الصين تخفض الحد الأدنى لاسترداد الضرائب للسياح لتعزيز الاستهلاك

أعلنت الصين عن خفض الحد الأدنى لاسترداد الضرائب للسياح الأجانب، ضمن سلسلة من السياسات الهادفة إلى تعزيز الاستهلاك الداخلي، وذلك في ظل الضغوط الاقتصادية الناتجة عن الحرب التجارية مع الولايات المتحدة. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي، حيث أوضح نائب وزير التجارة الصيني، شنج تشيوبينج، أن استهلاك السياح الوافدين إلى الصين شكل نحو 0.5% فقط من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد خلال العام الماضي، مقارنةً بنسب تتراوح بين 1% و3% في الدول الكبرى الأخرى، مما يعكس وجود إمكانات كبيرة للنمو في هذا القطاع.
وأضاف شنج أن إنفاق السياح الوافدين بلغ 94.2 مليار دولار خلال العام الماضي، مسجلًا زيادة بنسبة 77.8% مقارنة بالعام الذي سبقه.
إجراءات جديدة لتحفيز استرداد الضرائب
ضمن الإجراءات الجديدة، سيتمكن السياح من التقدم بطلب استرداد الضرائب إذا أنفقوا 200 يوان (ما يعادل نحو 27 دولارًا أمريكيًا) في نفس اليوم وفي المتجر ذاته، مقارنة بالحد السابق البالغ 500 يوان (نحو 69 دولارًا)، مع استيفاء شروط ومتطلبات أخرى. جاء هذا التعديل وفقًا لبيان مشترك صادر عن وزارة المالية الصينية وعدد من الهيئات الحكومية الأخرى.
كما تم مضاعفة الحد الأقصى لاسترداد الضرائب نقدًا ليصل إلى 20 ألف يوان (نحو 2745 دولارًا أمريكيًا)، في خطوة تهدف إلى تشجيع السياحة الداخلية وزيادة إنفاق السياح الأجانب.
أداء اقتصادي قوي رغم التحديات التجارية
وكانت الحكومة الصينية قد أعلنت، في وقت سابق من الشهر الجاري، أن اقتصاد البلاد توسع بمعدل سنوي قدره 5.4% خلال الفترة من يناير إلى مارس، مدعومًا بنشاط الصادرات القوي قبل بدء تطبيق الزيادات السريعة في التعريفات الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب على المنتجات الصينية.
توقعات بتباطؤ اقتصادي ورد صيني متزن
ورغم الأداء الاقتصادي الجيد في الربع الأول من العام، توقع المحللون أن يتباطأ نمو ثاني أكبر اقتصاد في العالم خلال الأشهر المقبلة، مع دخول رسوم جمركية تصل إلى 145% على الواردات الأمريكية من الصين حيز التنفيذ. وفي المقابل، ردت بكين بفرض رسوم جمركية بنسبة 125% على الصادرات الأمريكية إلى الصين، مؤكدة في الوقت ذاته التزامها بإبقاء أسواقها مفتوحة أمام التجارة والاستثمار العالمي.