وزير الاتصالات: استراتيجيات مصر للذكاء الاصطناعي تهدف إلى تدريب 30 ألف متخصص بحلول 2030

شهد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ختام فعاليات النسخة الثانية لمؤتمر علوم البيانات والذكاء الاصطناعى للشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2025 فى جامعة مصر للمعلوماتية بمدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة والذى نظمته واستضافته الجامعة بشراكة استراتيجية مع هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات" ايتيدا"، وشركة Ntervento وسفارة هولندا بالقاهرة تحت شعار "تمكين مجتمع الذكاء الاصطناعى" خلال الفترة من 10 إلى 12 أبريل بمشاركة أكثر من 1500 شخص، و90 متحدثًا يمثلون نخبة من صناع القرار وقادة الصناعة والمتخصصين والمجتمع الأكاديمى والمبتكرين ورواد الأعمال للمساهمة فى صياغة مستقبل الذكاء الاصطناعى فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
حضر فعاليات المؤتمر بيتر موليما سفير هولندا لدى القاهرة، وقيادات جامعة مصر للمعلوماتية.
وفى مستهل كلمته، نعى وزير الاتصالات الدكتورة ريم بهجت رئيس جامعة مصر للمعلوماتية التى وافتها المنية منذ أيام قليلة، مشيدا بتاريخها العلمى الوضاء، ودورها فى المساهمة فى تأسيس الجامعة وما اتسمت به من رؤية واضحة تجاه دور الجامعة ورسالتها؛ إلى جانب ما تميزت به من خصائص نادرة حيث جمعت بين العلم والتفانى فى العمل والرؤية والقدرة على تحقيقها، مشيرا إلى أن ذكراها ستظل حاضرة فى عقول ووجدان كل من عرفها وعمل معها، معلنا عن أنه تم الاتفاق مع مجلس أمناء الجامعة على اطلاق اسم الراحلة على القاعة الرئيسية بالجامعة.
كما أشاروزير الاتصالات إلى حرص وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على استضافة هذا المؤتمر الاقليمى للعام الثانى على التوالى فى ضوء تزايد الاهتمام العالمى بهذه التقنيات.
وأضاف وزير الاتصالات أن مصر بدأت منذ 2019 فى الاهتمام بمجال الذكاء الاصطناعى من خلال انشاء المجلس الوطنى للذكاء الاصطناعى الذى يضم الجهات المعنية بهذا المجال، فضلا عن اصدار الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعى، وإطلاق الميثاق المصرى للذكاء الاصطناعى المسؤول؛ مؤكدا أن هذه التقنيات لم تعد محل اهتمام المجتمع المعلوماتى فقط بل محط اهتمام جميع مؤسسات الدولة من قطاع حكومى، وجامعات ومؤسسات علمية، والمجتمع المدنى، والقطاع الخاص من أجل الاستفادة من امكانياتها.
ولفت الدكتور عمرو طلعت إلى أنه فى اطار تنفيذ مستهدفات النسخة الأولى من الاستراتيجية تم تأسيس مركز الابتكار التطبيقى لبناء تطبيقات باستخدام هذه التكنولوجيا بالغة الاهمية، موضحا أنه تم البدء فى عام 2024 فى وضع النسخة الثانية من الاستراتيجية والتى صدرت فى أوائل العام الحالى، وتستهدف تنفيذ 6 محاور يتم العمل على انجازها بشكل متوازى وتشمل، أولا: توفير بنية تحتية معلوماتية وحوسبية يمكن من خلالها بناء منظومات للذكاء الاطناعى وإتاحة جزء من هذه الموارد للشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة المتخصصة فى مجال بناء حلول باستخدام الذكاء الاصطناعى لمساعدتها على المزيد من الابتكار فى هذا المجال، ثانيا: البيانات والتى تعد قوام صناعة الذكاء الاصطناعى وذلك بهدف تحقيق التوازن بين حماية خصوصية البيانات وإتاحتها للشركات المعنية بالذكاء الاصطناعى، ثالثا: بناء التطبيقات لتوفير حلول لمجابهة التحديات فى مختلف القطاعات مثل الرعاية الصحية والزراعة والبيئة والموارد المائية، وغيرها من القطاعات.
وأوضح وزير الاتصالات أن المحور الرابع معنى بتوسيع قاعدة المهارات والكوادر القادرة على بناء منظومات باستخدام الذكاء الاصطناعى فى مختلف القطاعات والمجالات، مؤكدا أن الإبداع والعقل البشرى والفكر الابتكارى هو دوما عنصر رئيس فى الاستراتيجية حيث يتم اطلاق المزيد من المبادرات التدريبية التى تستهدف مختلف شرائح المجتمع فى مختلف المراحل العمرية لتمكين المواطنين من الاستفادة من إمكانيات الذكاء الاصطناعى، لافتا إلى أن المحور الخامس معنى بخلق بيئة داعمة للإبداع فى مجال الذكاء الاصطناعى من خلال تشجيع الشركات الناشئة ورعايتها ضمن البرامج والمبادرات المقدمة فى مراكز إبداع مصر الرقمية "كريتيفا"، مضيفا أن المحور السادس معنى بالحوكمة ووضع أطر تنظيمية وتشريعية قادرة على تنظيم صناعة الذكاء الاصطناعى.
