مصر تسابق الزمن للقضاء على الدرن بحلول 2030.. خطة شاملة وتحديثات طبية متطورة

في إطار الجهود الحثيثة التي تبذلها الدولة لتعزيز الخدمات الصحية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وضعت مصر خطة طموحة تستهدف القضاء على مرض الدرن بحلول عام 2030. وتعتمد هذه الخطة على تطوير البنية التحتية لمستشفيات الصدر، وتعزيز قدرات التشخيص والعلاج، وتوسيع نطاق الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، بما يساهم في تقليل معدلات الإصابة بهذا المرض الخطير.
تطوير مستشفيات الصدر وتعزيز إمكانيات التشخيص
تشمل الخطة الحكومية الشاملة تطوير مستشفيات الصدر على مستوى الجمهورية، بهدف تحسين جودة الخدمات المقدمة لمرضى الدرن. ومن أبرز محاور هذه الخطة تحديث ثماني وحدات متخصصة في مناظير الشعب الهوائية، مما يسهم في تحسين قدرات التشخيص والكشف المبكر عن المرض. بالإضافة إلى ذلك، تم العمل على زيادة عدد أقسام الأشعة المقطعية داخل المستشفيات ليصل إلى 22 قسمًا، مما يعزز من دقة الفحوصات ويساعد الأطباء في رصد الحالات المصابة بشكل أكثر كفاءة.
أحدث أجهزة التشخيص داخل 48 مستشفى صدرية
حرصًا على توفير أعلى مستويات الرعاية الطبية، تضمنت الخطة إدخال أحدث أجهزة تشخيص الدرن المعتمدة عالميًا داخل 48 مستشفى للأمراض الصدرية. ويعد هذا التطور خطوة محورية في تحسين معدلات اكتشاف المرض في مراحله المبكرة، مما يسهل علاجه والحد من انتشاره بين المواطنين.
إنجازات ملموسة في 2024.. خدمات طبية لملايين المرضى
شهد عام 2024 تحقيق إنجازات بارزة في مجال مكافحة الدرن، حيث قُدمت الخدمات الطبية لنحو 2.2 مليون مريض، منهم 2.1 مليون مريض تلقوا الرعاية الصحية من خلال العيادات الخارجية وأقسام الطوارئ، بينما تلقى 65 ألف مريض العلاج في الأقسام الداخلية والرعاية المركزة. وتؤكد هذه الأرقام مدى حرص الدولة على توفير الخدمات الصحية اللازمة للمرضى وفق أحدث المعايير الطبية.
مبادرات صحية لدعم صحة الرئة والكشف المبكر عن الدرن
لم تقتصر الجهود على تطوير المستشفيات فقط، بل شملت أيضًا إطلاق مبادرات صحية تهدف إلى تعزيز صحة الرئة والكشف المبكر عن الدرن، استفاد منها نحو 71 ألف مواطن. وتهدف هذه المبادرات إلى توعية المواطنين بأهمية الاكتشاف المبكر للمرض، مما يسهم في تقليل معدلات المضاعفات والوفيات المرتبطة به.
الكشف المبكر.. ركيزة أساسية في مواجهة المرض
يشكل الكشف المبكر عند ظهور أعراض الدرن عنصرًا حاسمًا في جهود الدولة لمكافحة هذا المرض. ولذلك، تسعى الحكومة إلى نشر الوعي الصحي بين المواطنين، وتشجيعهم على التوجه إلى المرافق الطبية فور ظهور أي أعراض مشتبه بها. وتأتي هذه الجهود في إطار استراتيجية شاملة تهدف إلى تقديم خدمات وقائية متكاملة، بما يسهم في رفع مستوى الصحة العامة في المجتمع وتقليل العبء الصحي الناجم عن الأمراض المعدية.
وبهذه الجهود المتواصلة، تمضي مصر بثبات نحو تحقيق هدفها في القضاء على الدرن بحلول عام 2030، مستندة إلى خطط مدروسة، وتحديثات طبية متطورة، وتوسيع نطاق التوعية الصحية بين المواطنين.
