محظور داخل الدولة العبرية.. يهود يحتفلون بميلاد المسيح خارج إسرائيل
المسيح عند اليهود هو "مسيا" المخلص المُنتظر، قائد مُعَيَّن من قبل الله، وقد يكون ملكًا لإسرائيل لأنه يجب أن يخرج من صلب داود الملك، وهو الذي سيحكم الشعب اليهودي، ويوحد أسباط إسرائيل، ويعلن عن بدء العصر المسياني، الذي سيكون فيه العدل والسلام والحرية على الأرض بدون أي حروب أو جرائم أو فقر.
وحسب نظر اليهود من خلال التلمود والمدراش وغيره، فإن المسيا المنتظر سيأتي قبل 6000 عام من خلق العالم، ما يعني أن اليهود ينظرون إليه كرسول من الله، وملك يجعلهم فوق جميع الشعوب لكونهم شعب الله المُختار وفق معتقداتهم.
ورغم حظر الاحتفال بعيد ميلاد المسيح عند اليهود فهناك تقاليد نشأت في ثقافات يهود الشتات؛ خاصة المقيمين في بلاد غالبية أهلها من المسيحيين، كما وجدت قواعد في اليهودية الحسيدية تفرض عدم دراسة التوراة في ليلة عيد الميلاد, ويسمح بالقيام بأعمال أخرى غير دينية!
وينظر اليهود في دول غرب أوربا إلى عيد الميلاد نظرة معتدلة ويتواصلون مع المسيحيين من خلال علاقات ودية، فقد طور يهود ألمانيا، في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، تقليدًا أسموه "فاينوكا" وهى تسمية تخلط بين عيد الحنوكا اليهودي وعيد الميلاد المسيحي، باللغة الألمانية، واعتادوا في هذا العيد تزيين منازلهم بأشجار الصنوبر، وخبز المعجنات التقليدية للعيد، واستضافة أصدقاء غير يهود، وتقديم هدايا للأطفال.
وأقيمت احتفالات بهذه المناسبة داخل المعابد اليهودية كمعبد برلين، إلا أن تلك الطقوس المستحدثة لاقت نقدًا شديدًا من قبل المؤسسات الدينية اليهودية التي رأت فيها اختلاطًا يتعارض مع خطوط الديانة اليهودية العريضة, حيث فيها تشبه بالأغيار.
وانتقلت تقاليد عيد الميلاد بين يهود الشتات من ألمانيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وهناك يسمى الاحتفال "كريسموكا" (والكلمة تركيب اصطلاحي بالإنجليزية يمزج بين كلمتي كريسماس وحانوكا).
وتحتفل به بعض الأسر اليهودية بأمريكا خاصة تلك الأسر التي يكون أحد الوالدين فيها غير يهودي، ويحرصون على اقتناء شجرة مزينة داخل المنزل, وهكذا يكون الاحتفال بعيد ميلاد المسيح لدى أسر الزواج المختلط، في حين هناك يهود أمريكيون يوجهون نقدًا للاهتمام بعيد الميلاد من قبل بعض اليهود.
والأمر نفسه في روسيا التي توارث اليهود فيها تقاليد الاحتفال بعيد الميلاد مع المسيحيين في كبرى الميادين الروسية، ما جعل المهاجرين الروس يواجهون نقدًا شديدًا باتباعهم لهذه التقاليد المستحدثة في إسرائيل، التي تصطدم أحيانًا بنظرات المتشددين التي تستقبح هذه البدع، وتعتبرها ابتعادًا عن التقاليد اليهودية وبناء قيم مسيحية.
أما في إسرائيل فلا تقيم الحكومة أية احتفالات أو علامات زينة لعيد الميلاد، في الوقت الذي يتم التركيز على الاحتفال وطقوسه في الأحياء المسيحية كالحي المسيحي بالقدس, والمستوطنة الألمانية بحيفا، ومدينة الناصرة حيث تزدان تلك الأماكن بأشجار السرو أو الصنوبر تلفها أضواء ملونة.
وتحظر الحاخامية الرئيسية بإسرائيل على جميع المحلات والمتاجر الحاصلة على شهادة مزاولة تعليق أو وضع أي شيء يخص عيد الميلاد أو أشجار الصنوبر، ولا يجوز للفنادق التي تستضيف مسيحيين؛ خاصة منهم الرهبان القادمين للاحتفال بالعيد هناك، وتُحذرهم من وضع أشجار العيد أو زينته لأن هذا يعرضهم لإلغاء تراخيص مزاولة المهنة.