حكايات ميمي جمال قبل اعتزالها.. أبدعت في الدراما وتمنت تقديم «الأم» على طريقة صوفيا لورين

مشوار طويل من العطاء في عالم الفن والتمثيل يصل إلى 500 عمل بين المسرح والدراما والسينما، بدأت أولى خطواتها فيه وهي بعمر الـ 9، حينما ظهرت في فيلم "أقوى من الحب" عام 1953، بشخصية "الطفلة عائشة"، ووقفت أمام الفنانة شادية، والفنانة عماد حمدي، لتتابع بعدها هذا المشوار بتكريث حياتها له، وتميزت بحضورها القوي وحسها الاستثنائي، فقدمت الطفلة، والابنة، والأخت بكل ما تحتويه من مشاع، والأم في كل صورها، والزوجة أيضًا.

فهي المديرة، و"ناظرة المدرسة" في فيلم "عودة مدرسة المشاغبين"، و"الهانم" في "كريمة.. كريمة"، و"زمن عماد الدين"، و"أوراق مصرية"، وليلى زمانها جاية"، و"العالمة" في "درب العوالم"، و"السجانة" في "3 ساعات حرجة"، و"الخادمة" في "استقالة عالمة ذرة"، و"السكرتيرة" في "الراجل ده هيجنني"، و"الراقصة" في "الوديعة"، و"حب ودلع"، و"الفتاة اللعوب" في "الخطايا"، و"الخائنة" في حب وعذاب"، و"الطبيبة" في "اللص والكتاب"، و"الأرستقراطية" في "أوراق مصرية"، فهي أمينة مصطفى جمال، أو "ميمي جمال"، التي أعلنت أمس عن إنهاءها مشوارها الفني التي خاضته، واعتزالها عالم التمثيل نهائيًا.

ولدت ميمي لأب مصري وأم يونانية في 13 فبراير 1941، عملت في مسرح الفنانين المتحدين وفي فرق القطاع الخاص، وكانت إحدى نجمات مسرح "محمد نجم"، ومن أشهر أعمالها المسرحية "نمرة 2 يكسب"، و"عش المجانين"، و"دو ري مي فاصوليا"، و"المشاكس"، و"الدبابير"، و"فندق المجانين"، وغيرهم الكثير.

كما لمع نجم الفنانة ميمي جمال في عالم الدراما والتلفزيون، وهي الفئة التي عبرت دائمًا عن انتمائها إليها وشعورها برغبة في العمل إليها دائمًا على عكس السينما، ومن أشهر أعمالها الدرامية: "الكهف، والوهم والحب، وعطاء بلا حدود، وأهلا بالسكان، وبوابة الحلواني، وزواج بدون إزعاج، وعائلة الحاج متولي، والباطنية، وساكن قصادي، وشارع عبد العزيز، والإخوة الأعداء، والخفافيش، وكيد النسا، واللص والكتاب، والفريسة والصياد"، وغيرهم.

اشترطت ميمي جمال  عند دخولها لأي عمل جديد،  أن يكون الشخصية التي تقدمها جديدة عليها، ولها مدخل مختلف وجديد، حتى تستطيع التغيير، والظهور بشكل جديد أمام الجمهور، وكانت ترى بأنها ضيفة خفيفة على السينما؛ لأنها تجد نفسها على خشبة المسرح، والدراما التليفزيونية، خصوصًا الأخيرة التي ساهمت في تقديم أدوارها المتنوعة، وفي تصريح سابق لها قالت: "التليفزيون يقدر الفنان ويحافظ على مكانته".

تمنت طوال مسيرتها الفنية تقديم شخصية الأم على طريقة صوفيا لورين في فيلم "امرأتان"، والذي تدور أحداثه في إطار جميلة تتمثل في مأساة أم وابنتها الوحيدة، كما تمنت أن يكون هناك الكثير من الكتاب والمؤلفين الخاصين بالكوميديا؛ لأنه كان لونها المفضل، وناشدت كثيرًا بزيادة مساحة الأعمال الكوميدية على الشاشة الصغيرة، وقالت في تصريح لها: "كفانا دراما كئيبة ودموع الأعمال الكوميدية احنا بحاجة إليها كممثلين ومشاهدين"، موجهه بأننا من الممكن أن نقدم أعمال كوميدية هادفة يتعلق بها الجمهور وتحفل هدفًا ومضمونًا.

تزوجت ميمي جمال من ناظر الكوميديا الفنان حسن مصطفى، في 26 يونيو 1966 وأنجبت منه ابنتين نجلاء و نورا، واستمر زواجهما حتى وفاته عام 2015، وقررت الاعتزال بشكل مبدأي التمثيل بعد وفاته مباشرةً، مؤكدة أنها اكتفت بما قدمته خلال مشوارها الفني في عالم السينما والدراما والمسرح، لتأتي اليوم وتؤكد أيضًا على اعتزالها نهائيًا تاركة خلفها إرثًا فنيًا كبيرًا من الأعمال الهامة في تاريخ الفن المصري.