إسلام العشيري بطل إنقاذ المدنيين في أوكرانيا يحكي عن مغامراته تحت القصف| حوار
بطل مصري، استطاع اختراق لهيب الحرب في أوكرانيا، وقام بمهمات أشبه بالانتحارية لإنقاذ العشرات، والخروج بهم إلى الحدود الآمنة. وعلى الرغم من المخاطر التي تعرض لها يوميًا على مدى نحو شهر كامل أسفل القصف والضرب، إلا أنه أصر على تلبية نداء المستغيثين من شتى الجنسيات داخل أوكرانيا.
إسلام العشيري (27 عاما)، نجح في إغاثة الأطفال والأسر المحتجزة في بعض البلدان والقرى المحاصرة في أوكرانيا، وإخراجهم من مناطق النزاع.
موقع «مستقبل وطن نيوز»، حاور الشاب إسلام بعد تكريمه اليوم من السفيرة نبيلة مكرم عبد الشهيد، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج.
وعبر، العشيري، عن فرحته الشديدة بالتكريم والدعم المعنوي الذي حصل عليه، قائلا: “شعور حلو جدا بعد التكريم.. وفرحة ليس لها حدود. الوزيرة كانت متابعة معايا أول بأول من خلال البث المباشر، فهي الوحيدة التي تابعتني وأوجه لها كامل الشكر والتقدير على الدافع والدعم المعنوي”.
وعن أصعب المواقف التي واجهته خلال عمليات الإغاثة، قال العشيري،:"واحد لبناني وزوجته، كان بيناشد بانقاذه وعرفت اطلعه من مكانه.. وكمان انقاذ مجموعة الأطفال اليمينين كان صعب جدا".
وأضاف: «هؤلاء الأطفال كانوا ينتظرون سيارات الهلال الأحمر لإنقاذهم، لكن الضربات استهدفتها ولم تصل، لكنني أصررت على الذهاب وإنقاذهم على الرغم من أنني فقد سيارتي اثناء الذهاب إليهم بسبب القصف".
وكاد العشيري، أن يفقد حياته خلال إنقاذ هؤلاء الأطفال قائلا: "وأنا بجيبهم طلع عليا مدرعة روسية فتحت عليا النار بعد ما قطعت عليا الطريق وفضلت تجري ورايا حتى اصطدمت السيارة في احدى الأشجار وهربت مسرعا “، مضيفا:” مخلوش فيها مسمار سليم”.
وتابع: "تواصلت مع أحد أصدقائي اللبنانيين الذي وفر لي 3 سيارات في الحرب، كونه يمتلك جراج سيارات تعمل بالسياحة كان بيقولي العربية اللي انت عاوزها خده من غير إيجار أو أي ضمان ، وكمان كان بيطلع يساعد معايا في بعض الأوقات".
وفي مغامرة أخري تحت القصف والنيران، قال العشيري، إنه استطاع إنقاذ أسرة إماراتية من قرية سومي كانت محتجزة والتي تبعد عنه 1200 كيلومتر، مضيفا:" كنا بنام في العربيات وفضلت على هذا الحال لأكثر من شهر".
واستكمل :"مطلبتش مساعدات وكان والدي بيدعمني بالأموال دائما، عشان البنزين والأكل، من خلال التواصل مع إحدى صديقاتي في مصر، وكنا بنساعد بعض كشباب وبنسهل الدنيا على بعض".
وحكى العشيري، موقفا بطوليا حين كان متوجها لإنقاذ أسرة حيث فوجئ بمدفعية وصواريخ وطيران يقصف في آن واحد ولكنه لم يستسلم وأصر على إنقاذهم"، مضيفا: "لدرجة إن والد الأطفال قالي إمشي مش هتعرف تدخل القرية. قلتله: أهون عليا يقتلوني ولا إني أرجع وأسيبهم. ودخلنا القرية ووصلت لمنزل الأسرة وأخدت الأطفال ووالدتهم وطلعنا".
وذكر العشيري، أنه، تعرض لأصعب المواقف خلال إنقاذ الشاب المصري "بسام"، الذي انتشرت استغاثته على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكنه أصر على إنقاذه برغم أهوال الأحداث، والمجازفة بسيارته التي تعرضت للقصف.
وشكر العشيري، كل من تعاون معه، خلال رحلته البطولية في إنقاذ العالقين، مشيرا إلى انه تلقى عرضا للحصول على رحلة عمرة.
وقال العشيري، أنه فخور بتقدير الدولة المصرية لما قام به، برغم أنه تحرك بدافع الإنسانية، مقدما الشكر للسفيرة نبيلة مكرم لاستقباله، وحرصها على تكريمه والإشادة بجهود فريق الشباب المصري الذي حرص على دعمه ومساندته طوال فترة الأزمة.
وتابع العشيري أن رحلة الإنقاذ كانت تستوجب قيادة السيارة في طرق وعرة، لرحلة قد تستغرق يومين وثلاثة أيام وأحيانًا أسبوع، لإنقاذ عدد كبير من الأشقاء العرب والمصريين وجنسيات أخرى، في مدن سومي وخاركيف ونيكولايف وخيرسون وغيرهم.
وأضاف، أنه ما زال يتذكر جيدًا فرحة الأشقاء من السعودية والإمارات والعراق ولبنان خلال إنقاذهم، حيث أنقذ 4 شباب مصريين وخرج بهم إلى حدود بولندا، وفي "بيلا تشيركس" نجح في إنقاذ سيدة عراقية وأطفالها الأربعة، وشاب سعودي، وزوجته من إحدى المستشفيات، وكذلك عائلة يمنية من 3 أطفال وأمهم، في مدينة "كاماروفكا"، وأسرة لبنانية في "لفيف"، وكذلك إنقاذ عائلة إماراتية من 5 أفراد وخرج بهم من "سومي" إلى رومانيا، و3 أردنيين من طلاب الجامعات.