"فاينانشيال تايمز": متغير "دلتا" يشكل تهديدًا متزايدًا للانتعاش الاقتصادي العالمي
اعتبرت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، في عددها الصادر اليوم السبت، أن تفشي متغير دلتا المُتحور عن فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في العديد من دول العالم أصبح يشكل تهديداً متزايداً على الانتعاش الاقتصادي العالمي.
وأكدت الصحيفة - في مستهل تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني حول هذا الشأن - أنه على الرغم من تأكيدات دول كبيرة مثل المملكة المتحدة؛ حيث وصلت معدلات الإصابة بمتغير "دلتا" إلى أعلى مستوى أسبوعي لها منذ نهاية فبراير الماضي، بأن نجاح برامج التطعيم ساهم في خفض معدلات دخول المستشفيات والوفيات، إلا أن القلق يتزايد على المستويين الطبي والحكومي.
وقال أحد مسئولي الصحة العامة في لندن "إن دلتا أكثر عدوى بكثير، بل أنه يستهدف الأشخاص غير المحصنين بشكل كافٍ ليصيبهم"، فيما أظهر بحث جديد نُشر اليوم أن المتغير يعدي بشكل خاص في المراحل المبكرة من المرض.
وسلطت الصحيفة الضوء على مخاوف من احتمالية أن يفقد الانتعاش الاقتصادي في المملكة المتحدة زخمه، بعدما نمت السلع والخدمات بشكل أقل من المتوقع في شهر مايو الماضي، بسبب نقص الأنشطة في قطاعات مثل إنتاج السيارات، فضلا عن أن ضمان الدولة بدعم جميع الفئات الضعيفة في المجتمع أصبح معرضًا للخطر، حسبما قالت العديد من المصادر، مع محاولات الحكومة للسيطرة على الإنفاق الوبائي، لاسيما بعد أن فقد ما يقرب من 800 ألف شخص وظائفهم العام الماضي بزيادة ربع مليون عن التقديرات الرسمية السابقة بسبب الوباء.
وفي محاولة للاستجابة، أعلنت شركات الأدوية العالمية تكثيف جهودها لوقف تفشي متغير "دلتا"، ومن المقرر أن تبدأ شركتا "فايزر" و"بيونتيك" تجارب سريرية في الشهر المقبل على أول لقاح يتم تصنيعه خصيصًا لمتغير "دلتا".
في غضون ذلك، أبرزت الصحيفة أن متغير "دلتا" أجبر العديد من الحكومات من سول إلى سيدني إلى فرض عمليات إغلاق جديدة، وتزايدت الوفيات المرتبطة به في إندونيسيا، حيث كان برنامج التطعيم، الذي اعتمد على شركة "سينوفاك" الصينية، بطيئًا وغير فعال.
أما في اليابان، فقد أعلنت الحكومة هناك عن إقامة دورة الألعاب الأوليمبية في طوكيو بدون جمهور، وذلك بعد أن أعلنت السلطات حالة الطوارئ الرابعة في العاصمة التي وصل فيها عدد الحالات إلى أعلى مستوى منذ منتصف مايو الماضي، بنحو جعل السباق الأهم في العاصمة اليابانية الآن ليس بين الرياضيين، ولكن بين اللقاحات ومتغيرات "كورونا"؛ حسبما قالت الصحيفة.