الصين تؤكد رغبتها في تعزيز التعاون التجاري مع ألمانيا والاتحاد الأوروبي

أكد وزير الخارجية الصيني، وانج يي، أن بلاده تعتبر ألمانيا والاتحاد الأوروبي شريكين استراتيجيين، مشددًا على رغبة بكين في تعزيز التعاون المشترك في مجال التجارة الحرة. جاء ذلك خلال لقائه مع المستشار الألماني أولاف شولتس، السبت، على هامش مؤتمر ميونيخ الأمني السنوي، الذي يُعد أحد أبرز الفعاليات الدولية لمناقشة القضايا الأمنية والسياسية.
وأشار وانغ إلى استعداد الصين لتعزيز "التعاون الشامل" مع ألمانيا، بما يسهم في الحفاظ على السلام والاستقرار العالميين، مشيدًا بموقف برلين "العقلاني والعملي" تجاه الرسوم الجمركية الأوروبية على السيارات الكهربائية الصينية. وكانت ألمانيا قد صوتت، في أكتوبر الماضي، برفض فرض رسوم جمركية من الاتحاد الأوروبي على السيارات الكهربائية القادمة من الصين، وهو ما أثار تقدير بكين، التي تأمل أن تواصل برلين لعب دور إيجابي في حل القضايا التجارية العالقة بين الصين والاتحاد الأوروبي.
محادثات حول الأزمة الأوكرانية
تناولت اجتماعات وانغ يي مع المسؤولين الأوروبيين التطورات المتعلقة بالصراع الروسي الأوكراني، حيث أكد أن الصين وأوروبا تتشاركان هدفًا مشتركًا يتمثل في إيجاد حل سلمي للأزمة. وأعرب عن استعداد بلاده للحفاظ على قنوات التواصل مع ألمانيا والدول الأوروبية الأخرى، للمساهمة بدور بناء في دعم محادثات السلام.
وفي كلمته أمام مؤتمر ميونيخ للأمن، شدد وانغ على أهمية تبني نهج دبلوماسي متوازن يشمل جميع الأطراف المعنية بالصراع، في إشارة إلى رغبة بكين في لعب دور وسيط لتعزيز الاستقرار في المنطقة.
دعوة إلى إطار أمني أوروبي مستقل
في ظل تصاعد الضغوط الأمريكية على الدول الأوروبية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) لزيادة نفقاتها الدفاعية، تحدث وزير الخارجية الصيني عن الحاجة إلى إنشاء إطار أمني أوروبي "متوازن وفعال ومستدام"، بعيدًا عن التأثيرات الخارجية. وأشار إلى أهمية أن تتبنى أوروبا سياسة أمنية تحقق مصالحها الخاصة دون الخضوع لضغوط أطراف أخرى.
تعزيز العلاقات الصينية الأوروبية
التقى وانغ يي بعدد من المسؤولين الأوروبيين البارزين، من بينهم مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس، ووزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، حيث أكد خلال هذه اللقاءات عدم وجود تضارب جوهري في المصالح بين الصين وأوروبا، مشيرًا إلى أن بكين مستعدة للعمل على تعزيز التفاهم المشترك ودعم الاستقرار العالمي.
كما التقى نظيره الفرنسي جان نويل بارو، حيث دعا إلى تهدئة أي خلافات تجارية، مؤكدًا أن الصين وفرنسا والاتحاد الأوروبي يمتلكون القدرة على التعامل مع القضايا التجارية بحكمة.
ويأتي هذا التحرك الدبلوماسي الصيني في إطار جهودها لتعزيز الشراكات الاقتصادية والاستراتيجية مع الدول الأوروبية، في وقت تشهد فيه العلاقات الدولية تحديات معقدة تتعلق بالأمن والتجارة والسياسات الدولية.