الأضحية.. حكمها وآدابها ومستحبات الذبح
يبحث العديد من المسلمون اليوم عن حكم الأضحية وآدابها ومستحبات الذبح، حتى لا يقع أحدهم في إثم أثناء ذبح الأضحية التي يريد بها وجه الله تعالى والتقرب منه بصالحج الأعمال في ذلك اليوم الميمون المبارك
آداب الأضحية
ذكرت دار الإفتاء أن آداب الأضحية التي لابد أن يحرص عليها المسلم ويلتزم بها وهي: التأكد من سلامة الأضحية، واستقبال القبلة، وعدم تلويث البدن والثياب بالدماء، وأن تكون الأضحية مضجعة على جنبها عند الذبح، وعدم ترك المخلفات في الشوارع، وتسمية الله وتكبيره قبل الذبح، وعدم إعطاء الجزار أجرته منها، إضافة إلى الترفق عند ذبحها، والالتزام بالأماكن المخصصة للذبح، وعدم جرها من موضع لآخر، والتأكد من زهوق نفسها قبل سلخها، وعدم ظهور آلة الذبح أمامها، وعدم ذبحها أمام أضحية أخرى.
حكم الأضحية
حسب دار الافتاء فقد اتفق الجمهور على أن الأضحية سنَّة مؤكَّدة -أي إنه لا إثم في تَركها- يفوت المسلمَ خيرٌ كبير بتركها إذا كان قادرًا على القيام بها، مستشهدة بما ورد فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ، إِنَّهَا لَتَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلافِهَا، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الأرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا» رواه ابن ماجه والترمذي وقال: حديث حسن غريب، ورواه الحاكم وصححه، وذهب بعض أهل العلم إلى وجوبها، منهم أبوحنيفة ومالك في أحد قوليه.
مستحبات ذبح الأضحية
- أن يكون بآلة حادة.
- أن يسرع الذابح الذبح.
- استقبال القبلة من جهة الذابح ومن جهة مذبح الذبيحة؛ لأن القبلة جهة الرغبة إلى طاعة الله تعالى، ولا بد للذابح من جهة، وجهة القبلة هي أشرف الجهات، وكان ابن عمر رضي الله عنهما وغيره يكرهون أكل الذبائح المذبوحة لغير القبلة.
- إحداد الشفرة قبل الذبح، ولكن دون أن يرى الحيوان ذلك؛ لحديث الحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رجلًا أضجع شاة يريد أن يذبحها وهو يُحِدُّ شفرته، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «أَتُرِيدُ أَنْ تُمِيتَهَا مَوتَاتٍ! هَلَّا حَدَدْتَ شَفْرَتَكَ قَبْلَ أَنْ تُضْجِعَهَا».
- أن تضجع الذبيحة على شقها الأيسر برفق، قال الإمام النووي في «شرح صحيح مسلم» (13/ 122، ط. دار إحياء التراث العربي): [اتفق العلماء على أن إضجاع الذبيحة يكون على جانبها الأيسر؛ لأنه أسهل على الذابح في أخذ السكين باليمين وإمساك رأسها باليسار]. يؤخذ من التعليل أنه إن كان الذابح أعسر فيكون الإضجاع بالعكس، على اليمين، والله تعالى أعلم. وهذا في حق الذبائح التي تحتاج إلى إضجاع، بخلاف الإبل التي تنحر قائمة كما سيأتي.
- وَسَوْق الذبيحة إلى المذبح برفق.
- عرض الماء على الذبيحة قبل ذبحها.
- عدم المبالغة في القطع حتى يبلغ الذابح النخاع، أو يُبين رأس الذبيحة حال ذبحها، وكذلك بعد الذبح وقبل أن تبرد، وكذا سلخها قبل أن تبرد؛ لما في ذلك من إيلام لا حاجة إليه.