الأبحاث تحدد فاعلية اللقاحات.. هل يعتبر متحور كورونا الجديد الأشد خطورة؟

يتابع العالم عن كثب ظهور متحور كورونا الجديد المكتشف في جنوب إفريقيا، الذي وصفته منظمة الصحة العالمية بــ"المثير للقلق"، بينما تضارب آراء الخبراء حول أنه الأسرع انتشارًا ودرجة خطورته مقارنة بالمتحورات الأخرى للفيروس.

وأطلقت منظمة الصحة العالمية اسم "أوميكرون" على متحور كورونا الجديد، وهو حرف من الأبجدية الإغريقية، لافتة إلى أن سلالة "B.1.1.529" تم الإبلاغ عنها أولًا في جنوب إفريقيا يوم 24 نوفمبر الجاري، وجاء ذلك متزامنًا مع ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا بشكل حاد خلال الأسابيع القليلة الماضية.

متحور كورونا الجديد خطير للغاية

وكشفت الدكتورة نهلة عبدالوهاب، استشاري البكتيريا والمناعة ورئيس قسم البكتيريا بمستشفى جامعة القاهرة، في تصريحات خاصة إلى "مستقبل وطن نيوز"، أن متغير كورونا الجديد الذي في جنوب إفريقيا، وبعض الدول المجاورة خطير للغاية، نظرًا لاحتوائه على 50 متغيرًا، مما يمكنه الانتشار بسرعة كبيرة مقارنة بالسلالات الأخرى.

وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان، أن متحور كورونا الجديد "B.1.1.529" يحتوي على عدد كبير من الطفرات الموجودة في متغيرات أخرى، بما في ذلك دلتا، لافتًا إلى أن الباحثين رصدوا في بيانات تسلسل الجينوم المتغير أن السلالة الجديدة من كورونا تحتوي على أكثر من 30 تغييرًا على البروتين المرتفع (سبايك بروتين)، وهو البروتين الذي يلتصق بالخلايا المضيفة وهو الهدف الرئيسي لمناعة الجسم.

من جانبها، كشفت منظمة الصحة العالمية أن متحور كورونا الجديد له عدد كبير من الطفرات، وبعضها مثيرة للقلق، موضحة أن المعطيات الأولية تشير إلى خطر أكبر للإصابات المتكررة بهذه السلالة بالمقارنة مع السلالات الأخرى.

وأشارت الصحة العالمية، إلى أن اختبارات PCR المتوفرة قادرة على رصد هذه السلالة من الفيروس، وقد يكون لها تقدم على السلالات الأخرى فيما يخص الانتشار، بناء على البيانات حول الارتفاع في أعداد الإصابات.

قدرة اللقاحات على التصدي لـ متغير كورونا الجديد

وتابعت عبدالوهاب، في حديثها إلى موقع "مستقبل وطن نيوز"، أنه حتى الآن لا توجد دراسة تؤكد قدرة اللقاحات التي تم تطويرها على التصدي لـ متحور كورونا الجديد من عدمه، لافتة إلى أن اللقاحات في العموم تقوي جهاز المناعة بنسبة قد تصل إلى 80%، لذلك من الضروري تلقي لقاح فيروس كورونا حتى يتم الوقاية من الإصابة بكورونا.

وحسب تصريحات الدكتور حسام عبدالغفار، فإن منظمة الصحة العالمية، ستستغرق عدة أسابيع لمعرفة تأثير وفاعلية اللقاحات على النسخة الجديدة المتحورة من فيروس كورونا التي تم رصدها في جنوب إفريقيا، كما أنها ليس لديها تعليق في الوقت الجاري على قيود السفر التي تفرضها بعض السلطات على دول جنوب القارة الإفريقية المرتبطة بهذه السلالة المتحورة.

 وستجتمع اللجنة الفنية التابعة لمنظمة الصحة العالمية، لمناقشة أن كان هذا التحور يحتاج إلى إجراءات خاصة أم لا يزال يحتاج إلى مزيد من الأبحاث لدراسة التسلسل الجيني لهذا المتحور.

