رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

سفير اليابان: القاهرة وطوكيو شركاء في التنمية وإرساء السلام بالشرق الأوسط وإفريقيا

نشر
مستقبل وطن نيوز

أكد السفير فوميو إيواي، سفير اليابان لدى مصر، أن العلاقات المصرية اليابانية تشهد تعاونًا استراتيجيًا قويًا في مختلف المجالات، مشيرًا إلى أن البلدين يتشاركان في جهود التنمية ودعم الاستقرار في الشرق الأوسط وأفريقيا. وأوضح أن العلاقات الثنائية ارتقت في أبريل الماضي إلى مستوى "الشراكة الاستراتيجية"، مما عزز من مجالات التعاون بين الدولتين.

وأشار إيواي، في رسالة وجهها بمناسبة العيد الوطني لليابان، إلى تعدد الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين خلال السنوات الماضية، حيث زار وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي اليابان في أغسطس الماضي لحضور مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الأفريقية، كما شارك وزير الدولة الياباني فوجي في مؤتمر القاهرة الوزاري في ديسمبر الماضي، الذي سلط الضوء على الجهود المصرية لتعزيز الاستجابة الإنسانية، كما زار وزير التعليم المصري محمد عبد اللطيف اليابان في فبراير الجاري لتعزيز التعاون التعليمي.

وشهد التعاون الإنمائي بين مصر واليابان تطورًا ملحوظًا على مدار سبعين عامًا، حيث امتد إلى مجالات الزراعة، التعليم، النقل، والصحة، وأشار السفير إلى أن المشاريع المشتركة البارزة تشمل دار الأوبرا المصرية، ومستشفى الأطفال بجامعة القاهرة، والجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا. كما أكد أن هناك مشاريع جديدة قيد التنفيذ، ومن المنتظر اكتمالها في المستقبل القريب، مثل المتحف المصري الكبير، الذي تستعد اليابان للاحتفال بافتتاحه الرسمي قريبًا.

وأضاف إيواي أن اليابان تحرص على احترام إرادة الشعب المصري في جميع مشاريعها الإنمائية، مشيرًا إلى أن المساهمة في التنمية المستدامة لمصر كانت دائمًا ضمن أولويات اليابان، وستظل هذه الشراكة قائمة خلال السنوات المقبلة.

دعم ياباني للتعليم في مصر وتعزيز تجربة "التوكاتسو"

أكد السفير الياباني أن التعاون بين مصر واليابان في مجال التعليم شهد تطورًا مهمًا، خاصة بعد زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى اليابان في عام 2016، حيث اتفق مع رئيس الوزراء الياباني آنذاك شينزو آبي على إطلاق "الشراكة المصرية اليابانية من أجل التعليم".

ومنذ ذلك الحين، توسع التعاون ليشمل مختلف المراحل التعليمية، بداية من رياض الأطفال حتى الجامعات، مع التركيز على نظام "التوكاتسو"، الذي يعتمد على إشراك الأطفال في أنشطة تنمي الاستقلالية والتعاون، مثل تنظيف الفصول وتقديم الطعام. وأشار إيواي إلى أن الرئيس السيسي وضع هدف إنشاء 100 مدرسة مصرية يابانية، يتم فيها تطبيق هذا الأسلوب، بالتعاون مع الخبراء اليابانيين.

كما تبرز الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا (E-JUST) كرمز آخر للتعاون التعليمي، حيث تركز على التكنولوجيا والبحث العلمي، وهي مصنفة ضمن أفضل الجامعات في مصر وفق تصنيف التايمز.

تُعد دار الأوبرا المصرية رمزًا للصداقة بين البلدين، حيث تم بناؤها بمساعدة يابانية في عام 1988. وفي يناير الماضي، وقع الجانبان اتفاقية منحة بقيمة 1.2 مليون دولار لتجديد المسرح الكبير بدار الأوبرا، بحضور وزير الثقافة د. أحمد هنو، ووزيرة التخطيط د. رانيا المشاط.

كما كشف السفير عن استعداد اليابان لاستضافة معرض "رمسيس الأكبر وذهب الفراعنة" في طوكيو بين مارس وسبتمبر 2025، مما يعكس الاهتمام الياباني العميق بالحضارة المصرية، ويعزز التبادل الثقافي بين البلدين.

وأكد إيواي أنه يتطلع إلى الافتتاح الضخم للمتحف المصري الكبير، متمنيًا أن يصبح مركزًا عالميًا لإدارة القطع الأثرية وحفظها وترميمها، ومصدرًا لنشر المعرفة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

دور اليابان في دعم غزة وتعزيز الاستقرار الإقليمي

فيما يتعلق بالوضع في غزة، أكد السفير أن اليابان قدمت ما يقرب من 230 مليون دولار دعمًا للفلسطينيين منذ أكتوبر 2023، مشيدًا بجهود مصر وقطر والولايات المتحدة في تحقيق وقف إطلاق النار خلال يناير الماضي.

وأضاف أن اليابان ستواصل دعم الجهود الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، إلى جانب تعزيز الدبلوماسية الدولية للوصول إلى حل الدولتين وإرساء السلام والاستقرار في المنطقة على المدى الطويل.

اليابان تؤكد التزامها بتعزيز الشراكة مع مصر

في ختام رسالته، شدد السفير فوميو إيواي على التزام اليابان بتعزيز التعاون مع مصر في كافة المجالات، مشيرًا إلى أن روح الشراكة بين البلدين ستظل ثابتة لسنوات قادمة. كما أكد أن اليابان ستواصل العمل جنبًا إلى جنب مع مصر لتحقيق التنمية المستدامة والاستقرار في المنطقة، متمنيًا مزيدًا من الازدهار للعلاقات الثنائية بين البلدين.

عاجل