حوار|عمر الشناوي: الضابط عبدالله شخصية حقيقية وتلقيت تهديدات بسببه.. وجدي تمنى أكمل مسيرته
لفت الفنان عمر الشناوي، الأنظار إليه في مسلسل "الاختيار 2" الذي يشارك من خلاله مع الفنان كريم عبد العزيز، والفنان أحمد مكي، في السباق الرمضاني الحالي 2021، من خلال شخصية الضابط عبد الله، على الرغم من مشاهده القليلة بالأحداث.
وخلال السطور التالية يحاور "مستقبل وطن نيوز" الفنان عمر الشناوي، ونكشف كواليس تعاونه مع الفنانان كريم عبد العزيز، وأحمد مكي في الاختيار 2، وأمور أخرى تتعلق بحياته الفنية والشخصية.
*بدايةً.. كيف جاء ترشيحك في مسلسل الاختيار 2؟
"المخرج بيتر ميمي تواصل معي في الهاتف، وكانوا بدأوا بالفعل تصوير المسلسل، وقال لي أنه يريدني معه في دور ضابط بقوات إنقاذ رهائن بمسلسل الاختيار 2، وهتكون ضابط بدقن وشعر طويل فمتحلقش، وهتعمل 4 عمليات مع الفنان أحمد مكي والفنان كريم عبد العزيز، فوافقت فورً"ا.
*هل شخصية الضابط عبد الله حقيقية أم من الشخصيات المضافة للسياق الدرامي بالمسلسل؟
هو شخصية حقيقية، ولكن اسمه ليس عبد الله في الحقيقة.
*وهل رأيته وعرفت منه جانب شخصيته في الأحداث؟
نعم فأنا كنت أتدرب معه شخصيًا، ولم يتركني خلال أيام التصوير، وكنت بعد الانتهاء من كل مشهد لابد أن أخذ رأيه.
*وكيف جهزت للشخصية معه؟
في الحقيقة لم نعمل على تجهيز الشخصية من الجانب الإنساني؛ لأن ذلك غير مطروحًا بالنسبة له في الأحداث، ولكنني تدربت معه على وجهة نظر الشغل، وكيفية تنفيذه للعمليات، وتدريب تحركات، ومسك السلاح، كيفية التصرف عندما يأخذ ساتر من إطلاق النار، التعامل مع شخص يراقبه.
*ما هو أكثر دور أعجبك في الجزء الثاني من الاختيار؟
كل الأدوار في المسلسل عجبتني جدًا، ولكنني أتمنى تقديم شخصية إرهابي أو دور مختلف عن الضابط؛ لأنني لا أعرف لماذا يتم حصري في شخصية الضابط، حتى أنني لا أستطيع الخروج منه.
*ولماذا طلب منك بيتر ميمي عدم حلق ذقنك وشعرك؟
لأن الضابط الحقيقي كان كذلك، حتى أنه في العملية التي شاركت بها بالحلقة 23 أو 24، حكى لي أنه فيها كان شعره طويل جدًا، ويربطه على طريقة الـ "بوني تيل"، وهذا لأن هؤلاء الضباط لابد أن يدخلوا وسط الناس دون أن يعرفوا بأنهم ضباط، فلذلك يتخفون بأي طريقة ممكنة حتى يظهروا بشكل طبيعي ولا يتم التعرف عليهم.
*وما هي الصعوبات التي واجهتك خلال تصوير المسلسل؟
الصعوبات كانت في اليومين الخاصين بتصوير فض اعتصام رابعة؛ وذلك لأننا كنا نصور بالتجهيزات الحقيقة لدى الضباط، "فيست" وزنه 16 كيلو" السلاح بين 5 أو 6 كيلو، الزي بأكمله ثقيل جدًا، وكنا نقف للتصوير لمدة 12 ساعة، فنخرج من "الكراڤان" من الساعة 5 صباحًا، حتى الساعة 5 مساءً، وذلك لأننا جميعًا نصور مع بعضنا، الإرهابيين الذين يرمون الطوب على الضباط، والضباط يدخلون للاقتحام، في نفس الوقت التفجيرات التي كانت تحدث كلها حقيقية، بنار ودخان يخرج علينا.
فأنا انتهيت من التصوير ووجهي كله أسود "متهبب" ولم يكن ميك آب فكله حقيقي، ولذلك كنا نشعر أننا داخل الأحداث، وأنه هناك أحداث حقيقية تحدث، وليس الأمر تصويرًا فقط، حتى أنني شعرت في مرة بأنني إذا خرجت خارج العربية سأصيب بطلقة.
