رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

المولد النبوي الشريف .. تاريخ من إبداع المصريين في حب النبي محمد

نشر
مظاهر الاحتفال بالمولد
مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي

المولد النبوي الشريف من المناسبات التي ينتظرها المصريون من عام لآخر، الأعلام الملونة ترفرف في الشوارع، والحلوى تصطف على جانبي الطريق تنادي على الأطفال، والعرائس تقف سعيدة، ضاحكة، تمد أياديها الصغيرة لتصافح البنات، والناس يهنئون بعضهم البعض بـ المولد النبوي الشريف، طيلة شهر ربيع الأول الذي ولد فيه المصطفى صلى الله عليه، الجميع يشعر بالفرحة ماعدا حفنة من المتشددين كلما هل علينا المولد بروائحه الطيبة يطلقون فتاويهم الشاذة بتحريمه. 

مظاهر الاحتفال بالمولد لنبوي

يحاول أصحاب الأفكار المتطرفة إيذاء مشاعر المسلمين، وتكدير صفوهم، وإطفاء بهجتهم بـ المولد النبوي الشريف، إلا أنهم دائما يفشلون في أهدافهم، ولا يجدون من يستمع إليهم، أو حتى يناقشهم في مقعتقداتهم المضللة. 

احتفالات الطرق الصوفية بالمولد النبوي

دار الإفتاء تقف لهم بالمرصاد كل عام، وهي تؤكد أن الاحتفالُ بـ المولد النبوي الشريف مِن أفضل الأعمال وأعظم القربات؛ لأنه تعبير عن الفرح والحب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو أصل من أصول الإيمان؛ فقد صح عنه أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا يُؤمِنُ أَحَدُكم حتى أَكُونَ أَحَبَّ إليه مِن والِدِه ووَلَدِه والنَّاسِ أَجمَعِينَ" رواه البخاري، كما أنه صلى الله عليه وآله وسلم قد سنَّ لنا جنس الشُكرِ لله تعالى على مِيلاده الشريف؛ فكان يَصومُ يومَ الإثنينِ ويقول: «ذلكَ يَومٌ وُلِدتُ فيه» رواه مسلم.

تاريخ الاحتفال بـ المولد النبوي الشريف

بدأ الاحتفال بـ المولد النبوي الشريف في مصر منذ العصر الفاطمي كان هناك نوعان من الاحتفال بـ المولد النبوي الشريف أحدهما رسمي في قصر الخليفة يتم من خلاله إلقاء الخطب، أما الاحتفال الآخر فهو شعبي حيث يتبادل أهالي مصر توزيع الحلوى، وخاصة على الفقراء من الناس.

وكان السلطان صلاح الدين الأيوبي كان يقدر يوم المولد النبوي الشريف تقديرا عظيما ويصرف عليه أموالا طائلة سواء على الاحتفالات التي تنتشر في شوارع القاهرة بالطبول أو على الموائد التي يقيمها من اجل الفقراء وفيها ما لذ وطاب من الطعام اختفاء بالمولد.

حلوى المولد 

وفي عصر محمد علي والولاة من بعده والذي كان الاحتفال بيوم المولد النبوي الشريف يهتم ببهجة الناس وإقامة المراجيح في الشوارع، حلقات الذكر وسرادقات المشايخ والدراويش والاستماع إلى الرواه والشعراء، حيث يستمر الاحتفال في ذلك اليوم حتى الساعات الأولى من الصباح. 

حتى حين جاء نابليون بونابرت إلى مصر محتلا، ووجد أن الشعب يرفضه، حاول التقرب إليهم بإحياء المولد النبوي وهو ما ذكره الجبرتي في كتابه "مظهر التقديس بزوال دولة الفرنسيس".

الاحتفال بالمولد النبوي في الأحياء الشعبية 

والاحتفال بالمولد النبوي الشريف يقرب الصغار من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وإحياء سنته، وذكر محاسنه، والتقرب إلى الله تعالى بالأعمال الصالحةـ، وصلة الرحم بين الأهل والأقارب.

أما مظاهر الاحتفال بـ المولد النبوي الشريف في مصر وخاصة في الأحياء الشعبية تنشر البهجة والمودة بين الناس، وفيه يتذكرون ماذا كان يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم فيثتدون به في هذا اليوم المبارك.

وقال الشيخ الشعرواي حول الاحتفال بـ المولد النبوي الشريف " من يحرم أي ذكر في أي وقت هو من يجب عليه أن يأتي بدليل التحريم وليس بدليل المشروعية مؤكدًا أن "الأصل في الشيء هو الحل".

وأضاف: إن الأصل في الأشياء الإباحة، ونحن في حاجة إلى أن نبتهج ونفرح ونتذكر تاريحنا الإسلامي الحافل بالأحداث العظيمة سواء كان ذلك أن نحتفل بالمولد النبوي أو الهجرة أو غير ذلك من الأحداث، حتى نزيح الهموم عن قلوب الناس، وندخل السرور إليهم في تلك الأيام الطيبة. 

عاجل