أسعار البُن ترتفع «النصف» في 2021.. ومستوردون: الجفاف السبب
سجّلت أسعار البن، ارتفاعاً بحدود 50 في المئة، منذ بداية العام الجاري، ويعود السبب إلى تأثر الدول المنتجة له مثل البرازيل - أكبر مصدري القهوة حول العالم - بموجة الصقيع التي ضربت أشجار البن مما انعكس على الإنتاج السنوي لها، في حين زادت قيود الشحن العالمية من أعباء حصول الدول المستوردة على حبوب البن.
واستبعد تجار ومستوردون - في تصريحات إلى «مستقبل وطن نيوز» - تأثر توريد السلعة إلى مصر، حيث يقبل قطاع كبير من المستهلكين على القهوة بأنواعها، على الرغم من الارتفاعات الكبيرة في سعر البن عالمياً، وزيادة نبرة التشاؤم من تراجع الإنتاج العالمي، وتأثر السوق المحلي بتلك الارتفاعات بنسبة 50 في المئة، مؤكدين أن الإقبال لايزال مستمراً، خاصة من فئة الشباب، الأكثر استهلاكاً.
الأزمة تستمر سنوات بعد تضرر أشجار البُن
وتعود جذور ارتفاعات البن إلى البرازيل، المورد الرئيسي لحبوب «أرابيكا» في العالم، التي تأثرت بموجات الجفاف مما ألحق الدمار بالمحاصيل، الأمر الذي اضطر المزارعين إلى إزالة الأشجار المتضررة بشدة، وسوف تستغرق النباتات المزروعة حديثًا عدة سنوات لتنمو، علاوة على ذلك، فهم يواجهون أيضًا ارتفاع تكاليف الأسمدة ونقص العمالة، بحسب تجار ومستوردون، تحدثوا لـ«مستقبل وطن نيوز».
وارتفعت أسعار حبوب أرابيكا بنحو 80 في المئة، هذا العام، بينما لا يزال الباحثون والمحللون منشغلين بمسح بقايا محصول البن البرازيلي المتضرر، فإن الأنباء الواردة من هناك حتى الآن غير مشجعة.
وبدوره قال حسن فوزي، رئيس شعبة البن بالغرفة التجارية بالقاهرة، إن الأسعار المحلية للقهوة تأثرت بسبب ارتفاع أسعار البترول عالميًا، مشيرًا إلى أن ذلك وأسباب أخرى مناخية تسببت في قلة الإنتاج.
البرازيل وحدها تنتج «ثُلث» إنتاج العالم من البُن
وتعتبر القهوة ثاني أكبر سلعة تجارية في العالم بعد النفط، حيث يتم استهلاك حوالى نصف تريليون كوب سنويًا، كما أنه يوفر مادة الكافيين للمشروبات (الكولا)، والمستحضرات الصيدلانية، ومستحضرات التجميل.
وأضاف فوزي - في تصريحات إلى «مستقبل وطن نيوز» - أن أسعار البن العالمية تسببت في رفع الأسعار محلياً إلى نحو 50 في المئة، منذ بداية العام الجاري، مؤكدًا أن إنتاج البرازيل يقدر بـ30 في المئة، من إجمالي الإنتاج العالمي.
وتحتل مصر المرتبة الخامسة بين الدول العربية، كأكبر الدول المستهلكة للقهوة، حيث بلغ حجم استهلاك المصريين من القهوة خلال العام المالى 2019/2020 نحو 38.82 ألف طن فى مقابل 38.58 ألف طن خلال 2018/2019 بنمو 0.6 في المئة، وفقا لإحصائيات منظمة القهوة ICO.
وأشار فوزي، إلى أن من بين أسباب رفع سعر البن، موجة الصقيع التي ضربت البرازيل خلال الموسم الزراعي الماضي، الأمر الذي أدى لإحداث أضرار كبيرة جدًا في ثمار الأشجار، والتي تحتاج إلى 6 سنوات أخرى حتى تعود للإنتاج كما كانت عليه في السابق.
مزاج المصريين لن يتعكر لوجود موردين آخرين
وأوضح رئيس شعبة البن بالغرفة التجارية بالقاهرة، أن فيتنام من بين أحد أهم مصدري البن حول العالم، والتي خفضت تصدير محصولها بصورة كبيرة جدًا، منذ أزمة كورونا، الأمر الذي أدى لارتفاع الأسعار العالمية من محصول البن.
من ناحيته، استبعد محمد نظمى نائب رئيس شعبة البن بغرفة القاهرة التجارية - في تصريحات إلى «مستقبل وطن نيوز» - أن تشُح السلعة في السوق المحلى، بالرغم من الارتفاعات المتتالية له عالمياً، منوها بأن «مزاج المصريين لن يتعكر لوجود موردين آخرين».
وزاد إقبال المستهلك المصري في السنوات الأخيرة على مشروبات البن وأنواعه حيث تغير نمط استهلاكه من الاعتماد فقط على الشاي كمشروب رئيسي إلى تناول قهوة بندق ونسكافيه والكابتشينو.
ومن جهته، قال عفت صلاح، نائب رئيس شعبة المقاهي بغرفة تجارة الإسكندرية، إن هناك اقبالاً كبيراً على طلب القهوة من جانب الزبائن.
وذكر صلاح - في تصريحات إلى «مستقبل وطن نيوز» - أنه لم يلمس أي نقص أو شُح للسلعة في السوق.
وتستورد مصر البن، من عدة دول هي البرازيل والهند وإندونيسيا وفيتنام وكولومبيا، ويبلغ حجم استهلاكها من القهوة قرابة 60 ألف طن سنوياً.