*ألم تشعر بالقلق أو الخوف من ردود الأفعال على حلقة فض اعتصام رابعة.. خصوصًا وأن هذه الأحداث مثيرة للجدل؟
لم أكن قلقًا نهائيًا، فبالتأكيد هناك بعض الناس كانوا متخوفين من الفكرة؛ لأنها في النهاية مواقف وأحداث تعايشناها، وأشخاص توفوا من الناحيتين، من بينهم الشهداء، وآخرين إرهابيين وإخوان، وكل البيوت في مصر اختلفوا على هذه الأحداث، حتى أنني شخصيًا في بيتي كان هناك مؤيدين وآخرين معارضين لما حدث؛ لأنهم يرون بأنه لابد من وجود حرية، وفي النهاية لم يكن يتخيل أحد ردود الأفعال، كيف ستكون، ولكن الحمدالله لم تحدث ردود أفعال سيئة، إلا قليلًا، يعني مش زي مكنت متخيل.
*وما هي أكثر ردود الأفعال التي وصلت إليك ولفتت انتباهك؟
كان دائمًا يرسل لي "الله عليك يا بطل"، فهم متخيلين بأنني أنا هذا البطل، ولكن هذا ليس حقيقيًا، فالبطل هو الشخصية الحقيقية، ففي النهاية أنا أؤدي دوره هو تمثيليًا.
*وكيف رأيت الدمج بين المشاهد الحقيقية والمشاهد الدرامية خلال أحداث المسلسل؟
عجبتني جدًا، خصوصًا وأن المسلسل عبارة عن نقل للواقع الذي حدث، من وجهة نظر كثيرًا منا لم يراها، كل ما يعرفونه ما رأوه ونقل على التليفزيون والأخبار فقط، فلذلك جذبني جدًا فكرة أنني رأيت جانب آخر مما حدث في هذه الفترة لم أكن أعرفه، وعندما يتم ربطه بالواقع أشعر أن التصوير كله واقعي، وبه مصداقية، ويؤكد على أن ذلك ليس من وحي الخيال.
*مثل الأعمال الوطنية والتي تكشف عن الكثير من الجرائم التي تحدث في البلد وتفضح الإرهاب أو المجرمين تصحبها بعض الأحيان تهديدات لصناع العمل من ممثلين ومخرج مؤلف.. فهل حدث معك ذلك؟
تلقيت تهديدات على "الانستجرام" كثيرًا، ولكن لا يطلق عليها تهديدات بالشكل الصريح، فمن الممكن أن نقول بأنها اتهامات، مثل "انت عدو الله.. الدم في إيديك"، ولكنني أعرف أشخاص في المسلسل تلقوا توعدات وتهديدات بشكل صريح.
*حدثني عن التعاون لأول مرة مع أحمد مكي، و كريم عبد العزيز؟
كريم ومكي لطاف جدًا، فأول مرة تقابلت فيها مع الفنان كريم عبد العزيز، كان يصور في بيت الزمالك، وكنت ذاهب للقاء الدكتور بيتر ميمي، للحديث عن الشخصية، وعندما دخلت تفاجأت بأنه وقف لي، وسلم عليَ، واتخضيت[M1] من تواضعه وقد إيه هو طيب، وبيحب الناس كلها، أما أحمد مكي، فالتقيت به خلال تصوير أحداث رابعة، وكنا مع بعضنا في الدربكة والضرب، وكنا نجلس مع بعضنا بين المشاهد، وكان لطيف جدًا في تعامله.
*هل كانت الكواليس بينكم بها أي طابع كوميدي؟
لا، لم تكن كوميدية نهائيًا؛ لأن المواقف والمشاهد كانت ثقيلة جدًا، وأغلب المشاهد التي جمعت بيننا أكشن، وطبيعة تصوير أيام الأكشن، تكون صعبة على صناع العمل جميعهم.
*كيف ترى دور المتحدة للخدمات الإعلامية في الفترة الأخيرة باهتمامها بالأعمال الوطنية؟ وهل نحن ما زلنا نحتاج إلى الكثير منها خلال الفترة المقبلة؟
نحن نحتاج إلى الأعمال الوطنية، لأننا عيشنا في فترات صعبة ومليئة بالأحداث المؤثرة، بدايةً من الثورة حتى فترة قصيرة، وكل هذه الفترة كانت بمثابة إرهاق وضغط نفسي للجميع، مما نتج عنها حالة من اليأس لدى الكثيرين من ظروف البلد، لذلك نحن نحتاج الآن لنرى ماذا حدث خلال هذه الفترات حتى نفهم ونقدر ما نمر به، ونرفع من معنوياتنا ولو قليلًا.
