في ذكرى وفاته.. لمحات من حياة الزعيم مصطفى كامل
تحل اليوم الخميس، الذكرى الـ114، على وفاة الزعيم مصطفى كامل، والذي توفى في 10 فبراير عام 1908.
ولد الزعيم مصطفى كامل في 14 أغسطس عام 1874، بقرية كتامة بمركز بسيون بمحافظة الغربية، وكان والده علي محمد من ضباط الجيش المصري، وعرف عن مصطفى كامل حبه للنضال والحرية منذ الصغر، وهو ما صار ملازما له طوال حياته حتى توفى في عمر الـ34 عامًا.
والتحق مصطفى كامل، بالمدرسة الخديوية في التعليم الثانوي، وأسس جماعة أدبية وطنية في المدرسة الخديوية، وكان يخطب من خلالها في زملائه، ثم التحق بمدرسة الحقوق عام 1891، فأتقن اللغة الفرنسية، والتحق بجمعيتين وطنيتين، وصقلت وطنيته الخطابية.
وترك مصطفى كامل مصر عام 1893 ليلتحق بمدرسة الحقوق الفرنسية، وأكمل دراسته ثم التحق بكلية حقوق تولوز، وحصل منها على شهادة الحقوق.
وكان مصطفى كامل يهدف إلى جلاء الاحتلال، من خلال التعاون مع كافة القوى الداخلية والخارجية المعارضة للاحتلال، ووضع حزب الأمة المسألة الأولى في الحياة البرلمانية من خلال علاقة مصر مع الدول الخارجية، للتخلص من الاحتلال.
واهتم مصطفى كامل بالخطب السياسية، وألف مسرحية "فتح الأندلس" التمثيلية والتي تعتبر أول مسرحية مصرية، وكتابًا في حياة الأمم والرق عند الرومان، وأول كتاب سياسي له بعنوان "المسألة الشرقية" عام 1898، والذي يعتبر من الكتب الهامة في تاريخ السياسة المصرية، والذي يهدف إلى الاستقلال.
وسافر مصطفى كامل إلى برلين في حملته السياسية والدعائية ضد الاحتلال البريطاني، وأصبح من الشخصيات البارزة في أوروبا، والتقى مصطفى كامل وأحمد لطفى السيد، عددًا من الوطنيين بمنزل محمد فريد، وتم تشكيل "جمعية الحزب الوطني" كجمعية وطنية سرية، برئاسة الخديوي عباس، بعد إعجابه بوطنية الزعيم مصطفى كامل وحماسته وطلاقة لسانه.
وتلاقى الخديوي عباس والزعيم مصطفى كامل في وجهات النظر بينهما، بعد تصادم الخديوي في بداية توليه الحكم بسلطات الاحتلال البريطاني ممثلة في اللورد كرومر.
وأصدر مصطفى كامل جريدة أسبوعية باسم "العالم الإسلامي" لتقوية الروابط بين الشعوب الإسلامية.
وفي عام 1906، وأثناء علاجه من المرض في باريس وقعت حادثة دنشواي، فقرر قطع رحلة علاجه وسافر إلى لندن، وكتب المقالات العنيفة ضد الاحتلال، والتقى برئيس الوزراء البريطاني، والذي عرض عليه تشكيل الوزارة، إلا أنه أبى.
وفي عام 1907، ألقى مصطفى كامل "خطبة الوداع" صنفت من أجمل وأطول خطبه السياسية بالإسكندرية، وأعلن فيها تأسيس الحزب الوطني، والذي تشكل برنامجه السياسي من عدد من المواد، أبرزها المطالبة باستقلال مصر، وإيجاد دستور يحقق الرقابة البرلمانية على الحكومة وأعمالها، وبث الشعور الوطني ونشر التعليم والتركيز على الجلاء والدستور كأحد أهم المطالب.
وجاءت أبرز أقواله التي لا تزال محفورة بالذاكرة، “لو لم أكن مصريًا لوددت أن أكون مصريًا، لا يأس مع الحياة ولا معنى للحياة مع اليأس، التعليم بلا تربية عديم الفائدة، إن الأمة التي لا تأكل مما تزرع وتلبس مما لا تصنع أمة محكوم عليها بالتبعية ومصر للمصريين أجمع”، وأصدر مصطفى كامل، جريدة اللواء اليومية في عام 1900.
وعقب إلقائه خطبة الوداع، في 27 ديسمبر 1907، وعقب عودته للقاهرة، لعب مصطفى كامل دورًا مهمًا وبارزًا حتى أصبح حديث الصحافة، ونجح في الاكتتاب لتأسيس جامعة مصرية "جامعة القاهرة" وأسست الجامعة بعد تعاون بين مصطفى كامل، والثرى المصري مصطفى كامل الغمراوي والأميرة فاطمة إسماعيل، وحسن بك جمجوم، وسعد زغلول وقاسم أمين.
وكان من بين أصدقاء الزعيم مصطفى كامل العديد من الشخصيات الوطنية والأدبية، من بينهم، الشاعر إسماعيل صبري، الشاعر خليل مطران وبشارة تقلا مؤسس جريدة الأهرام، والذي نشر له بعض مقالاته في جريدته اللواء.
وحصل على دعم الصحفية الفرنسية "جولييت" لدعمه في القضية المصرية داخل مصر وأوروبا.
وتوفي الزعيم مصطفى كامل بمرض السل في 10 فبراير عام 1908 عن عمر يناهز الـ34 عامًا وأعلن الحداد يوم 11 فبراير في ربوع مصر كافة.
ووصف مشهد جنازة الزعيم مصطفى كامل بيوم الاحتفال، خاصة وأنها المرة الثانية التي يرى فيها قلب مصر يخفق كما كانت المرة الأولى في حادثة دنشواى عام 1906، حيث خيم الحزن على وجوه الجميع، وحضر جنازته الآلاف والذين اعتبروه بمثابة البطل القومي، وأصبح محمد فريد زعيم الحزب الوطني خلفًا للزعيم مصطفى كامل، بعد إنفاقه كل أمواله في سبيل دعم حركة التحرر الوطني.
وأنشئ ضريح مصطفى كامل بالقرب من قلعة صلاح الدين الأيوبي على الطراز المملوكي الجديد، وأصبح متحفًا مفتوحًا للجمهور.