خاص| ركود في سوق الأجهزة الكهربائية.. ومنتجون: جائحة كورونا السبب
في شارع عبد العزيز بحي العتبة بالقاهرة القديمة، يقف تجار الأجهزة الكهربائية، لبيع منتجاتهم من السخانات والغسالات والثلاجات الكهربائية والشاشات وأجهزة الميكرويف، في وقت بدت فيه السوق ليست كسابق عهدها، حيث زحام الراغبين في الشراء ومحط أنظار القادمين من المحافظات للتبضع وشراء لوازم جهاز العرائس، نتيجة لحالة الركود الجزئي التي تعيشها الفترة الماضية، بحسب ما قاله عدد من التجار.
تجار الأجهزة الكهربائية، قالوا لـ«مستقبل وطن نيوز» إن أسعار البوتاجازات «4 شعلة» تبدأ من 1870 جنيه، بينما تبدأ أسعار الثلاجات من 4500 جنيه للثلاجة 12 قدم، و5600 جنيه للثلاجة الـ16 قدم، في حين بلغ سعر سخان الغاز سعة 10 لتر 1500 جنيه، و1300 جنيه لـ«الميكرويف».
ارتفاع الخامات العالمية تزيد معاناة القطاع
وبلغ الرقم القياسي العام لأسعار المستهلكين لإجمالي الجمهورية (118.0) نقطة لشهر نوفمبر 2021، محافظاً على المستوى العام لأسعار، بحسب بيان جهاز التعبئة العامة والإحصاء بشأن التضخم، وتراجع معدل التضخم السنوي لإجمالي الجمهورية (6.2%) لشهر نوفمبر 2021 مقابل (6.3%) لنفس الشهـر من العام السابق، وشهد المستوى العام لأسعار السلع في شهر نوفمبر 2021 استقراراً.
وقال أشرف هلال رئيس شعبة الأجهزة الكهربائية بغرفة القاهرة التجارية، لـ«مستقبل وطن نيوز»، إن الأسعار زادت الفترة الماضية نتيجة ارتفاع أسعار الخامات عالمياً وفي مقدمتها الصاج والألومنيوم، بالإضافة إلى إغلاق بعض المصانع واتجاه أخرى لتقليل الطاقة الإنتاجية في ضوء التكلفة المرتفعة للتشغيل، وعلى رأسها أسعار الطاقة.
الألومونيوم عالمياً في أعلى أسعاره خلال 3 سنوات
وصعدت أسعار الألومنيوم بالبورصات العالمية قرب أعلى مستوى لها في 3 سنوات، بسبب نقص المعروض بالأسواق؛ وفقا لوكالة بلومبرج، بينما أصدرت نيفين جامع، وزيرة التجارة والصناعة، قرارًا بإيقاف العمل بالقرار رقم 168 لسنة 2021، والخاص بفرض تدابير وقائية على واردات منتجات الألومنيوم، في مسعى لدعم الصناعة الوطنية.
أضاف أشرف هلال، أن جائحة كورونا أضرت بجميع القطاعات وليس قطاع الأجهزة الكهربائية فقط على مستوى العالم، وزادت أسعار الشحن من 2500 دولار للحاوية سعة 40 قدم حتى أكثر من 15000 دولار، فضلاً عن أن تأخر الشحن نتيجة قلة عدد السفن وارتفاع الطلب على الحاويات أدت إلى زيادة التحديات أمام القطاع.
تعميق الصناعة الوطنية كما هو الحال في مصر
وأوضح رئيس شعبة الأجهزة الكهربائية بغرفة القاهرة التجارية، أن عدد المنتجين تراجع عالمياً، والتكلفة زادت بفعل التشغيل وزيادة مصروفاته مثل أسعار الكهرباء والغاز، مشيراً إلى أن التجار غير مسئولين عن الزيادة في السعر، وأن الحل يقتضي العمل على تعميق الصناعة الوطنية كما هو الحال في مصر حالياً، وبدء تمويل المصانع وإقامة مشروعات بديلة للمستورد.
محمد المهندس، رئيس غرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات المصرية، لم يختلف في تصريحاته لـ«مستقبل وطن نيوز» عما ذهب إليه أشرف هلال، من وجود تحديات عالمية في مقدمتها التضخم تقف في وجه الأسواق بمختلف قطاعاتها، وأن خامات الألومنيوم زادت عالمياً بنسبة كبيرة بلغت 20% مؤخراً، وكذلك النحاس الذي زاد 13%.
ويرتبط سعر المعدن في مصر بالسعر في البورصات العالمية، وتستورد مصر إجمالي ما تستهلكه من الخامات لتصنيع الألومنيوم من الخارج.
زيادة الإنتاج وتقليل المكون الأجنبي
ودعا رئيس غرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات المصرية، في المقابل، إلى دعم المصانع المحلية، والعمل على زيادة الإنتاج وتقليل المكون الأجنبي، لزيادة المعروض السلعي، وبالتالي استقرار الأسواق، مشيراً إلى أن أسعار الشحن العالمية وأسعار المكونات الأساسية التي تدخل في الصناعة قد تتراجع العام المقبل، بدعم من التعافي في نمو الاقتصاد العالمي.
واقتربت مصر من تصنيع الأجهزة الكهربائية بشكل شبه تام، بعدما زادت نسبة المكون المحلي في مصانعها إلى 73% بزيادة 3% بحسب غرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات المصرية.
وتشهد أسواق الأجهزة الكهربائية، حالة من المنافسة الشديدة بين الشركات المصنعة والمنتجة للعديد من الأنواع، ويحاول عدد كبير من الشركات التي تحاول الحصول على حصة من السوق المصرية الاستحواذ على حصة سوقية أكبر، وظهر مؤخرا عدد من الشركات المحلية التي أصبحت تنافس الشركات الخارجية، إلى جانب وجود العديد من الأنواع والخامات المستوردة بالأسواق؛ خاصة الصينية التي انتشرت بشكل كبير بالأسواق المحلية خلال الأسابيع الماضية.