جوتيريش يدعو المجتمع الدولي إلى وقف تمويل سفك الدماء في السودان

أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، أن الشراكة بين الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة أصبحت أقوى من أي وقت مضى، مشيرًا خلال كلمته أمام قمة الاتحاد الإفريقي إلى أبرز التحديات التي تواجه القارة، وفي مقدمتها الوضع في السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وأزمة المناخ، والتطورات في مجال الذكاء الاصطناعي.
إفريقيا ضحية للاستعمار وتحتاج لتمثيل عادل في مجلس الأمن
وأوضح جوتيريش أن إفريقيا لا تزال ضحية لظلمين تاريخيين هائلين، أولهما الإرث العميق للاستعمار وتجارة الرقيق، حيث تمتد آثار الاستعمار عبر القرون، لكن تداعياته لا تزال تؤثر على الأفارقة حتى اليوم، ورأى أن إنهاء الاستعمار لم يكن كافيًا، بل حان الوقت لوضع أطر للعدالة التعويضية.
أما الظلم الثاني، فيتمثل في أن إفريقيا كانت تحت السيطرة الاستعمارية عندما تأسس النظام متعدد الأطراف الحالي، ولا يزال هذا التهميش قائمًا حتى اليوم، مشيرًا إلى أنه لا يوجد أي مبرر لعدم حصول إفريقيا على تمثيل دائم في مجلس الأمن الدولي في القرن الحادي والعشرين، مؤكدًا أن تصحيح هذا الخلل التاريخي ضروري لمواجهة التحديات الحالية، معلنًا استمراره في العمل مع الاتحاد الأفريقي والدول الأعضاء لضمان منح إفريقيا مقعدين دائمين في مجلس الأمن.
كما شدد على ضرورة إصلاح النظام المالي العالمي، مضيفًا: "سنواصل الضغط من أجل نظام مالي دولي أكثر عدالة، يعكس احتياجات أفريقيا بدلًا من كونه نظامًا قديمًا مختلًا".
دعوة لوقف تمويل الصراع في السودان وتجنب التصعيد في الكونغو
تطرق جوتيريش إلى الأزمات الأمنية والإنسانية في إفريقيا، مؤكدًا أن السودان يواجه أكبر أزمة نزوح ومجاعة في العالم، داعيًا إلى وقف الأعمال العدائية فورًا مع اقتراب شهر رمضان المبارك، مطالبًا المجتمع الدولي بالتوحد لوقف تدفق الأسلحة وتمويل الصراع في السودان، مشددًا على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة.
وفيما يخص جمهورية الكونغو الديمقراطية، حذر الأمين العام من أن القتال المستعر في جنوب كيفو نتيجة لهجوم حركة 23 مارس يهدد بزعزعة استقرار المنطقة بالكامل، مشددًا على أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة، ويجب العمل على منع أي تصعيد إقليمي.
إصلاح الاقتصاد وتحقيق العدالة المناخية
أكد جوتيريش أن أفريقيا يجب أن تكون في قلب أجندة التنمية المستدامة لعام 2030، وأجندة الاتحاد الأفريقي 2063، موضحًا أن الدول الأفريقية تدفع معدلات فائدة أعلى بثماني مرات مما تدفعه الدول المتقدمة عند الاقتراض، مما يضعها تحت عبء ديون هائل، حيث تواجه عشرون دولة أفريقية خطر الإفلاس.
كما تناول أزمة المناخ، موضحًا أن القارة تدفع ثمن الكوارث المناخية رغم مساهمتها الضئيلة في تغير المناخ. وأشار إلى أن الفيضانات والجفاف وارتفاع درجات الحرارة تؤثر بشدة على الحياة والاقتصاد في أفريقيا، مؤكدًا أن العدالة المناخية تتطلب استثمارًا عالميًا ضخمًا في التكيف مع آثار تغير المناخ.
التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في أفريقيا
فيما يخص التكنولوجيا الحديثة، شدد جوتيريش على الحاجة إلى إجراءات عاجلة لضمان استفادة أفريقيا من الثورة التكنولوجية، مشيرًا إلى أن ثلثي سكان القارة لا يتمتعون بإمكانية موثوقة للوصول إلى الإنترنت. وأكد أن المجتمع الدولي لديه مسؤولية تاريخية لضمان أن الذكاء الاصطناعي يفيد البشرية جمعاء، وليس فقط الدول والشركات الكبرى.
واختتم جوتيريش كلمته بالتأكيد على أن إفريقيا لديها إمكانات هائلة يجب استثمارها من خلال شراكة عادلة مع المجتمع الدولي، داعيًا إلى تحقيق العدالة في التمثيل الدولي، وتوفير الدعم اللازم للتنمية والاستقرار في القارة.