هل تدخل أمريكا على خط الأزمة الروسية الأوكرانية بالسلاح؟
أنهى فريق تابع لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) مهمة له في أوكرانيا لتقييم احتياجات البلاد من منظومات الدفاع الجوي، في وقت تتصاعد فيه التوترات بين أوكرانيا وروسيا، وتنتشر الادعاءات الغربية بأن موسكو تحشد قواتها على الحدود بين البلدين وتنوي غزو جارتها.
وأكد سكرتير الإعلام في البنتاجون، جون كيربي، تلك الأنباء بالإعلان - في مؤتمر صحفي - كشف فيه عودة الفريق من أوكرانيا، مبيناً أن الفريق كُلف بمهام أخرى من بينها قدرة أوكرانيا على الرد على هجمات روسية بحرية وإلكترونية وسيبرانية.
بحسب تقديرات الخبراء، ورثت أوكرانيا كميات من منظومات الدفاع من الاتحاد السوفييتي في عام عام 1991، من بينها منظومات الدفاع الجوي الصاروخي من طراز S-300، علاوة على منظومات أبعد مدى، لكنها ثابتة غير متحركة، من طراز S-200، إلى جانب أعداد ضخمة من منظومات دفاع جوي قصيرة المدى مثل منظومة BuK-M1. ورغم تناسب تلك النظم الجوية لزمانها، فإن شبكات الدفاع الجوي الأوكراني لم يطرأ عليها سوى القليل من التطوير على مدار العقود الثلاثة الأخيرة، كما أنها ليس من المتوقع أن تصمد بصورة كبيرة أمام تحديات سلاح الجو الروسي أو ضرباته الصاروخية، ولاسيما أن نظم الحرب الإلكترونية الأوكرانية المضادة يعتقد أنها متقادمة وعفا عليها الزمن.
وتردى الوضع بسبب إشكالات تتعلق بالصيانة، كما أن تقارير أفادت بأن أوكرانيا نُقلت بعض بطاريات صواريخ طراز S-300PTs إلى الولايات المتحدة لأغراض اختبارها وأزيلت بعض مكوناتها الرئيسية.
وورثت أوكرانيا عن الاتحاد السوفييتي واحدة من أقوى مقاتلات الهيمنة الجوية السوفييتية، من طراز Su-27، رغم أن هذه المقاتلات أيضاً تعرضت للأهمال ولم يُجر لها أي تحسينات في تسليحها، أو المستشعرات، المنظومة الإلكترونية. ومع وجود تساؤلات عميقة بشأن مستوى تدريب الطيارين في أوكرانيا ومعدل طيرانهم وجاهزيتهم، فإن ذلك يجعل قدرتهم محدودة للغاية للتصدي للمقاتلات الروسية الحديثة مثل Su-30SM وSu-35.
تبدي مجلة "ميليتري ووتش" الأمريكية تشككها من قدرة واشنطن على تقديم العون لأوكرانيا في تلك المسألة، وقالت يبقى غير مؤكد كيف ستتمكن الولايات المتحدة من دعم إجراء تحسينات لمنظومة الدفاع الجوي الأوكرانية، خصوصاً مع محدودية موازنتها الدفاعية فضلاً عن مخاطر أن تسقط معدات أميركية حساسة في أيدي الروس. ورجحت المجلة أن تنصب مساعدات أميركا لأوكرانيا في المنظومات غير المتماثلة، وبالذات قاذفات الصواريخ منخفضة الارتفاعات المنطلقة على كتف الجنود MANPADS، مثلما فعلت واشنطن حينما زودت كييف بقذائف يدوية مضادة للدبابات، بدلاً من بيعها دبابات M1 Abrams أو M2 Bradleyللوقوف أمام القوات المدرعة الروسية غير المتماثلة.
وتأتي منظومة الدفاع الجوي "أفينجر"، التي تتضمن طرازات عدة من قاذفات الصواريخ مضادة للطائرات "ستينجر" المنطلقة من على الكتف وعلى متن مركبات مدرعة، على قمة المنظومات التي تريد الولايات المتحدة تصديرها إلى أوكرانيا. غير أن تلك المنظومات قصيرة المدى ومحدودة في ارتفاعاتها وربما تفشل في مضاهاة أداء المخزون المتوافر لدى أوكرانيا الموروث من عهد السوفييت.
وتشير المجلة المعنية بالشؤون العسكرية إلى أن هناك مقترحا بأن تقوم الولايات المتحدة بتزويد أوكرانيا بمقاتلات F-16 من سلاحها الاحتياطي، في صورة مساعدة عسكرية لكييف، رغم أن نقل السلاح الجوي الأوكراني من العتاد السوفييتي إلى نظيره الأميركي سيكون أمراً مكلفاً ويستنزف وقتا طويلاً.
وبينما تتميز مقاتلات F-16 بمتطلبات صيانة أقل من نظيراتها التي تعمل لدى سلاح الجو الأوكراني حاليا، غير أن المقاتلات الأميركية ليست لديها مزايا أداء ملحوظة تفوق ما هو موجود لدى أوكرانيا حالياً.