ملهمة «الأطلال» .. بطلة قصيدة إبراهيم ناجي التي غنتها أم كلثوم
إذا كان إبراهيم ناجي الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم شاعرا كبيرا، معروفا في الأوساط الثقافية والأدبية، فإن شهرة إبراهيم ناجي على المستوى الشعبي المصري والعربي جاءت بعد أن غنت له كوكب الشرق أم كلثوم قصيدة الأطلال التي أحبها الجمهور وما يزال يهوى سماعها حتى الآن.
ودارت الكثير من تلك القصص حول تلك القصيدة الباكية التي استلهمها إبراهيم ناجي من محبوبته التي لا يعرف أحد عنها شيئا، حتى صرحت الفنانة
الممثلة زوزو حمدي الحكيم في أحد حواراتها الصحفية التي أجرتها قائلة إنها ملهمة قصيدة الأطلال للشاعر إبراهيم ناجي، والذي كان يعمل طبيبا وكانت زوزو حمدي الحكيم تتردد عليه في عيادته بصبحة والدتها، وروت أن إبراهيم ناجي كتب لها أبيات القصيدة على أوراق الرُوشتة أو وصفة الدواء وفق زعمها.
رواية صالح جودت
أما لكن الشاعر صالح جودت، الصديق الحميم لرفيقه إبراهيم ناجي فقد سرد قصة مختلفة تماما عن حكاية زوزو حمدي الحكيم قائلا: "إن إبراهيم ناجي الصبي في عمر السادسة عشر حيث وقع في حب ابنة الجيران.. وسافر إلى خارج مصر لدراسة الطب وعاد ليفاجأ بأن محبوبته قد تزوجت، وفي ذلك الوقت بدأ في كتابة رائعته الأطلال".
وأضاف الشاعر صالح جودت: "مرت السنوات الطوال والتي لم تكن قادرة على محو ذكرى الحب من قلبه، حتى جاءت الليلة الموعودة بعد 15 عاماً، جاءه رجل يستغيث به بعد منتصف الليل لينقذ زوجته التي تمر بولادة متعسرة."
وتابع: "ولبى الطبيب إبراهيم ناجي النداء، ليفاجأ أن المريضة هي محبوبة الصبا.. زلزلته الصدمة لكنه تمالك نفسه، حتى أنقذ المحبوبة القديمة ورُزقت بمولودها.
واختتم " أما شاعرنا فقد عاد قرب الفجر، واستخرج أوراق قصيدته القديمة، ليُتم ما بدأه منذ سنوات طويلة، ويجود برائعته الأطلال، والتي خلدها صوت كوكب الشرق أم كلثوم، ليظل صوتها دائماً شاهداً على قصة حب لم تكتمل".
تلك كانت القصة التي اعتبرها الكثيرون أقرب لروح إبراهيم ناجي الشاعر البليغ الذي ملأت كلماته قلوب الجماهير بما تحتوي عليه من عذابات وأشجان ومعاني من الصعب أن يأتي بها شاعر آخر، ما جعل من إبراهيم ناجي صوت الحب المفقود.