إيطاليا تعزز سيطرتها على الاتصالات باستحواذ البريد على حصة في «تيليكوم إيطاليا»
أعلنت الحكومة الإيطالية عن خطوة جديدة في إطار استراتيجيتها لتعزيز السيطرة الوطنية على قطاع الاتصالات، حيث استحوذت شركة "البريد الإيطالي" (Poste Italiane)، التي تديرها الدولة، على حصة قدرها 9.8% في شركة "تيليكوم إيطاليا" (Telecom Italia). جاء ذلك في صفقة مبادلة أسهم تمت مع المقرض الحكومي "كاسا ديبوسيتي إي برستيتي" (Cassa Depositi e Prestiti)، المعروف اختصاراً بـ"سي دي بي"، وفقاً لبيان صدر يوم السبت.
بموجب هذه الصفقة، حصل "سي دي بي" على حصة "البريد الإيطالي" البالغة 3.8% في شركة "Nexi" المتخصصة في المدفوعات، مقابل تمكين "البريد الإيطالي" من الدخول بقوة في قطاع الاتصالات عبر "تيليكوم إيطاليا". وأوضحت شركة البريد أن هذه الخطوة تمثل استثماراً استراتيجياً يهدف إلى خلق تكامل بين الشركتين وتعزيز توحيد سوق الاتصالات الإيطالية، بمشاركة جميع الأطراف المعنية.
حماية قطاع الاتصالات من السيطرة الأجنبية
تأتي هذه الخطوة في سياق جهود الحكومة الإيطالية لمواجهة الاستحواذات الأجنبية على الشركات الاستراتيجية، خاصة مع تزايد الاهتمام الدولي بشركة "تيليكوم إيطاليا"، التي أصبحت هدفاً محتملاً للاستحواذ بعد بيع شبكة الخطوط الأرضية الخاصة بها العام الماضي لتقليل الديون.
ووفقاً لتقارير بلومبرج، تضغط الحكومة الإيطالية لإيجاد مستثمرين محليين بدلاً من المستثمرين الدوليين الذين أبدوا اهتمامهم بالشركة، ومن بينهم "سي في سي كابيتال بارتنرز" (CVC Capital Partners) و"إلياد" (Iliad). وتعكس هذه الجهود توجه الحكومة نحو حماية الشركات التي تصنفها كـ"أبطال قوميين" من سيطرة الاستثمارات الأجنبية، وذلك إما عبر تعزيز الملكية المحلية أو باستخدام بند "القوة الذهبية"، الذي يمنح الدولة الحق في منع استحواذات على الأصول الاستراتيجية عند الضرورة.
دور البريد الإيطالي في سوق الاتصالات
تعتبر الحكومة الإيطالية أن "البريد الإيطالي" هو الشريك المناسب لـ"تيليكوم إيطاليا"، نظراً لخبرته في قطاع الاتصالات، حيث يدير بالفعل أكبر مشغل افتراضي للهاتف المحمول في البلاد. ومن المتوقع أن يسهم هذا الاستثمار في تعزيز موقع "تيليكوم إيطاليا" في السوق المحلي، من خلال التعاون بين الطرفين والاستفادة من الموارد المشتركة.
أما من حيث التمويل، فسيتم سداد قيمة الصفقة جزئياً من خلال العائدات الناتجة عن بيع حصة "البريد الإيطالي" في "Nexi" إلى "سي دي بي"، إضافة إلى استخدام جزء من النقد المتاح لدى الشركة.
تأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية أشمل تسعى الحكومة الإيطالية من خلالها إلى استعادة السيطرة على القطاعات الحيوية، وضمان بقاء البنية التحتية الوطنية الأساسية تحت سيطرة كيانات محلية، ما يعزز من استقلالية الاقتصاد الإيطالي ويحميه من التدخلات الخارجية.
