 8.6%، ليكون هو الانخفاض الرابع على التوالي، وسجلت أسعار السلع الغذائية أدنى مستوياتها، وعادت إلى أسعار ما قبل الأزمة الروسية - الأوكرانية .

وأشار سلامة - في مقاله بعنوان "أسعار الغذاء إلى أين؟" - إلى أن مؤشر أسعار الزيوت انخفض بنسبة 19.2%، وانخفض مؤشر أسعار الحبوب بنسبة 11٫5%، والذرة بنسبة 7٫10%، وهكذا في بقية أسعار المواد الغذائية، واعتبر أنها أخبار مبشرة عالميا، والمؤكد أنه سوف يكون لها انعكاس على الأسعار محليا.

ونوَّه سلامة بأنه من الطبيعي أن تنخفض الأسعار المحلية هي الأخرى خلال الفترة القليلة المقبلة، خاصة بعد القرارات الاقتصادية الأخيرة الخاصة بتسهيلات استيراد السلع الغذائية، والمواد الخام، الأمر الذي سوف ينعكس على تسهيل استيراد تلك المنتجات، واستقرار الأسعار في الأسواق.

وأعرب الكاتب عبد المحسن سلامة عن اعتقاده أن الصدمة السعرية التي ضربت أسواق العالم بعد اشتعال الحرب الروسية - الأوكرانية قد انتهت، بعد أن بدأت الأسعار العالمية تعود إلى معدلاتها الطبيعية.
ولفت سلامة إلى أن أسعار البترول بدأت في التراجع هي الأخرى، وكذلك أسعار المواد الخام مثل «البليت» الذي يستخدم في صناعة الحديد، وأخيرا سجلت المواد الغذائية انخفاضا كبيرا خلال الفترة الماضية.
وألمح سلامة إلى أن الاستيراد يأخذ بعض الوقت، لكن يجب أن تكون هناك رقابة على أسعار المنتجات، وعدم الاستمرار في المغالاة في هامش الربح، وأضاف أن الحكومة تمتلك الكثير من الأدوات لمراقبة الأسواق، وهامش الربح، بما يضمن حماية الصناعة المصرية، وفى الوقت نفسه حماية المستهلك المصري من جشع البعض، ومواجهة مقولة «الأسعار التي تزيد لا تنخفض».
وأكد سلامة أنها مقولة خاطئة، والحكومة تملك الكثير من الإجراءات لتحقيق التوازن المطلوب لمصلحة جميع الأطراف، وهذا هو المطلوب الآن.

محمد بركات يوثق «عواصف الضلال»

وفي صحيفة "الأخبار"، قال الكاتب محمد بركات إن عواصف هوجاء من الضلال والشائعات الكاذبة والأخبار المفبركة والادعاءات الباطلة، تتعرض لها مصر طوال الأيام والأسابيع والشهور الماضية وحتى اليوم وتزداد وتيرتها يومًا بعد يوم.
وأضاف بركات - في مقاله بعنوان "عواصف الضلال" - أن الهدف واضح ومعلن بكل الوقاحة والخسة، وهو التشكيك في كل الإنجازات وكل الرموز، ومحاولة نشر الإحباط وإشاعة اليأس بين المواطنين، وأشار إلى أن "عاصفة الضلال والهدم والتيئيس التي نتعرض لها تضم في مجموعها كل ألوان الطيف من الخداع والأكاذيب والافتراءات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، بلا ضابط ولا رابط سوى الرغبة المريضة في النيل من وحدة الأمة، وبث سموم الشك والفرقة في صفوف المواطنين بدافع الكراهية العميقة لمصر وشعبها".
وأوضح بركات أن هذه الهوجة من الشائعات تأتي في إطار حملة الكراهية والحقد الممنهجة التي تشنها جماعة الشر وفلول الضلال والتضليل والتكفير، سعيا لتقويض الأمن والاستقرار وتهديد السلم الاجتماعي.
وتابع بركات أنه بات واضحًا لكل الشرفاء أبناء الوطن، أن هذه القوى والفلول المعادية لمصر والكارهة لشعبها، قد لجأت لسلاح الشائعات المضللة والأخبار الكاذبة، لترويج ونشر أفكارهم المسمومة سعيًا لنشر الإحباط وزرع اليأس في نفوس المواطنين، على وهم كاذب يراود نفوسهم المريضة وهو إشاعة الفتنة وعدم الاستقرار وهدم وإسقاط الدولة.
وشدد الكاتب محمد بركات على أنه "في ذلك علينا أن ندرك أن هذه القوى وتلك الفلول لا يتورعون في سعيهم للضلال والخراب، عن العزف بكل الخسة والدناءة على أوتار المعاناة الشعبية الناجمة عن الأزمة الاقتصادية العالمية وانعكاساتها علينا وعلى كل الدول، وهو ما يجب التصدي له ومواجهته وإحباطه بكل السبل الواعية والموضوعية والحكيمة".
وأكد بركات أنه في المقدمة من هذه السبل نشر الحقائق بصفة دائمة، والكشف العاجل والمستمر لكل الأكاذيب والادعاءات المضللة، مع التركيز في إلقاء الأضواء على الإنجازات التي تتحقق بموضوعية وشفافية كاملة والمتمثلة في العديد من المشروعات القومية التي أقيمت وتقام في كل يوم وكل مكان على أرض مصر.

