استثمارات إماراتية جديدة تتدفق على قطاع العقارات.. وخبراء: يعكس جاذبية السوق المصري

حصل تحالف حكومي إماراتي يضم شركتي الدار العقارية، وإيه دي كيو القابضة، على موافقة الهيئة العامة للرقابة المالية، على عرض الشراء المقدم، للاستحواذ على 90% من أسهم شركة السادس من أكتوبر للتنمية والاستثمار – سوديك، في صفقة قيمتها 6.4 مليار جنيه، تعزز الثقة في السوق العقارية المصرية.

العرض الإماراتي، تضمن شراء عدد 320.6 مليون سهم بنسبة 90% من رأس مال شركة السادس من أكتوبر للتنمية والاستثمار-سوديك- وبسعر نقدي يبلغ 20 جنيه للسهم، وبحد أدنى للتنفيذ 51% من أسهم الشركة المستهدفة بالعرض؛ وذلك وفقًا لأحكام الباب الثاني عشر من اللائحة التنفيذية لقانون سوق رأس المال رقم 95 لسنة 1992.

وقال خبراء ومطورون عقاريون -في تصريحات إلى «مستقبل وطن نيوز»- أن شهية المستثمرين الأجانب مفتوحة حيال السوق المصري بشكل عام، وقطاع العقارات بشكل خاص، في ضوء ما يلقاه هذا القطاع من أولوية لدى متخذي القرار، وتحقيقه عوائد مجزية للشركات.

دخول استثمارات جديدة وتدفق لرؤوس الأموال إلى القطاع

وأوضح الخبير والمطور العقاري، بسام الفقي، في تصريحات إلى «مستقبل وطن نيوز» أن السوق العقارية شهدت إقبالا كبيرا الفترة الماضية؛ خاصة من قبل المستثمرين الأجانب؛ بالإضافة إلى دخول عدد من المستثمرين العرب إلى السوق، وهو ما يؤشر على دخول استثمارات جديدة وتدفق لرؤوس الأموال إلى القطاع، بالنظر إلى معدلات النمو المرتفعة التي حققها الفترة الماضية.

وحسب مستندات الصفقة، التي حصل عليها «مستقبل وطن نيوز»، فإن متوسط سعر الإقفال في البورصة المصرية للشركة المستهدفة بالعرض بلغ 16.74 جنيه للسهم الواحد؛ وذلك خلال الشهور الستة الماضية على تاريخ عرض الشراء؛ بينما تبلغ قيمة الصفقة 6.4 مليار جنيه، ومن المتوقع حسم الصفقة بالرفض أو القبول خلال 10 أيام.

السوق منظم بتشريعات وقرارات حكومية داعمة للشركات

وأضاف الفقي، أن السوق يتميز بأنه سوق منظم؛ خاصة بعد صدور العديد من التشريعات والقرارات التي تنظم عمل الشركات، وتفتح المجال لجذب الاستثمارات بما تتضمنه من حوافز وتيسيرات، موضحا أن مشروعات مثل العاصمة الإدارية الجديدة، والعلمين الجديدة، جعلت من السوق وجهة مفضلة للاستثمار؛ خاصة من قبل المستثمرين الإماراتيين.

وتشير مستندات الصفقة، إلى أن الاستحواذ يأتي في إطار استراتيجية التحالف الإماراتي للاستثمار في سوق العقارات المصرية، وأن التحالف يدرس فرص الاستحواذ على قطع أراضي، بعد الاستحواذ المستهدف بحق شركة سوديك، والتوصل إلى اتفاقات نهائية بشأن الفرص الاستثمارية الأخرى.

وأوضح الخبير والمطور العقاري، أن صفقة «سوديك» تؤشر على اهتمام خليجي بتعزيز التواجد في السوق العقارية المصرية، وأنها تحمل رسالة قوية بجاذبية هذه السوق، بالإضافة إلى قدرة هذه الاستثمارات على خلق فرص عمل جديدة ودفع النمو بالقطاع بشكل عام الفترة المقبلة.

سباق استثماري على العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة

وحققت شركة السادس من أكتوبر للتنمية والاستثمار (سوديك)، خلال التسعة أشهر الأولى من 2020، صافي ربح بلغ 537.84 مليون جنيه خلال الفترة المنتهية في سبتمبر الماضي، مقابل أرباح بلغت 506.09 مليون جنيه خلال نفس الفترة من العام السابق له، مع الأخذ في الاعتبار حقوق الأقلية، وتراجعت إيرادات الشركة خلال التسعة أشهر الأولى من عام 2020 لتصل إلى 3.15 مليار جنيه مقابل 3.4 مليار جنيه، خلال نفس الفترة من العام السابق له.

واتفق علاء صليب، خبير التسويق العقاري، مع ما ذهب إليه الخبير العقاري بسام الفقي، وأضاف في تصريحات إلى «مستقبل وطن نيوز» أن العاصمة الإدارية الجديدة كمثال شهدت الفترة الماضية إقبالا استثماريا كبيرا؛ خاصة من منطقة الخليج العربي، حيث يلمس الجميع حجم ما تشهده المدن الجديدة من مشروعات في قطاع التشييد والبناء، بالإضافة إلى الدعم الحكومي الذي يلقاه القطاع، باعتباره فرس رهان الاقتصاد المصري.

قطاع داعم لنمو الاقتصاد ويساهم بـ51.9% من الناتج الإجمالي

ويعتبر قطاع التشييد والبناء في مصر من القطاعات كثيفة العمالة، والدافع لنمو الاقتصاد المصري، ويساهم القطاع بـ51.9% فى الناتج المحلي الإجمالي، إلى جانب 3 قطاعات أخرى هي تجارة التجزئة، والزراعة، والصناعة، حسب بيانات وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية لأول 9 أشهر من العام المالي الماضي.

ويترقب السوق العقارى خلال الأيام المقبلة، آليات عمل جديدة، بعد التوجيهات الرئاسية الأخيرة بعدم الإعلان عن تسويق أي مشروعات عقارية إلا بعد الانتهاء من تنفيذ 30% من المشروع، وسط توقعات بعودة السوق للعمل بأسعار 2020، على الرغم من ارتفاع أسعار مواد البناء؛ وذلك بسبب المخزون العقارى والركود.