نصائح لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة

ووجهت عبدالوهاب نصيحة لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة (السكر – الضغط – السمنة)، بضرورة إجراء الفحوصات والتحاليل الطبية اللازمة، والالتزام بالإجراءات الاحترازية الضرورية للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا، مثل ارتداء الكمامة والحفاظ على مسافات التباعد الاجتماعي المناسبة، وتلقي لقاح كورونا".

وأضافت: "من يصاب بالبرد يجب عليه أن يأخذ حذره، لأن من الممكن أن يكون مصابًا بكورونا وهو لا يعلم، وعند الشعور بارتفاع في درجة الحرارة وأو أي أعراض تنفسية الرجوع لأقرب طبيب، وعدم تناول المضادات الحيوية بشكل متزايد حتى لا تضعف المناعة، لأن العدوى الفيروسية لا تحتاج للمضادات الحيوية، التي تعمل بفاعلية ضد العدوى البكتيرية، لافتة إلى أن كورونا عدوى فيروسية".  

نتائج الأبحاث تحدد درجة خطورة متحور كورونا الجديد

من جانبه، رفض الدكتور محمد أحمد علي، رئيس قسم الفيروسات بالمركز القومي للبحوث، في تصريحات خاصة إلى "مستقبل وطن نيوز"، الحكم على متحور كورونا الجديد بأنه الأشد خطورة وعدوى إلا بعد صدور تأكيدات من منظمة الصحة العالمية.

وذكر علي، أن الفيروسات بطبيعتها سريعة الانتشار، وبالتالي من الطبيعي للغاية أن يكون متحور كورونا الجديد سريع الانتشار، لافتًا إلى أنه بالرجوع إلى متحورات كورونا الأخرى سنجد أنها سريعة الانتشار، وكان يطلق عليها نفس التصريحات التي أطلقت على متحور "أوميكرون".

وشدد على ضرورة اتخاذ الإجراءات الضرورية للتأكد من عدم وجود متحور كورونا الجديد في مصر، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع انتشاره، وتطبيق إجراءات احترازية مشددة على القادمين من الخارج، لاسيما من البلدان الإفريقية.

إجراءت الدولة لمنع انتشار متحور كورونا الجديد

1- إيقاف الطيران المباشر من وإلى جنوب إفريقيا بأمر من اللجنة العليا لإدارة أزمة فيروس كورونا.

2- وضع إجراءات خاصة على القادمين من 7 دول إفريقيا، وهي جنوب إفريقيا، وليسوتو، وبوتسوانا، وزيمبابوي، وموزمبيق، وناميبيا، وإسواتيني، بسبب انتشار متحور كورونا الجديد بها.

3- القادمون من الدول المذكورة عن طريق الرحلات غير المباشرة (ترانزيت) ويمثل قدومهم إلى مطار القاهرة (ترانزيت) في طريقهم إلى دول أخرى، يتم إجراء اختبار فحص الحامض النووي السريع لهم.

- حال ظهور أي حالة إيجابية، يتم منع المسافر من صعود الطائرة التالية، ويعود الراكب على نفس الطائرة القادم عليها.

4- القادمون من الدول المذكورة عن طريق الطيران غير المباشر (ترانزيت) وتمثل القاهرة وجهتهم النهائية، يتم عمل اختبار فحص الحامض النووي السريع لهم.

- حال إيجابية التحليل يعود الراكب على نفس الطائرة القادم عليها.

- حال سلبية الاختبار فيقوم بعمل حجر ذاتي منزلي لمدة 7 أيام، ويتم عمل اختبار pcr في نهاية مدة الحجر.

- يستمر متابعة المسافر لمدة 7 أيام أخرى عن طريق فريق الحجر الصحي حتى نهاية المدة القصوى لفترة حضانة الفيروس.

5- تتواصل وزارة الصحة بشكل مستمر مع منظمة الصحة العالمية  بخصوص متحور كورونا الجديد.

6- تدرس اللجان العلمية والخبراء والباحثين بوزارة الصحة والجامعات ومراكز الأبحاث المصرية جميع البيانات الأولية المتعلقة بـ متحور كورونا الجديد.

7- يجري الخبراء والباحثون في اللجان العلمية بوزارة الصحة  والجامعات ومراكز الأبحاث جميع الأبحاث المتعلقة بـ متحور كورونا الجديد.

8- رفع درجة الاستعدادات بالحجر الصحي في جميع المنافذ الجوية والبرية والبحرية.