صالح إبراهيم يكتب "المحاور المصرية.. نجاح لقمة المناخ العالمية"

وفي صحيفة "الجمهورية"، قال الكاتب صالح إبراهيم إن الأيام تمر، ويزداد قلق العالم من سحب المتغيرات المناخية، حاملة أخطارًا وفي صدى الرعد، نلمح تحذيرات خطيرة عن تداعيات قادمة، ضربات مجهولة المصدر أو التاريخ الدقيق، تضرب في قلب التوازن المناخي الذي عاش الإنسان تحت مظلته لآلاف السنين، وبالفعل عندما لاح التغيير، في أعقاب اكتشاف ثقب الأوزون الحادث بفعل الملوثات وانبعاثات فوضوية للغازات وتراكم للاحتباسات، لم يتصور إلا القليل من العلماء والخبراء، روايات نشرت، وحكايات نسجت عن تحالف سيئ قادم، ترتفع حرارة الأرض بشكل غير مسبوق، تذوب الثلوج وتندفع مياه هادرة تغرق الأراضي والسواحل والدلتاوات، بينما ينتشر الجفاف والتصحر في بقاع الأرض ويبحث الإنسان عن وجبة الغذاء، ويعجز أمام خسائر الظواهر قد يكون عرفها الإنسان ولكنها تحولت إلى كابوس يلتهم ما تحقق من تقدم وإنجازات. 
وأشار إبراهيم - في مقاله بعنوان "المحاور المصرية.. نجاح لقمة المناخ العالمية" - إلى أن هذا القلق العالمي غير المسبوق، استنفر جهود العالم للبحث عن طريق الحل، يجمع بين المواجهة وتخفيف التداعيات، وأكدت الدراسات والأبحاث أن نقطة البداية والانطلاق يجب أن تمضي بتضامن عالمي غير مسبوق، توالت المؤتمرات، وأبرمت البروتوكولات والاتفاقيات، وفي القلب مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي، الذي تستضيف مصر الحضارة والأمان نسخته السابعة والعشرين في مدينة السلام، شرم الشيخ الذكية الخضراء.
وتابع إبراهيم أن كل الأحداث والتحركات والاقتراحات تؤكد الأهمية غير المسبوقة للمؤتمر، وثقة الأسرة العالمية في أن استضافة مصر لأحـداثه ووقائعه، تعزز من فرص النجاح، لأن مصر لم تبدأ من فراغ، بل درست بكل جد مخرجات النسخ السابقة للبناء عليها وبالتالي دفع العمل المناخي للأمام، في ضوء الرعاية والاهتمام البالغ للرئيس عبد الفتاح السيسي والدولة المصرية، ورعايته للعمل الجاد بالداخل لتأهيل مكان المؤتمر وعناصر إقامته، وتوفير الراحة والخدمات للمشاركين القادمين من كل الدنيا، وفي الخارج الحضور والمشاركة في المنتديات والمؤتمرات واللقاءات ذات الصلة، وصولا ليكون أسلوب العمل بالمؤتمر عاكسًا لتوجه دولي بقاعدة عريضة للتعامل مع أهداف العمل المناخي تحت مظلة الاستراتيجية الأممية للتنمية المستدامة.
وأوضح الكاتب صالح إبراهيم أنه مع الأفكار والمقترحات والمبادرات التي تتوالى ملامحها مع قرب الانعقاد في نوفمبر القادم، نستطيع التوقف أمام العامود الراسخ لشكل ومضمون المؤتمر وتقريب وجهات النظر للشركاء بما يضمن الانطلاق، ونعني بذلك المحاور الخمسة التي اقترحتها الرئاسة المصرية للمؤتمر، ونعني بها التوجه الشمولي في التعامل مع قضايا المناخ باعتبارها أحد أهداف التنمية المستدامة للنمو والارتقاء بحياة الشعوب، وتحقيق الانبعاثات الكربونية والتكيف مع ظاهرة المتغيرات المناخية، ثم الصيغ المطلوبة لتنفيذ التعهدات والوعود الواردة في النسخ السابقة، وإدخال المشروعات الكبرى حيز التنفيذ، وكذلك تعزيز البعد الإقليمي للعمل المناخي، بتناغم وتكامل على مستوى الإقليم، واستثمار النجاح الذي حققته المبادرة المصرية للمنتديات الإقليمية الخمسة، والخروج بمشروعات قابلة للتنفيذ أمام أنظار مؤتمر شرم الشيخ للبدء الفوري في التنفيذ. 
وتابع إبراهيم أننا باختصار أمام حدث عالمي تستضيفه أرض الكنانة، لصالح البشرية وصيانة مواردها ومكتسباتها وتقدمها، وعبر مراحل من الإعداد للاقتصاد وإصدار القرارات والتوصيات، تصاحبه خطوات وإجـراءات ومبادرات واقـتـراحـات، مع تجسيد مبتكر للبيئة الذكية الخضراء، في شرم الشيخ تكتب الإنسانية فصلًا مهمًا من تاريخها المجيد.