رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

في ذكرى وفاة كامل الشناوي.. قصة ولادة قصيدة «لا تكذبي» بمنزل مصطفى أمين

نشر
كامل الشناوي ونجاة
كامل الشناوي ونجاة

لا يمكن تلخيص حياة كامل الشناوي في كلمات، فحياة الأستاذ كشاعر ملهم تستحق أن يفرد لها عشرات الموضوعات، والأبحاث، وحياته كصحفي مليئة بالمقالات والأخبار والتحقيقات والمهام الصعبة التي تولاها، ورعايته لتلاميذه، وحبه للمهنة، وحياته كإنسان تستحق الوقوف أمامها كثيرًا لما امتلكه كامل الشناوي من الرحمة والود وجبر الخاطر. 

كامل الشناوي 

إلا أن كامل الشناوي إذا ذكر ذكرت معه قصة حبه للمطربة نجاة التي أصبحت آخر قصة حب عربية بعد عنتر وعبلة وقيس وليلى، حيث عاشها كامل الشناوي بأعصابه ودمه، وربما يكون قد مات لأنها لم تكتمل.

وقصة حب كامل الشناوي لنجاة رواها صديقه مصطفى أمين في كتابه «شخصيات لا تنسى» قائلًا: «عشت مع كامل الشناوي حبه الكبير، وهو الحب الذي أبكاه وأضناه.. وحطمه وقتله في آخر الأمر، أعطى كامل لهذه المرأة كل شيء المجد والشهرة والشعر ولم تعطه شيئا أحبها فخدعته.. أخلص لها فخانته.. جعلها ملكه فجعلته أضحوكة».

كامل الشناوي  ونجاة

وكشف مصطفى أمين عن لحظة ميلاد قصيدة كامل الشناوي الشهيرة «لا تكذبي» قائلًا: «كتبها في غرفة مكتبي بشقتي في الزمالك.. وهى قصيدة ليس فيها مبالغة أو خيال.. وكان كامل ينظمها وهو يبكي، كانت دموعة تختلط بالكلمات فتطمسها.. وكان يتأوه كرجل ينزف منه الروم العزيز وهو ينظم.. وبعد أن انتهى من نظمها قال: إنه يريد أن يقرأ القصيدة على المطربة بالتليفون».

وتابع مصطفى أمين: «بدأ كامل يلقي القصيدة بصوت منتحب خافت.. تتخلله الزفرات والعبرات والتنهدات والآهات.. مما كان يقطع القلوب، وكانت المطربة صامته لا تقول شيئا، ولا تعلق، ولا تقاطع، ولا تعترض، وبعد أن انتهى كامل من إلقاء القصيدة قالت المطربة: كويسة قوى.. تنفع أغنية.. لازم أغنيها».

كامل الشناوي 

ورغم ذلك لم ينطفئ حب كامل الشناوي، ولم يتسبب تعليق المطربة في هدم العلاقة يقول مصطفى أمين: «كان كامل يحاول بأي طريقه أن يعود إليها.. يمدحها ويشتمها.. يركع أمامها ويدوسها بقدميه.. يعبدها ويلعنها.. وكانت تجد متعة أن تعبث به، يومًا تبتسم ويومًا تعبس، ساعة تقبل عليه وساعة تهرب منه.. تطلبه في التليفون في الصباح، ثم تنكر نفسها منه في المساء».

وكان كامل الشناوي يقول لمصطفى أمين: «لا أفهمها، فهي امرأة غامضة لا أعرف هل هي تحبني أم تكرهني..؟، هل تريد أن تحييني أم تقتلني؟».

أشعار كامل الشناوي 

أشهر قصائد كامل الشناوي: «حبيبها»، «لست قلبي»، «يوم بلا غد»، «حياتي عذاب»، «الليل والحب والموت»، وكان آخر أعماله الفنية أوبريت «أبو نواس».

رحيل كامل الشناوي

مات كامل الشناوي مكتئبا في 30 نوفمبر 1965، وآخر كلماته كانت «ولكن أيامي اليوم قليلة.. وانتزاع عام منها يشعرني بالفقر والفراغ والعدم فمنذ تجاوزت الأربعين وحدي.. كما تجاوزت ما قبلها.. لا صحة ولا مال ولا زوجة ولا ولد ولا صديق.. ولكن علام نبكي الحياة.. وماذا لو رحلت عنا أو رحلنا عنها.. ما دام الرحيل هو الغاية والهدف».