الشيخ محمد متولي الشعراوي.. محطات ومواقف في حياة إمام الدعاة
محمد متولى الشعراوى.. اشتهر بالحضور المميز لبرنامجه الرمضاني الشهير «حديث الروح»، أحد أبرز مميزات مصر وأهلها، احتفاءً بحلول شهر رمضان المعظم، والذي لا يمكن للصائم أن يستشعر حلاوة الشهر الكريم، إلا من خلال ترتيب أولويات يومه للاستماع إلى حديث الشعراوي عبر التليفزيون المصري قبل المغرب، لما له من تأثير كبير على نفوس الأفراد بمختلف الأجيال.
ويترقب عموم المسلمين خلال شهر رمضان الكريم برامج الشعراوي، للاستفادة من نصائحه بحسن استغلال الأيام المباركة للعبادة والتقرب إلى الله.
ويحتل الشيخ محمد متولى الشعراوى أو «إمام الدعاة»، مكانة خاصة في قلوب المسلمين، لإفناء عمره في تفسير آيات القرآن الكريم، وقدرته على توطيد علاقة العبد بربه، كأحد الوجبات الروحانية الهامة للأسرة المصرية، لما يتمتع به من أسلوب بسيط وجذاب، قادر على شرح القلوب وتوصيل المعلومات بسهولة ويسر للمستمتع.
ولا يزال الشيخ محمد متولى الشعراوى، حاضرًا في القلوب رغم وفاته في عام 1998، على مائدة الإفطار من خلال روائح الشهر الكريم، والتي تبدأ مع حلول شهر رمضان، ويعد بمثابة وسيلة للتخفيف على الصائمين لمشقة الصيام طوال اليوم، كونه يمتلك أسلوبًا في التفسير مكانه من حجز مكانة بارزة في القلوب والنفوس.
ولم يتوقف حضور الشيخ محمد متولى الشعراوى عند شهر رمضان الكريم، بل يظل حضوره على مدار العام من خلال جهد متميز، لإذاعة القرآن الكريم ببرنامجه اليومي، والمذاع تمام الساعة 7.45 صباحًا بعنوان «خواطر الإمام – فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوي»، تقديم إبراهيم خلف، كبير المذيعين بإذاعة القرآن الكريم.
وتوافق غدًا الجمعة، الذكرى الـ24 لوفاة الشيخ محمد متولى الشعراوي، حيث يستعرض «مستقبل وطن نيوز»، أبرز المحطات في حياة «إمام الدعاة»، من خلال التقرير التالي:
أبرز المعلومات في حياة الشيخ محمد متولي الشعراوي
- ولد الشيخ محمد متولى الشعراوى في 15 أبريل عام 1911م – 15 ربيع الآخر 1329 هـ، بقرية دقادوس - مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بمصر، وحفظ القرآن الكريم في الـ11 من عمره.
- التحق بمعهد الزقازيق الابتدائي الأزهري عام 1922، وظهر نبوغته في حفظ الشعر والمأثور من القول والحكم منذ الصغر.
- دخل المعهد الثانوي الأزهري، وزاد اهتمامه بالشعر والأدب، وتمتع بمكانة خاصة بين زملائه، فاختاروه رئيسًا لاتحاد الطلبة ثم رئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق.
- يعتبر إصرار والده على التحاقه بالأزهر الشريف بالقاهرة، نقطة التحول في حياته، في الوقت الذي كان يصر على البقاء مع أخوته لزراعة الأرض، فاصطحبه إلى القاهرة وسدد المصروفات.
- حصل إمام الدعاة على العالمية مع إجازة التدريس عام 1943، وبعد تخرجه، عين في المعهد الديني بطنطا، ثم انتقل إلى المعهد الديني بالزقازيق، ثم المعهد الديني بالإسكندرية.
- انتقل إلى العمل بالمملكة العربية السعودية عام 1950، بعد فترة خبرة طويلة، أستاذًا للشريعة بجامعة أم القرى.
- درس مادة العقائد رغم تخصصه في اللغة، واستطاع إثبات تفوقه في تدريس المادة.
- عين مديرًا لمكتب شيخ الأزهر الشريف الشيخ حسن مأمون بناءً على قرار من الرئيس جمال عبد الناصر عام 1963، وبناء عليه لم يتمكن من العودة للسعودية.
- سافر إلى الجزائر للعمل، رئيسًا لبعثة الأزهر الشريف، واستمر هناك لمدة 7 سنوات، وبعد عودته للقاهرة، عين مديرًا للأوقاف بمحافظة الغربية ثم وكيلاً للدعوة والفكر ثم وكيلاً للأزهر الشريف، وعاد للسعودية من جديد للتدريس بجامعة الملك عبد العزيز.
