بعد تكليف أول رئيسة وزراء لتونس.. مراقبون: خطوة أولى لتنفيذ خريطة الطريق
أثار اختيار الرئيس التونسي قيس سعيد، نجلاء بودن كأول امرأة في تاريخ البلاد والوطن العربي رئيسة الحكومة ردود فعل محلية ودولية إيجابية، خاصة وأن هذا الاختيار يأتي في ظل توقيت حساس لما تعيشه البلاد من أزمة اقتصادية وسياسية؛ ما جعل المراقبون يرون في الحكومة المرتقبة حكومة "المهام الصعبة".
وترى بثينة كرديس، المحللة السياسية، أحد أعضاء الحملة الرئاسية للرئيس قيس سعيد، أن تعيين “بودن” قوبل بترحاب شديد وحالة من الفرح على مستوى الشعب التونسي كأول امرأة في تاريخ البلاد تتولى هذا المنصب، مشيرة إلى أن ذلك يعد رسالة إيجابية خاصة بعد التأخر الذي لمسناه في الإعلان عن رئيس الحكومة وانتظار الشعب لهذا الإعلان طويلا، موضحة أن هذا التعيين يعد خطوة أولى لتنفيذ خريطة الطريق للخروج بالبلاد من أزمتها.
وقالت كرديس -إن هذا التعيين يعد رسالة إيجابية للداخل والخارج فهذا الحدث هو حدث تاريخي حيث إن هذه هي المرة الأولى في تاريخ تونس والعالم العربي التي يتم فيها تعيين امرأة على رأس الحكومة التونسية، موضحة أن هذا التعيين لم يحدث اعتباطا؛ إذ إن نجلاء بودن تعد سيدة أكاديمية جامعية وهذه أيضا رسالة أن فئة الأكاديميين والجامعيين يستطيعون أن يغادروا أسوار الجامعة ويستطيعون أن يشاركوا في الحياة السياسية وهي كذلك تعد رسالة فحواها أن المرأة قادرة على إنقاذ الدولة وقيادة هذه الفترة الحرجة من تاريخ البلاد.
وأضافت كرديس، أن وقع هذا التعيين سيكون إيجابيا على المستوى الدولي، وأتوقع أن يكون هناك دعما دوليا لهذه الحكومة لإنجاحها والأخذ بيدها للخروج بالبلاد من الأزمة الحالية.
ولفتت إلى أن الخطوط العريضة للحكومة الجديدة واضحة وصريحة وعلى رأس أولوياتها محاربة الفساد، وتلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين المتعلقة بالحقوق الطبيعية فيما يتعلق بالنقل والصحة والتعليم.
وأضافت أن رئيسة الحكومة نجلاء بودن، ستقوم بتعيين أعضاء حكومة قادرين على انتشال البلاد من الأزمة الاقتصادية ودفعها للأمام، مشيرة إلى أننا حاليا نعيش في فترة تدابير استثنائية وأن الحكومة الجديدة لن تكون في حاجة إلى نيل الثقة من البرلمان؛ خاصة أنه مجمد الأنشطة بقرار من رئيس الجمهورية قيس سعيد، لافتة إلى أنه بمجرد الإعلان عن التشكيل الحكومي بالكامل سيباشر الوزراء الجدد مهام عملهم في الحال.
من جانبه، أعرب الأمين العام المساعد للاتحاد التونسي للشغل، سمير بن الشفي، عن ارتياح أعضاء الاتحاد لتكليف نجلاء بودن بمهام رئيسة الوزراء وهي أول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ البلاد وهو ما يعد في حد ذاته أمرا إيجابيا حتى وإن تعطلت العملية نسبيا قليلا.
وقال الشفي، إن هذا الأمر فيه رسالة إيجابية جدا خاصة للمرأة التونسية بأنها قادرة على تحمل المسئوليات وجديرة بالثقة.
من جانبه، قال الباحث السياسي التونسي أبوبكر الصغير، إنه من المعروف تاريخيا أن للنساء في تونس دور إيجابي كبير حتى في أحلك الظروف التي تمر بها البلاد، فحتى أن مدينة مثل مدينة قرطاج التاريخية أسستها امرأة وهي الملكة "أليسار"، موضحا أن روح التنوير والحداثة في تونس تأسست على يد نساء تونسيات مصلحات.
وأشار الصغير -إلى أن المجتمع المدني التونسي يعمل في القلب منه نساء تونسيات مناضلات،: أرى أنها حكمة بالغة من الرئيس قيس سعيد أن يختار امرأة لقيادة الحكومة الجديدة خاصة في هذا التوقيت الحساس من عمر البلاد الأمر الذي له مردود إيجابي داخليا على الشعب التونسي وحتى خارجيا بالنسبة للمجتمع الدولي، حيث إنها المرة الأولى التي يتم فيها تعيين امرأة بمنصب رئيس وزراء في بلد عربي مسلم ما يعد أمرا إيجابيا.
وأضاف الصغير أن نجلاء بودن تجمعها علاقات قوية بالمؤسسات الدولية لا سيما الاقتصادية والمالية منها وهو ما تحتاجه تونس في هذه المرحلة بالغة الحساسية، ومنها على سبيل المثال المنظمة الفرانكفونية التي تعاونت معاها السيدة بودن في ميادين الأبحاث والدراسات.
وقال الصغير، إن اختيار امرأة بلا انتماء سياسي أو حزبي هو أمر جيد لهذه المرحلة لأنه إذا كان الأمر عكس ذلك لدخلنا في صدامات حزبية وسياسية الأمر الذي نحن في غنى عنه تماما في هذه المرحلة.
وأضاف أن نجلاء بودن، معروف عنها أنها امرأة حداثية ومتنورة ومن المتوقع أن تقود فريقا من الوزراء سيكون شغلهم الشاغل فيما هو قادم هو إصلاح اقتصاد البلاد، وتحسين مستوى معيشة المواطنين التونسيين.
