استحواذ ماسك على "تويتر" قد يُشكّل "المسمار الأخير في نعش" شركة الشيك على بياض لترامب
تنفيذيون كبار يرحلون، وتنزيلات تطبيق تتراجع، وجهات تنظيمية تُجري تدقيقاً متزايداً، والآن أغنى رجل في العالم يظهر منافساً.
كل هذه الأمور تفاقم الأمر سوءاً للأخبار السيئة للشركة الصورية المرتبطة بالمشروع الإعلامي للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، التي كانت منذ وقت ليس ببعيد من بين أفضل الشركات الخاصة بأغراض الاستحواذ (الشيك على بياض) أداءً في السوق.
فقد تراجعت أسهم شركة "ديجيتال وورلد أكويزيشن كورب" التي تخطط للاندماج مع "تكنولوجي غروب آند ترمب ميديا"، بنسبة تصل إلى 15% يوم الاثنين بمجرد ورود أنباء عن دخول "تويتر" المراحل النهائية من المفاوضات لعملية استحواذ لإيلون ماسك، مؤسس "تسلا"، بقيمة 43 مليار دولار.
منذ أن كانت عند أعلى مستوى لها في 4 مارس الماضي، انخفضت أسهم شركة الشيك على بياض بأكثر من 60% مع تراجع تنزيلات "تروث سوشال"، وهو تطبيق التواصل الاجتماعي الخاص بـ"ترمب ميديا".
قال ماسك إنه يهدف إلى جعل تويتر "ساحة شاملة لحرية التعبير"، مما دفع إلى تكهنات بأنه قد يُعيد ترمب، الذي جرى حظره نهائياً العام الماضي بعد أحداث الشغب التي جرت في الكابيتول في 6 يناير من العام الماضي.
قال ديفين نيونز، الرئيس التنفيذي لمجموعة "تكنولوجي غروب آند ترمب ميديا"، في تصريحات لـ"فوكس بيزنس" يوم الاثنين، إنه يؤيد استحواذ ماسك، لكنه لا يرى بالضرورة أن "تويتر" يمثل تهديداً.
وأضاف: "(تويتر) هو وسيلة علاقات عامة عالمية، فهو ليس مجتمعاً على غرار ما نحاول بناءه. وبصراحة، لا يوجد كثير من الأشخاص على (تويتر)".
من جانبه، قال ماكس جوكمان، كبير مسئولي الاستثمار في شركة "ألفا ترال" لإدارة الأموال: "من المرجّح أن يمثل انفتاح (تويتر) على مجموعة أكبر من الآراء المسمار الأخير في نعش شركة الشيك على بياض (تروث سوشال)، يتعذر رؤية أي اتجاه إيجابي بالنسبة إليهم في ظل كل الصراعات الداخلية، حتى مع إطلاق منصة تواصل اجتماعي قابلة للتوسع، والآن احتمالية أن (تويتر) سيسمح بتوسيع نطاق النقاش وإبداء الرأي".
وأشار جوكمان إلى أن ترمب قد يتخلى عن "تروث سوشال" لصالح "تويتر" لأن "الجمهور الأكبر يمثل إغراءً لا يقاوم بالنسبة إليه".
يُعَدّ هذا مصدر قلق لهؤلاء المستثمرين الذين ضخوا أموالاً في "ديجيتال وورلد أكويزيشن كورب"، على الرغم من أنها بعيدة كل البُعد عن أن تكون تحت هيمنة طرف وحيد.
وفي الأسبوع الماضي، راهن صندوق التحوط "كيريسدال كابيتال مانجمنت" ضد شركة الشيك على بياض، متكهناً بأن الجهات التنظيمية سوف تتخذ إجراءات صارمة بعد أن قدمت بيانات مضللة في وثائق التسجيل الخاصة بها. وفي وقت سابق من الشهر، استقال رؤساء التكنولوجيا وتطوير المنتجات بشركة "تروث سوشال"، الأمر الذي دفع إلى ارتفاع الأسهم.
من جهتها، قالت سارة مصطفى، وهي إخصائية العلاج الطبيعي والمستثمرة في "ديجيتال وورلد أكويزيشن كورب" بمدينة نيويورك، إن استحواذ ماسك على موقع "تويتر" يمكن أن "يشكل بالتأكيد تهديداً" لـ"تروث سوشال". وأضافت أن نسخة ماسك من "تويتر" ستكون تنافسية للغاية مع "ديجيتال وورلد أكويزيشن كورب"، إذا أجرى بالفعل تغييرات للتخلص من السياسات السيئة في "تويتر".
في الوقت الحالي، تتابع سارة "بحذر" وتنتظر معرفة خطط ماسك، لكنها قالت إنها لن تبيع أسهمها في "ديجيتال وورلد أكويزيشن كورب" حالياً.
إلى ذلك، قال آندي ستراشفسكي، وهو مستثمر في "ديجيتال وورلد أكويزيشن كورب"، ومقره فلوريدا وأحد مؤيدي ترمب، إنه إذا اشترى ماسك موقع "تويتر" فسوف يتحول فعلياً إلى "تروث سوشال"، لأنه "سيُعيد إتاحة المجال لجميع من جرى وقف حساباتهم، وسيلغي اليسار (تويتر). إنها دائرة عبثية لا تنتهي أبداً".
أعاد ستراشفسكي شراء ما قيمته 10 آلاف دولار من أسهم "ديجيتال وورلد أكويزيشن كورب" عندما كان يجري تداولها عند نحو 17.4 دولار للسهم، وتبلغ قيمتها حالياً نحو 21500 دولار. قال إنه إذا اشترى ماسك موقع "تويتر" فقد تتلقى "ديجيتال وورلد أكويزيشن كورب" ضربة كبيرة، لكن الفرص ضئيلة للغاية.
يقول إنه لا يخطط للبيع في أي وقت قريباً، "إلا إذا دمرتُ حياتي في يوم من الأيام بالطبع، واحتجتُ إلى المال لسبب غريب".
رافاييل موراليس، وهو عسكري مخضرم يبلغ من العمر 40 عاماً من مدينة نيويورك، اشترى بما قيمته نحو 100 ألف دولار من أسهم "ديجيتال وورلد أكويزيشن كورب" عندما كان سعر السهم عند نحو 109 دولارات في 22 أكتوبر، بعد يومين من إعلان الشركة عن صفقة للاندماج مع مجموعة "ترمب ميديا آند تكنولوجي". وعلى الرغم من أن السهم قد انخفض خلال الأشهر القليلة الماضية إلى نحو 36.50 دولار يوم الاثنين، إلا أنه يتمتع بقوة.
وقال: "للأمانة، الوضع عصيب، لكنني ملتزم، وأنا لا أتراجع"، مضيفاً أن أكبر مخاوفه هو أن ماسك سيدعو ترمب للعودة إلى "تويتر" إذا تمت الصفقة.
وأضاف: "إذا فعل ترمب ذلك فلن يكون لدينا (تروث سوشال) بعد الآن، فلنكن صادقين، إذ إنّ الناس الموجودين هنا فقط من أجل دونالد ترمب".
يشعر موراليس بخيبة أمل لأن ترمب لم يكن أكثر نشاطًا في "تروث سوشال"، وكان "محقّاً" لمرة واحدة فقط، لكنه يأمل في أن يبدأ الرئيس السابق في مزيد من "التصريح بالحقيقة" قبل الانتخابات النصفية. وبين هذا وذاك لن يستسلم.
وأضاف: "لن أمنح الصغار متعة الاستحواذ على أموالي، بل إنّ الأفضل بالنسبة إليَّ أن أرى المال يتبعثر أرضاً".