«المحرصاوي»: الكعبة قبلة الصلاة.. والأزهر وجهة العلم
عقدت المنظمة العالمية لخريجي الأزهر محاضرة تثقيفية، ضمن برنامج الدورات التدريبية التي تعقدها لأئمة ووعاظ ليبيا، بحضور كل من: نائبي رئيس مجلس إدارة المنظمة الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر الشريف، وأسامة ياسين، والدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر السابق، المستشار العلمي للمنظمة، والدكتور محمود علم الدين، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة.
في كلمته الافتتاحية التي ألقاها الدكتور محمد المحرصاوي، طرح سؤالا لماذا الأزهر الشريف؟ وأجاب: لأنه من أقدم الجامعات في العالم، فقد مر على إنشائه أكثر من ألف عام، وجامعة الأزهر تضم 86 كلية، والمسلم له قبلتان، قبلة للصلاة تجاه الكعبة المشرفة، وقبلة للعلم تجاه الأزهر الشريف، فالأزهر يدرس فيه أكثر من مائة جنسية، وأكثر من 33 ألف طالب؛ لما تميز به من وسطية واعتدال وقبول للآخر وترسيخ للتسامح؛ لذا نظمت هذه الدورة لأئمة ووعاظ ليبيا والطلاب الوافدين، تنفيذا لتوجيهات الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف؛ لتحقيق هدف الأزهر في نشر رسالته الوسطية.
وأكد أن الحروب في هذا العصر هي حروب الجيل الرابع من خلال مواقع التدمير الاجتماعي، وقد أنشأ الإمام الأكبر المرصد الإلكتروني العالمي لرصد الفتاوى الشاذة والرد عليها، ثم ترجمة هذه الردود إلى أربع عشرة لغة، وبثها مرة أخرى؛ لأن هذه الجماعات تعمل على لي النصوص وتطويعها لأغراضها الفاسدة، فالإسلام دين السماحة، وهذه الورشة تأتي لتوضيح ما تقوم به الجماعات المتطرفة من خلال مواقع التدمير الاجتماعي.
وخلال كلمته التي ألقاها الدكتور محمود علم الدين، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أكد أن من 4.5 إلى 6 مليار من سكان العالم يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي، وجاءت جائحة كورونا فأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي مصدر المعلومات الأول، وأصبح لدينا وباء آخر غير وباء كورونا وهو باء تدفق المعلومات المغلوطة، وأصبح كل شيء يتم عن بعد من خلال هذه المواقع شديدة الخطورة، والإرهاب بدون إعلام وبدون نشر لا قيمة له.
كما أشار إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي أداة من أدوات نشر الجماعات الإرهابية المتطرفة، من خلال المواقع المجهولة، التي يتم توظيف الشباب من خلالها، واستقطابهم، ونشر أفكارها المتطرفة، من تكفير المجتمعات، وإشاعة الفوضى، وشيطنة المؤسسات من خلال نشر الأخبار الكاذبة، والتدريب والتنظيم لأعضائها، ومن خلالها يتم التجهيز لعمليات إرهابية، وأيضا البث المباشر لبعض العمليات الإرهابية.
وأكد على ضرورة الرصد والتحليل حتى نعرف كيف يفكر هؤلاء، كما يجب حجب كل محتوى يحض على الكراهية والتطرف، ووضع تشريعات مغلظة لمن يقوم بنشر هذا المحتوى فضلا عن الاهتمام بالتربية الإعلامية؛ لأن كل محتوى له هدف استراتيجي نشر من أجله، وهناك ضوابط للتعامل مع المصدر والتعامل مع المعلومة فلا بد من الدقة والحرص.
وخلال اللقاء أكد الكاتب الصحفي الأستاذ محمود مسلم، عضو مجلس الشيوخ، على أهمية التجربة المصرية في التعامل مع الإرهاب، وبعض المواقع التي كانت تنشر الحوادث الإرهابية، فقررت الصحف عدم التعامل معها.
كما أوضح أن هناك قنوات ولجانًا إلكترونية لترويج الشائعات، تقتضي الرد عليها حتى لا تتراكم عند الجمهور، والجماعات الإرهابية تستخدم هذه القنوات لاستقطاب الجمهور، كما تستخدم أساليبًا منها: المظلومية، واستخدام الدين لدغدغة مشاعر الناس، واستغلال حاجة الناس من خلال الجماعات الأهلية.
كما بين أن تاريخ الجماعات الإرهابية بدأ من تسعينيات القرن الماضي، من خلال الرسائل البريدية، ثم المدونات ثم المقاطع المرئية والصوتية، التي تعمل على إحباط المجتمع ونشر الفوضى وبث الزعر والرعب.
ثم اختتمت الندوة بكلمة دكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر سابقا، المستشار العلمي للمنظمة، حيث أكد فيها أن المنظمة يوجد بها فريق فني يقوم برصد محتويات التطرف، ثم هناك فريق علمي يرد على هذا المحتوى ردا علميا وهذه الجماعات فكرتهم قائمة على تكفير الحاكم وأعوان الحاكم، وهناك 32 موقعا ينشر ملايين الصفحات والمقاطع، والمنظمة أصدرت العديد من الإصدارات للرد على هذه الجماعات وتفنيد أفكارها.
وفي نهاية اللقاء تم فتح باب الحوار والإجابة على عدد من الأسئلة أجاب عليها الدكتور محمود علم الدين، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، ومحمود مسلم، عضو مجلس الشيوخ، عقب ذلك تم تكريم الضيفين.