أدخل زوجته في الإسلام.. صلاح نظمي ملك أدوار الشر الذي أدخل العندليب المحكمة
أهم الفنانين في تاريخ السينما المصرية، طيب القلب، ولكنه عرف بملك أدوار الشر؛ لملامحه الحادة التي وضعته في قالب أدوار الشر منذ أن دخل مهنة التمثيل، منذ بداياته عندما كان "ثقيل الظل" و"الرخم"، ومع تقدمه في العمر عندما تنوع في أدوار الشر، بسلسلة طويلة من الأدوار في إطار "رجل الأعمال الشرير، رئيس العصابة، الجزار الغشاش"، فهو شرير السينما المصرية الفنان الراحل صلاح نظمي الذي كرث حياتها كلها من أجل التمثيل، وظل يعمل به حتى لفظ أنفاسه الأخيرة في مثل هذا اليوم بعام 1991، عن عمر 73 عامًا.
حقق صلاح نظمي نجاحًا كبيرًا طوال مسيرته الفنية، قدم خلالها أكثر من 250 عملًا بين السينما والمسرح والتلفزيون، ترك بهم إرثًا فنيًا كبيرًا سيظل متواجدًا في ذاكرة وتاريخ السينما المصرية، ولكن بجانب هذا النجاح الكبير، هناك أيضًا حياته الشخصية التي كانت تتميز بالبساطة، وتمتعه بخفة الظل مع أصدقائه، وكواليس مسيرته الفنية التي لا يعرف أحد عنها الكثير، وهو ما يكشف بعضها "مستقبل وطن نيوز" خلال السطور التالية:
صلاح نظمي وعبد الحليم حافظ في المحاكم
في قضية تعد من أشهر القضايا بين الفنانين في أواخر الستينيات، وقع خلاف كبير بين الفنان صلاح نظمي، والفنان عبد الحليم حافظ، بسبب تصريح الأخير في أحد برامجه الإذاعية بأنه يرى أن الفنان الأثقل ظلا هو "نظمي"، ليقرر الأخير رفع دعوى قضائية ضد العندليب، بتهمته إهانته أمام المستمعين، والسب والقذف والتشهير.
وانتهت القضية برفض المحكمة للدعوى وبراءة العندليب، بعد أن أكد محاميه أمام القاضي أنه ما كان يقصد شخص "نظمي" بعينه، وإنما كان يتحدث عن طبيعة الأدوار التي يؤديها وهو ما يعد مدحًا في حقه، لاستطاعته إتقان أدواره بشكل قوي، ليذهب "حليم" لصلاح نظمي واصطحبه إلى بيته ليشربا سويا الشاي ويمنحه دور في فيلمه الجديد والأخير "أبي فوق الشجرة"، لينتهي بعدها خلافهما.
صلاح نظمي أدخل زوجته الأرمينية الإسلام
في حواري منطقة كوبري القبة، وقعت أعين الفنان الراحل صلاح نظمي على "أليس يعقوب" زوجته ذات الأصول الأرمينية، التي خطفت قلبه منذ أن رآها لأول مرة، وقرر وقتها أن يتقدم لها، ويطلب زواجها من أخيها ووافق، ليتزوجا في 9 أكتوبر عام 1951، وشهد على عقدهما الفنانان شكري سرحان، وصلاح سرحان.
وفيما يخص إعلان زوجة "نظمي" الأرمينية إسلامها، بدأ الأمر بطلب الأخوين شكري وصلاح سرحان، من "نظمي" أن يوجه طلب لزوجته بدعوتها للإسلام، للتأكد من مشاعر الزوجة ناحيته، فما كان منها إلا أن وافقت قائلة: "سأفعل ذلك من أجلك"، وغيرت اسمها لـ "رقية نظمي" على اسم والدة الفنان الراحل صلاح نظمي.
صلاح نظمي الهادئ خفيف الظل في المنزل
وكان نجل الفنان الراحل صلاح نظمي كشف أن حياة والده اتسمت بالهدوء والبساطة، مشيرًا إلى أنه عندما كان يعود لمنزله كان في بعض الأوقات يفضل الصمت ولا يحب الكلام الكثير أو الضحك، متابعًا: "بس لما كانت الغزالة بتبقى رايقة وعامل دور حلو، ييجي يهزر معايا ويقعدني جنبه يسألني على دراستي وعن حياتي".
أزمة مالية وزوجة قعيدة.. مواقف إنسانية في حياة صلاح نظمي
حياة الفنان الراحل صلاح نظمي كانت مليئة بالمواقف الإنسانية التي تدل على طيبته وحبه للناس، على عكس الشخصيات التي كان يقدمها في أعماله، ومن بينها: عندما كان ينتظر مولوده الأول ومر بضائقة مالية كبيرة قبيل موعد ولادة زوجته، وعلم بذلك صديقه الفنان حسين صدقي، فاستدعاه لمكتبه وعرض عليه مشاركته بطولة فيلم جديد، ومنحه عربون كبير من أجره، إلا أن العمل تم إلغاءه، فذهب "نظمي" لحسين ليعيد له الأموال التي حصل عليها على الرغم من احتياجه لها، إلا أن "صدقي" رفض معتبرًا ما حصل عليه هو رزق مولوده الجديد، ليرد صلاح الجميل بتسمية مولوده "حسين" على اسم حسين صدقي.
خدمة زوجته القعيدة لأكثر من 30 عامًا، ورفضه الزواج عليها، هو الموقف الإنساني الثاني للفنان الراحل صلاح نظمي، حيث كان حريصًا على إنفاق الأموال التي يتقضاها من أعماله الفنية على علاجها طوال 30 عامًا، حتى توفاها الله ليدخل بعدها صلاح نظمي في حالة من الاكتئاب ويُنقل بعدها بفترة قصيرة إلى المستشفى ويظل لشهور في العناية المركزة حتي يتوفاه الله عام 1991 .