الرئيس السيسي: نتطلع إلى تعزيز التعاون مع سيراليون في مجالات الزراعة والري والبنية التحتية

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، بقصر الاتحادية، نظيره السيراليوني الدكتور جوليوس مآدا بيو، في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المشترك بين البلدين. وشهدت مراسم الاستقبال عزف السلامين الوطنيين لمصر وسيراليون، واستعراض حرس الشرف، في تأكيد على عمق العلاقات التاريخية التي تربط البلدين.
وصرح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن اللقاء تضمن جلسة مباحثات ثنائية بين الرئيسين، تلاها اجتماع موسع ضم وفدي البلدين. كما شهد الرئيسان التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم، التي تعكس رغبة الجانبين في تعزيز التعاون في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك.
كلمة السيسي في المؤتمر الصحفي المشترك
في ختام المباحثات، عقد الرئيسان مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا، استهل فيه الرئيس السيسي كلمته بالترحيب بالرئيس السيراليوني في "بلده الثاني مصر"، مشيدًا بمتانة العلاقات الثنائية بين البلدين التي تعود جذورها إلى ستينيات القرن الماضي. وأعرب عن تطلعه إلى تحقيق مزيد من التعاون المثمر خلال الزيارة.
وأكد السيسي أن المباحثات الثنائية عكست الإرادة المشتركة للبلدين لتعزيز أوجه التعاون، بما يخدم المصالح التنموية لشعبيهما. وشدد على أهمية تطوير التعاون في مجالات الزراعة والري، والبنية التحتية، والثروة السمكية، والأمن الغذائي، مؤكدًا أن هذه القطاعات تمثل أولوية قصوى للبلدين.
كما أشار إلى ضرورة الإسراع في تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة لكلا البلدين.
التعاون الإفريقي وإصلاح مجلس الأمن
ناقش الرئيسان دور سيراليون في رئاسة لجنة الدول العشر المعنية بالترويج للموقف الإفريقي الموحد بشأن توسيع وإصلاح مجلس الأمن الدولي. وأكد السيسي تمسك مصر بالموقف الإفريقي الموحد، القائم على "توافق أوزولويني" و"إعلان سرت"، مشددًا على ضرورة تصحيح الوضع الراهن للقارة الإفريقية وضمان حصولها على العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي.
كما أكد الرئيس المصري أهمية الحفاظ على وحدة لجنة الدول العشر واستمرارها في أداء دورها، باعتبارها الحائط الأول لحماية الموقف الإفريقي الموحد في المحافل الدولية.
التعاون في القضايا الإقليمية والدولية
تطرقت المباحثات أيضًا إلى القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، لا سيما الأوضاع في غرب إفريقيا ومنطقة الساحل. وأكد السيسي التزام مصر بدعم استقرار وأمن هذه المناطق، مشيرًا إلى أهمية تبني مقاربة شاملة في مكافحة الإرهاب، لا تقتصر على الحلول العسكرية فقط، بل تشمل أيضًا معالجة الأسباب الاقتصادية والاجتماعية التي تؤدي إلى تفشي الإرهاب.
كما تناولت المباحثات تطورات الأوضاع في منطقة القرن الإفريقي، حيث شدد الرئيسان على ضرورة احترام سيادة الدول وبذل كافة الجهود لحماية استقرار هذه المنطقة الحيوية من القارة الإفريقية.
ملف مياه النيل والقضية الفلسطينية
أكد الرئيس السيسي، خلال اللقاء، الأهمية الوجودية لملف مياه النيل بالنسبة لمصر، مشددًا على ضرورة تعزيز التوافق بين دول حوض النيل بما يحقق المصالح المشتركة لجميع الشعوب المعنية.
كما ناقش الرئيسان تطورات الأوضاع في قطاع غزة، حيث أكد السيسي ضرورة التوصل إلى وقف دائم ومستدام لإطلاق النار، واستئناف المفاوضات لتحقيق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وفقًا لمبدأ حل الدولتين، بما يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
تعزيز التنسيق والتعاون المستقبلي
في ختام المباحثات، أكد الرئيس السيسي والرئيس مآدا بيو عزمهما مواصلة التنسيق والتشاور بين القاهرة وفريتاون بشأن مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما يعزز العلاقات الثنائية ويدعم الاستقرار والتنمية في القارة الإفريقية.
وأعرب السيسي عن سعادته بلقاء الرئيس السيراليوني، مؤكدًا تطلعه إلى مزيد من التعاون الوثيق بين البلدين خلال الفترة المقبلة، بما يخدم مصالح شعبيهما ويعزز مكانة القارة الإفريقية على الساحة الدولية. كما تمنى لسيراليون وشعبها الشقيق مزيدًا من الاستقرار والرخاء.