وأكد الدكتور عمرو طلعت أن الاستراتيجية تستهدف مجموعة من المؤشرات الرقمية فى غاية الاهمية من أبرزها، تدريب أكثر من 30 ألف متخصص فى الذكاء الاصطناعى فى خلال الفترة من 2025 حتى 2030، ودعم ما لا يقل عن 250 شركة ناشئة فى مجال الذكاء الاصطناعى ومساعدتها على إطلاق حلول مبتكرة فى مختلف القطاعات، وتمكين أكثر من ربع القوى العاملة من استخدام أدوات الذكاء الاصطناعى والتعرف على امكانياتها لخدمة أهداف العمل فى مختلف المؤسسات.

وشدد وزير الاتصالات على أهمية رفع الوعى المجتمعى حول إمكانيات الذكاء الاصطناعى وما يمكن أن يحققه وما يعجز عنه وفوائده المرجوة ومخاطره.
وعلى هامش فعاليات المؤتمر عقد الدكتور عمرو طلعت اجتماعا مع بيتر موليما سفير هولندا لدى القاهرة؛ حيث تم بحث سبل تعزيز التعاون المشترك بين مصر وهولندا فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وشهد اللقاء تسليط الضوء على جهود وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى تنمية صناعة التعهيد وبناء القدرات الرقمية، ودعم الابداع الرقمى وريادة الأعمال؛ حيث وجه الدعوة للسيد السفير لزيارة مراكز إبداع مصر الرقمية للتعرف على الأنشطة المقدمة من الوزارة لإعداد الكوادر الرقمية ورعاية الشركات الناشئة.
ومن جانبه؛ أثنى السيد السفير على التطورات التى تشهدها مصر فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات؛ مشيرا إلى أن هناك تعاون مشترك قوى بين مصر وهولندا؛ مؤكدا على أهمية توافر كوادر مدربة لاسيما مع احتياج هولندا للمهارات الرقمية؛ لافتا إلى أن منظومة ريادة الأعمال فى هوندا قائمة على التعاون بين القطاعين الحكومى والخاص؛ معربا عن اهتمامه بالتعرف على مجتمع ريادة الاعمال والتكنولوجيات الرقمية في مصر وأنشطة الشركات الناشئة العاملة فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
كما قام الدكتور عمرو طلعت بجولة داخل المعرض المقام على هامش فعاليات المؤتمر والذى أقيم بمشاركة عدد من الشركات المحلية والعالمية وشركات ناشئة متخصصة فى مجال الذكاء الاصطناعى فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وهولندا.
هذا ويُعد المؤتمر أحد أبرز الأحداث التكنولوجية فى المنطقة، ويجمع مجتمع الذكاء الاصطناعى وعلوم البيانات بهدف تعزيز الابتكار والتعاون من خلال طرح سلسلة من النقاشات العميقة فى 25 موضوعًا لإتاحة فرص التشبيك واستكشاف أحدث الاتجاهات والابتكارات فى مجالى الذكاء الاصطناعى وعلوم البيانات. وعقدت فعاليات المؤتمر على مدار يومين عبر الإنترنت، واختتمت فعالياته فى اليوم الثالث بمقر الجامعة.
وناقش المؤتمر مجموعة متنوعة من الموضوعات عبر عدة مسارات، حيث استعرض المسار التقنى أحدث تطورات الذكاء الاصطناعى، وتحليلات البيانات الضخمة، والتحليلات المعززة، ومعالجة اللغة الطبيعية، والذكاء الاصطناعى التوليدى، والهندسة الاستجابة الفورية، وتصور البيانات، ونشر نماذج تعلم الآلة، وهندسة البيانات، ورؤية الحاسب، والروبوتات. كما ركز مسار السياسة العامة والمجتمع على الأُطر اللازمة للحوكمة المسؤولة والتأثيرات المجتمعية للذكاء الاصطناعى، فى حين كشف المسار التجارى عن كيفية تأثير تطبيقات الذكاء الاصطناعى فى تحويل الصناعات والشركات.
وتضمنت فعاليات المؤتمر عقد مسابقة للشركات الناشئة المتخصصة فى بناء حلول باستخدام الذكاء الاصطناعى فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى الحصول على الاستثمارات؛ كما شارك فى المسابقة وفد من الشركات الناشئة الهولندية بدعم من سفارة هولندا بالقاهرة وذلك فى إطار جهود فتح آفاق جديدة للتعاون بين أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى مجال الذكاء الاصطناعى والتقنيات الرقمية.
جدير بالذكر أن جامعة مصر للمعلوماتية هى أول جامعة متخصصة فى مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى أفريقيا، وأسستها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالتعاون مع وزارة التعليم العالى والبحث العلمى. وتقدم الجامعة برامج تعليمية متخصصة لإعداد قاعدة من المتخصصين فى أحدث مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.