خاص| مستوردو البُن يواجهون ارتفاع أسعار «البرازيلي» بالاستيراد من مناشئ أخرى
وصلت العقود الآجلة للقهوة إلى أعلى مستوياتها خلال 10 سنوات في بورصة نيويورك وسط مخاوف متزايدة بشأن نقص الإمدادات، بفعل الطقس الجاف في البرازيل واضطراب سلسلة التوريد وتكاليف الشحن، بعدما ارتفعت العقود الآجلة لـ«أرابيكا» بنسبة 3.6% لتستقر عند 2.5845 دولار للرطل في نيويورك، وهو أعلى سعر إغلاق منذ سبتمبر 2011.
تجار ومستوردو البُن، قالوا لـ«مستقبل وطن نيوز» إن إنتاج البُن في البرازيل يعاني ظروفاً إنتاجية غير مواتية لزيادة المحصول، نتيجة للطقس الجاف والصقيع الذي أفقد الإنتاج نسبة تتجاوز 25%، مشيرين إلى أن هناك بدائل وأسواق أخرى سيلجأون إليها للتغلب على ارتفاع الأسعار.
موجة الصقيع تُفقد 25% من الإنتاج البرازيلي
رئيس شعبة البُن بغرفة القاهرة التجارية حسن فوزي، قال لـ«مستقبل وطن نيوز» إن موجة الصقيع في أمريكا الجنوبية وتحديداً في البرازيل أضرت بمحصول البُن بشكل كبير، فأفقدته 25% من الإنتاج، وهو ما أضر بالإنتاجية وجعل المعروض من حبوب البُن أقل، وبالتالي ارتفع السعر عالمياً.
وأضاف حسن فوزي، أن مصر تستورد من البرازيل نحو 20% من استهلاك السوق المحلية، وتظل الدولة الأمريكية الجنوبية هي الأكبر من حيث الحصة في السوق المصرية، علاوةً على أن مذاق البُن البرازيلي يناسب الذوق المصري كثيراً، ويحظى بالإقبال بشكل كبير مقارنة بغيره.
وبحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، ارتفعت الواردات المصرية من البن بشكل طفيف في الفترة الأخيرة، وفقا لبيانات رسمية، حيث بلغت قيمة الواردات المصرية من البن غير المحمص نحو 146 مليون و240 ألف جنيه «9 ملايين و140 ألف دولار»- 16 جنيه متوسط سعر الدولار أمام الجنيه- في شهر أغسطس الماضي، بينما كانت نحو 114 مليون و400 ألف جنيه «7 ملايين و150 ألف دولار» في شهر أغسطس عام 2020، بزيادة بلغت قيمتها نحو 31 مليون و840 ألف جنيه «مليون و990 ألف دولار».
ارتفاع أسعار البن البرازيلي بنسبة 100%
وأوضح حسن فوزي، أن الأزمة التي تعانيها البرازيل نتيجة لتراجع الإنتاج وأثرت على المعروض عالمياً أدت إلى ارتفاع السعر بنسبة 100%، ليسجل الطن نحو 5 آلاف دولار مقابل 2500 دولار في السابق، وهي الزيادة التي سرعات من تم تمريرها في الأسواق العالمية كافة للمستهلكين.
وتابع رئيس شعبة البُن بغرفة القاهرة التجارية، أن مصر تستورد من دول أخرى من بينها إثيوبيا وغواتيمالا وكولومبيا بأسعارٍ أقل كثيراً، حيث لم يتأثر إنتاج هذه الدول كما هو الحال في البرازيل، ومن المتوقع أن يلجأ المستوردون الفترة المقبلة لزيادة حصص الاستيراد من هذه الدول، نظراً لتواضع أسعارها، مشيراً إلى أن تراجع أسعار البن البرازيلي مرهون بتحسن الطقس وظروف الزراعة هناك.
وارتفعت أسعار أرابيكا بأكثر من الضعف خلال العام الماضي في أعقاب الطقس الجاف في البرازيل واضطراب سلسلة التوريد وتكاليف الشحن، وسط محاولات لمعالجة نقص المعروض عبر استغلال المخزونات التي تراقبها بورصة ICE Futures الأمريكية والتي وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ 22 عامًا، وتظهر علامات شح الإمدادات مع استمرار ارتفاع أسعار الغذاء العالمية، مقتربة مؤخرًا من مستوى قياسي، كما سجلت العقود الآجلة لأرابيكا أعلى مستوياتها منذ 2011 بفعل مخاوف بشأن المعروض.
30% زيادة العام الماضي بسبب الأسعار العالمية
ومن جانبه، قال أحمد رمزي، مدير إحدي شركات توزيع مواد العطارة، لـ«مستقبل وطن نيوز»، إن أسعار البُن شهدت ارتفاعاً العام الماضي قدره 30%، بسبب ارتفاع الأسعار العالمية، حيث تعد مصر بلداً مستورداً للبُن، وغير منتج له، ما يجعل التسعير قائم على الأسعار العالمية، والمخزون المحلي لدى التجار، والذي قد يتدخل لتخفيف حدة الأسعار.
وأورد أحمد رمزي، أن سعر كيلو البُن السوبر الفاتح سجل 215 جنيه، و65 للبرازيلي، و280 جنيه للبُن اليمني، وأرابيكا 280 جنيه، والشاهين التركي السادة سجل 100 جنيه، بينما بيع المحوج السوبر غامق اللون بـ215 جنيه، بيما سجل البُنت الهندي 59 والإثيوبي 40 جنيه، و50 للإندونيسي.
وأضرَّت درجات الحرارة المتجمِّدة التي شهدتها البرازيل بشكل خاصٍ بالأشجار الصغيرة، التي تحتاج إلى قطعها وإعادة زراعتها مرة أخرى، الأمر الذي قد يؤثِّر على الإنتاج لسنوات قادمة، ويتسبَّب في خفض محصول العام المقبل ليصل إلى 5.2 مليون جوال - يزن الجِوال 60 كجم أو 132 رطلاً - وفقاً لتقرير «إيكوم للأبحاث».