- اختار ممدوح سالم، رئيس الوزراء، عام 1976، أعضاء وزارته وأسند إلى الشيخ محمد متولى الشعراوى، وزارة الأوقاف وشؤون الأزهر واستمر بها حتى عام 1978.
- منح العالم الإسلامي، كنزًا، من علمه الدائم بالحلقات المتلفزة لتفسير آيات القرآن الكريم، خواطره الإمام، والعديد من المؤلفات من بينها، «خواطر الشعراوي، المنتخب في تفسير القرآن الكريم، خواطر قرآنية، معجزة القرآن، من فيض القرآن والمرأة في القرآن الكريم».
- تميز بقدراته البسيطة لشرح معانى القرآن الكريم، واستطاع آسر قلوب المسلمين حتى اشتهر بلقب «إمام الدعاة»، وينتظرون ظهوره من خلال حلول شهر رمضان الكريم قبل آذان المغرب في كل يوم من الشهر.
- كان له كثير من الكرامات التي تظهر على يد الأولياء الصالحين، لتقواهم في الدنيا، حسب تصريحات، الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء.
- كشف الدكتور أحمد عمر هاشم، موقف أثناء عمله مع إمام الدعاة بجامعة مكة بالسعودية، حيث وجد جماعة يبكون من كرب نزل بهم، وطلبوا من الشعراوي، الذهاب معهم إلى مسجد الرسول ليدعو لهم أمام الحجرة النبوية الشريفة، وذهب معهم ودعاء لها وتوسل إلى الله تعالى، حتى إذا ما وصل المكروبون إلى مكة وجدوا الكرب قد كشف بفضل الله.
- تفرع لشؤون الدعوة إلى الله بعد عام 1989، ورفض تولى جميع المناصب السياسية.
- قام بدور المأذون بأكثر من زيجة فنية، حيث عقد قرآن ابنة الفنان حمدي أحمد، والمطرب الشعبي حكيم.
- في مقطع فيديو شهير، توسط الشعراوي الفنان حمدي أحمد، وعريس ابنته، لعقد قرانهما، وبعد انتهائه من العقد، طلب إحضار العروس أمامه، وظل والدها الفنان حمدي أحمد يردد أمامها، قائلًا: «الحمد لله الذي صان عفتي، ونقل الولاية عليكي مني إلى من أحله لك، وأصبح أمره مقدمًا على أمري، في غير معصية»، وبعد انتهاء العقد، حرص على التقاط الصور التذكارية، مع الحضور والعرسان، وفى حديث بينه وبين الفنان حمدي أحمد، قبل الشعراوي يده، ليرد الفنان القبلة ليد إمام الدعاة.
- توفى في 17 يونيو عام 1998 عن عمر يناهز الـ87 عامًا، بعد سنوات من تفسير القرآن الكريم بهدف تعليم المسلمين صحيح دينهم.
- خرج كل أساقفة الدقهلية لتشييع جثمانه، ونعته الطائفة الإنجيلية، كونه فقيد العالمين العربي والإسلامي، وكونه رمزًا من رموز الوحدة الوطنية.
دعاء فك السحر للشيخ الشعراوي
تحدث إمام الدعاة محمد متولى الشعراوى بحلقة مسجلة نادرة له عن دعاء فك السحر، مشيرًا إلى أن السحر لا يصيب الإنسان، إلا إذا أراد الله تعالى عز وجل، فكان دعائه: «اللهم إنك أقدرت بعض عبادك على السحر والشر، ولكنك احتفظت لذاتك بإذن الضر، فأعوذ بما احتفظت به مما أقدرت عليه بحق قولك الكريم: «وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ».
محمود الخطيب يقبل رأس الشعراوي
اشتهر إمام الدعاة الشيخ محمد متولى الشعراوى بكونه رجل دين تقى، جمعه العديد من المواقف مع المشاهير، والتي مرت الكثير منها دون ملاحظات، لكن بعضها كانت تحتوى على المواقف المحرجة، ومن بينها، موقف ظهر من خلال أدب إمام الدعاة، بعد توجيه الدعوة للكابتن محمود الخطيب، وعدد من زملائه لتناول الطعام بمنزله، وقام على خدمتهم دون الاستعانة بالمساعدة، في محاولة منه لتجهيز الطعام ليأكل السائقين وأفراد الأمن مما أكل منه الشيخ وضيوفه، فنال التعب منه، وتسبب في جعله يحيي الضيوف وهو جالس، وعندما سلم عليه صديق الخطيب الذي كان يسبقه «قبل الشيخ يده»، قائلًا: «هذه تحيتي بدلاً من الوقوف»، وانتبه الخطيب وقبل رأسه حتى لا يكرر ما فعله مع صديقه.