الشيخ إمام.. ضيع حلم والده وطرد من الجمعية الشرعية
الشيخ إمام.. تحل اليوم السبت، الذكرى الــ 104 لميلاد «إمام محمد أحمد عيسى» والمعروف باسم الشيخ إمام ، والمولود في مثل هذا اليوم 2 يوليو عام 1918 بــ «قرية أبو النمرس» التابعة لـ «محافظة الجيزة»، لأسرة فقيرة، وفقد بصره بسبب الجهل واستعمال الوصفات البدائية لعلاج عينه.
وقضى طفولته في حفظ القرآن الكريم ، على يد الشيخ عبد القادر ندا رئيس الجمعية الشرعية بأبو النمرس.
ورغم فقدانه بصره وطفولته القاسية، إلا انه كان يعشق الموسيقى والتلحين، وتميز بذاكرته القوية وقدرته على الحفظ السريع، وامتلاك أذن موسيقية، لقدرته على سماع أغاني الأفراح والمناسبات من نساء قريته، فقدم لنا تاريخاً حافلاُ من الألحان والأعمال التي لاتزال محفوظة بالذاكرة وتعلم العود على يد كامل الحمداني.
إذاعة القرآن الكريم وعلاقتها بالجمعية الشرعية
كان والده يحلم ، بأن يكون شيخاً كبيراً، فألحقه بالجمعية الشرعية، والتي طرد منها بسبب سماعه «إذاعة القرآن الكريم»، وهو ما اعتبروه بدعة، وطردوه من الجمعية والقرية بأكملها، وحذروه من العودة مرة أخرى، وسار تائها بالشوارع حتى وصل لحى الغورية بالقاهرة؟
حياة صعبة داخل حارة «حوش قدم»
عاش الشيخ إمام داخل حارة «حوش قدم» وهى الحارة التي ضمت 3 جماعات، الأولى جماعة «الواحية» نسبة إلى الواحات، والمسئولة عن تجهيز قدور من الفول المدمس وتوزيعها على جميع انحاء القاهرة، والجماعة الثانية تدعى «النمارسة» نسبة إلى قرية أبوالنمرس بمحافظة الجيزة، وهي القرية التى ولد بها الشيخ إمام، وهؤلاء، من يعملون فى تجارة الزجاج والأدوات الصحية و الجماعة الثالثة هم «العداوية» يعود أصل الاسم، إلى قرية بنى عدي، وهى إحدى القرى التابعة لمركز منفلوط فى محافظة أسيوط، وهم أصحاب أفران العيش بالمنطقة.
كان يعيش الشيخ إمام حياة صعبة داخل غرفة علوية بأحد عقارات الحارة، ولا تحتوى على حمام، وكان مجبر على استخدام حمام جاره، «محمد على» والذى كان يسكن في طابق آخر بالأسفل منه، وكان يضطر للذهاب لمسجد الفكهانى، ليقضى حاجته حال عدم وجود جاره محمد على، وكان يعانى في المساء، لأن الحمامات لم تكن متاحة.
و كان يعيش بغرفة طولها مترين وعرضها متر ونصف، شديدة الحرارة خلال الصيف، عاش طوال حياته بالمنزل، حتى انهارت في زلزال 1992.
استأجر الشيخ إمام ، شقة بجوار مقام «سيدى يحيى» وعاش بها 3 سنوات، وكان يصف بيته الجديد بـ «الجنة»، بسبب امتلاكه «دورة مياه خاصة به»، وهو ما كان يحلم به، أن يصبح لديه حمام خاص، فكان يستطيع الحصول على حمامه أكثر من 10 مرات في اليوم، وكان يتكون منزله الجديد إلى جانب الحمام من غرفة ومطبخ، وكان سعيداً جداً.
الشيخ إمام وعلاقته بالشاعر أحمد فؤاد نجم
تعرف الشيخ إمام على الشاعر، أحمد فؤاد نجم، والمعروف بــ «الفاجومى»، عام 1962 عن طريق صديقه، «سعد الموجى»، ولقاء جمع بينهم داخل مجلة «روز اليوسف»، وبمجرد سماعه، ورؤيته، ألقى مفاتيح بيته من النافذة، قائلاً، لن أترك هذا الرجل ولن أترك هذا المكان.
وبدأ أحمد فؤاد نجم ، علاقته بالشيخ إمام، من خلال أغنية «أنا أتوب عن حبك انا» والتي أسماها الفاجومى بــ «القصيدة البكرية».
وقدم الشيخ إمام العديد من الأعمال الفنية ومن أبرزها، «يا خواجه يا ويكا، أنا رحت القلعة، شفت ياسين وشيد قصورك».
آخر أعماله الفنية
ويعتبر آخر أعمال الشيخ إمام الفنية، مسلسل «نابليون والمحروسة»، وشارك فى تلحين «أغنية مصر يا اما يا بهية»، والتي عرضت عام 2012، وحققت نجاحاً كبيراً على مستوى العالم العربي، من إخراج شوقي المجرى.
واشتهر الشيخ إمام، بأغانيه فى «حب مصر» بالأساليب المتنوعة، ما بين الرومانسية، والتي عبرت عن غضبه من الأوضاع فى الستينيات من القرن الماضي.
وفاته
توفى الشيخ إمام فى 7 يونيو عام 1995 عن عمر ناهز الـ 77 عاماً.