«التحقيقات الفيدرالي الأمريكي» يتهم «ملكة العملات المشفرة» بالاحتيال بسبب «وان كوين»
أدرج مكتب التحقيقات الفيدرالي روجا إجناتوفا، الملقبة باسم "ملكة العملات المشفرة"، ضمن قائمة أكثر عشرة فارين مطلوبين بتهمة الاحتيال على ملايين المستثمرين الذين دفعوا أكثر من 4 مليارات دولار من أجل شراء العملة المشفرة "وان كوين" (OneCoin) التي أسستها -وفقا لما نشرته الشرق بلومبرج-.
قالت السلطات الأميركية إن "إجناتوفا" كانت العقل المدبر وراء "وان كوين"، التي وصفتها بأنها واحدة من أكبر مشاريع الاحتيال الهرمي في التاريخ.
وأفاد مايكل دريسكول، رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي في نيويورك، بأن "إجناتوفا" زعمت أن "بلوكتشين" كانت تدعم منصة "وان كوين"، لكن الأمر كان غير صحيح.
كذلك، قال داميان ويليامز، المدعي العام الأميركي للمنطقة الجنوبية من نيويورك في مؤتمر صحفي الخميس الماضي، إن "إجناتوفالديها سيرة ذاتية ممتازة، ويقال إنها درست القانون في أكسفورد وعملت في ماكينزي، لكنها مدرجة الآن ضمن قائمة تضم أبرز قادة العصابات والخاطفين والقتلة".
في عام 2019، أصدرت الولايات المتحدة لائحة اتهام ضد "إجناتوفا"، تضم تهم الاحتيال والتآمر لغسيل الأموال والاحتيال في الأوراق المالية. يعرض مكتب التحقيقات الفيدرالي جائزة قدرها 100 آلاف دولار لكل من يدلي بأي معلومات تؤدي إلى اعتقالها. وأصبحت قصة الاحتيال موضوع بودكاست ناجحاً عُرف باسم "ملكة العملات المشفرة المفقودة" (The Missing Cryptoqueen) على منصة "بي بي سي".
بلا قيمة
حققت "وان كوين" عائدات بقيمة 3.4 مليار يورو (3.78 مليار دولار) بدءاً من الربع الرابع من عام 2014 إلى الربع الثالث من عام 2016، لكن لم يكن لها قيمة حقيقية ولا يمكن استخدامها لشراء أي شيء، بحسب ممثلي الادعاء.
وقال المدعون إن المنصة، التي تعمل كشبكة تسويق متعددة المستويات، دفعت عمولات لأكثر من 3 ملايين عضو حول العالم لتوظيف آخرين من شأنهم حث الغير للاستثمار في عملة "وان كوين".
أوضح "دريسكول"، رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي، أن "إجناتوفا" مواطنة ألمانية تعيش في بلغاريا، وقد أنشأت وقادت "وان كوين" في عام 2014، التي كانت تعمل في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة، وادعت في مرحلة ما أن لديها ما لا يقل عن ثلاثة ملايين مستثمر.
كذلك، قال "ويليامز" إن "إجناتوفا" استطاعت استقطاب المشاركين لملء قاعات المحاضرات حول العالم، وحثت المستثمرين على الانضمام إلى "الثورة المالية" ووعدتهم بأن "وان كوين" "ستغير حياة الأشخاص الذين لا يتعاملون مع البنوك". وبدلاً من ذلك، كانت "تستفيد فقط من التكهنات المحمومة في الأيام الأولى للعملات المشفرة".
ذكر "دريسكول" أن "إجناتوفا" استقلت طائرة متجهة إلى اليونان ثم اختفت بعد أن شكّت في أن السلطات الأميركية تراقبها، مشيراً إلى أنها تمتلك علاقات في روسيا واليونان، ويُعتقد أنها سافرت إلى دول أخرى في أوروبا الشرقية والإمارات العربية المتحدة.
شقيق إجناتوفا
أُلقي القبض على شقيق إجناتوفا، كونستانتين إجناتوفا، في مارس 2019 في لوس أنجلوس، وقد أقرّ بأنه مذنب في تهم الاحتيال وغسيل الأموال، وأدلى بشهادته أمام المدعين العامين ضد مارك إس سكوت، المحامي الذي أُدين بالمساعدة في غسيل نحو 400 مليون دولار من "وان كوين". في الوقت نفسه، يطعن "سكوت" في الحكم، قائلاً إن هناك أدلة تثبت أن كونستانتين إجناتوف كذب على منصة الشهود.
كذلك، أقرّ رجل آخر يُدعى ديفيد بايك في أكتوبر بالتآمر بتهمة الاحتيال المصرفي لمساعدة "سكوت" في غسيل الأموال، وبالتالي حُكم عليه بالسجن لمدة عامين في مارس.
وضعت وكالة إنفاذ القانون التابعة للاتحاد الأوروبي "يوروبول" "إجناتوفا" على قائمة المطلوبين خلال الشهر الماضي، وعرضت جائزة قدرها 5000 يورو (5200 دولار) مقابل الإدلاء بأي معلومات تؤدي للقبض عليها.