زوج الإعلامية شيماء جمال: «أرادت قتلي فقتلتها دفاعا عن النفس»
شهدت أولى جلسات محاكمة المتهمين بقتل الإعلامية شيماء جمال تطورا لافتا تمثل في اعتراف زوج المجني عليها المتهم أيمن حجاج (مستشار بمجلس الدولة) بارتكاب الجريمة، إلا أنه زعم في نفس الوقت أنه لم يقتلها عمدا مع سبق الإصرار، وإنما في إطار "دفاع عن النفس"، مدعيا أنها حملت سكينا في مواجهته وأنها كانت ستستخدمه لقتله.
وأودع المتهمان قفص الاتهام قبيل انعقاد الجلسة، وظهرا وقد ارتديا ملابس الحبس الاحتياطي البيضاء، كما حضرت والدة الإعلامية شيماء جمال وعدد من أفراد أسرتها أولى جلسات المحاكمة، وحملت والدة المجني عليها صورا لها وقامت برفعها في مواجهة كاميرات المصورين الصحفيين والإعلاميين.
وانتابت والدة المجني عليها حالة من الغضب العارم قبل بدء الجلسة وخلال فترة المداولة بعد رفع الجلسة لإصدار قرار تأجيلها وتحديد موعد لها في 13 أغسطس المقبل، واصفة المتهمين بأنهما "سفاحين ومجرمين ومجموعة من القتلة"، وطالبت بتوقيع عقوبة الإعدام بحقهما بشكل فوري.
واستهل رئيس المحكمة المستشار بلال عبدالباقي الجلسة بإثبات حضور المتهمين داخل قفص الاتهام، ثم وجه سؤالا مباشرة لكل منهما على حدة، حول ما إذا كانا قد ارتكبا جريمة قتل الإعلامية شيماء جمال، فأقر المتهم الأول بقتله لها دون تخطيط مسبق، في حين نفى المتهم الثاني الاشتراك معه في ارتكاب الجريمة.
وأذنت المحكمة لممثل النيابة العامة بتلاوة أمر الإحالة (قرار الاتهام)، والذي قام بدوره باستعراض كيفية ارتكاب المتهمين للجريمة والاتهامات المنسوبة لكل منهما، مطالبا بتطبيق مواد القانون الواردة بأمر الإحالة، والتي تطالب فيها النيابة بإعدامهما شنقا.
ومن جهتهم، قال محامو المتهمين إنهم لم يتمكنوا من الاطلاع على أوراق القضية، وأنهم قد أُخطروا أمس فقط بموعد انعقاد جلسة المحاكمة، كما أنهم لم يحضروا معهما جلسات التحقيق التي أجرتها النيابة العامة، ولم يتسن لهم الوقوف على كيفية حصول النيابة على الأدلة التي ساقتها قبل المتهمين، مشيرين إلى أن المتهمين لهما الحق في الحصول على محاكمة منصفة.
وأشار عمر هريدي المحامي عن المتهم الأول أيمن حجاج إلى أنه لم يسبق وأن اتُهم عضو جهة أو هيئة قضائية بارتكاب مثل هذه الجريمة، واصفا الواقعة بـ"الحدث الجلل" الذي يقتضي من المحكمة أن تفسح المجال أمام هيئة الدفاع عن المتهمين وتعطي الوقت الكافي لها للاطلاع وتصوير أوراق القضية لدراستها.
وعقبت المحكمة مؤكدة أن من حق هيئة الدفاع، وكذلك المحامين الذين تقدموا بإدعاء مدني عن أسرة المجني عليها بالاطلاع والحصول على أوراق القضية كاملة، مشيرة إلى أنها ستفسح لهم المجال والوقت للاطلاع على أوراق القضية ومستنداتها.
وقامت والدة المجني عليه خلال رفع الجلسة للمداولة بالاقتراب من قفص الاتهام ومواجهة المتهمين ووصفهما بـ"القتلة والسفاحين"، وهو الأمر الذي عقب عليه المتهم الأول قائلا "إنه قتل شيماء جمال بعدما رفعت عليه سكينا بهدف قتله"، متوجها بالحديث إلى الصحفيين والإعلاميين الحاضرين قائلا "إن هناك قطيعة بين المجني عليها ووالدتها منذ نحو 7 سنوات، وأن هناك أحكاما قضائية صدرت ضد والدة الإعلامية الراحلة الأمر الذي دعاها إلى التبرؤ من والدتها". على حد تعبيره.
وسبق وأن أمر المستشار حماده الصاوي النائب العام بإحالة المتهمين إلى المحاكمة الجنائية في ختام التحقيقات التي باشرتها النيابة العامة، حيث أظهرت التحقيقات أن المتهم الأول أيمن حجاج (زوج المجني عليها الإعلامية شيماء جمال) أضمر التخلص منها إزاء تهديدها له بإفشاء أسرارهما، ومساومته على الكتمان بطلبها مبالغ مالية منه، فعرض على المتهم الثاني حسين الغرابلي معاونته في قتلها، وقَبِل الأخير نظير مبلغ مالي وعده المتهم الأول به.
وتبين من التحقيقات أن المتهمين عقدا العزم وبيتا النية على إزهاق روح الإعلامية شيماء جمال، ووضعا لذلك مخططا اتفقا فيه على استئجار مزرعة نائية لقتلها بها وإخفاء جثمانها بقبر يحفرانه فيها.
وأشارت النيابة إلى أن المتهمين اشتريا أدوات لحفر القبر، وأعدا مسدسا وقطعة قماشية لإحكام قتل المجني عليها وشل مقاومتها، وسلاسلا وقيودا حديدية لنقل الجثمان إلى القبر بعد قتلها، ومادة حارقة لتشويه معالمه قبل دفنه.
وأظهرت التحقيقات أنه في اليوم الذي حدداه لتنفيذ مخططهما، استدرجها المتهم الأول إلى المزرعة بدعوى معاينتها لشرائها، بينما كان المتهم الثاني في انتظاره بها كمخططهما، ولما ظفرا هنالك بها باغتها المتهم الأول بضربات على رأسها بمقبض المسدس، فأفقدها إتزانها وأسقطها أرضا، وجثم مطبقا عليها بيديه وبالقطعة القماشية حتى كتم أنفاسها، بينما أمسك الثاني بها لشل مقاومتها قاصدين إزهاق روحها حتى أيقنا وفاتها، مُحدثَيْنِ بها الإصابات الموصوفة في تقرير الصفة التشريحية، والتي أودت بحياتها، ثم غلا جثمانها بالقيود والسلاسل وسلكاه في القبر الذي أعداه، وسكبا عليه المادة الحارقة لتشويه معالمه.