*من وجهة نظرك هل هذه الأعمال ستفيد الشباب؟
لا أحب فكرة المثالية، في أن الدراما من الممكن أن تفيد الشباب، ولكنها كل ما تفعله هي إعطاء وجهة نظر جديدة، تفتح رؤية من الممكن أن تكون مغيبة عن البعض، ومن الممكن أن يجد شابًا الموضوع جيدًا ويرى مثله الأعلى به فيريد أن يدخل ويكمل في هذه المنطقة، وآخر سيتناولها على أنها مجرد عمل درامي، ومن وجهة نظري أنها تجعلني أرى أمورًا حدثت بزاوية مختلفة، لمواقف أنا عيش فيها، ولكن لم أكن أعرف ماذا حدث بها بالضبط.
*ما هي المسلسلات التي تابعتها في السباق الرمضاني 2021؟
تابعت الكثير من المسلسلات في البداية، ولكن مع مرور الوقت لم يستمر معي سوى مسلسل لعبة نيوتن.
*هل تشارك في فيلم "موسى"؟
لا، إشاعة.
*إذًا أين أنت من السينما؟
لا توجد سينما الآن من الأساس، وأغلب الأفلام التي تخرج، تكون عبر المنصات الإلكترونية، ولا تعتبر سينما، حتى إذا تم التصوير فهذه الأعمال بتتحط في الدرج ومش بتطلع.
*وهل لديك أي عمل سينمائي في الدرج؟
لدي فيلم اسمه "الهجام"، انتهينا من تصويره منذ أكثر من سنة ونصف، تم تأجيله، ويشارك به معي، الفنانين: أحمد عبد الله محمود، ونهى عابدين، ومحسن محي الدين، ومحسن منصور، وأقدم فيه ابن شقيق محسن محي الدين، والفيلم يدور حول جريمة قتل تتسبب في دخولي بصراع مع أحمد عبد الله محمود، ونظل نطارد بعضنا طوال الأحداث.
*وهل هناك أي أعمال سينمائية غيره؟
أقرأ حاليًا فيلمين، وكنت رفضت قبل ذلك أكثر من عمل؛ لأنني في اختياراتي يكون "دمي تقيل شوية"؛ لأنني أحاول أن أختار دور أكون مقتنع به 100%، مش عاوز أعمل أي حاجة وخلاص.
*وماذا عن البطولات المطلقة؟
عرض على 3 أفلام بطولات مطلقة ورفضتهم؛ لأنني ليس هدفي تقديم بطولة مطلقة الآن، فهدفي تقديم عمل جيد حتى إذا شاركت فيه بشخصية صغيرة.
*هل ترى أن الفن رسالة؟
طبعًا، فمن الممكن أن يترك الفنان في أحد أثرًا، بجملة أو مشهد، يقتدي بها في حياته.
*وهل تبحث عن العالمية مثل ما يفعله الكثير من الفنانين مؤخرًا؟
ليست هدفًا بالنسبة لي، فهدفي هو تحقيق نجاح في بلدي الأول.
*هل جدك الفنان الراحل كمال الشناوي هو السبب في دخولك التمثيل؟
لا، فعلى العكس، أنا رأيت له في أحد المرات لقاء يتحدث فيه عن الممثلين، وأنهم عبارة عن شيء نادر من الصعب إيجاده بسهولة، فشعرت أنه يوجه لي هذه الرسالة وخوفت، فقولت أنني لن أستطيع أن أكون ممثلًا، حتى قبل أن يتوفى بفترة سألني أكثر من مرة "انت مش عاوز تمثل"، وأرد عليه: لا أنا مبسوط بالهندسة ومش عاوز أمثل، وقال لي في مرة: "انت الوحيد اللي بحسو أنا وأنا صغير ونفسي تكمل مسيرتي"، وعندما توفى بعدها بـ 7 سنوات قررت دخول التمثيل.
*إذا طلب منك تجسيد قصة حياته في عمل فني.. هل توافق؟
بالتأكيد أتمنى ذلك.
*السوشيال ميديا في حياة عمر الشناوي؟
أنا جيل الثمانينات، فلذلك السوشيال ميديا ظهرت وأنا في الجامعة، فلذلك لا أستطيع التواكب معها حتى الآن، وأرى أنها من الممكن أن تخلق ملل للجمهور من الممثل، لا أستطيع إنكار بأنها مؤثرة في الرأي العام، وتحرك الكثير من الأمور، ولكن أيضًا بها الكثير من الأمور غير المنطقية، مثل الهجوم على الكثير من الفنانين والإساءة إليهم بألفاظ خارجة من دون داعي وسبب.
