رئيس غانا: تجميد المساعدات الأمريكية قد يرتد سلبًا على واشنطن
حذر رئيس غانا، جون ماهاما، من أن قرار الولايات المتحدة تجميد المساعدات الدولية قد يكون له تأثير عكسي على الاقتصاد الأمريكي نفسه، وليس فقط على الدول المستفيدة من هذه المساعدات.
وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد أعلن الشهر الماضي تعليق المساعدات الخارجية التي تقدمها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، مما أثار مخاوف بشأن توقف برامج حيوية لمكافحة الأمراض في إفريقيا، مثل شلل الأطفال وفيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز". ورغم أن بعض الاستثناءات أُقرت لاحقًا، إلا أن العديد من هذه البرامج لا تزال معلّقة.
ماهاما: أمريكا تفقد قوتها الناعمة
في مقابلة مع تلفزيون بلومبرج يوم الجمعة، أوضح ماهاما أن للولايات المتحدة الحق في مراجعة سياساتها بشأن المساعدات الدولية، إلا أن وقف هذه المساعدات قد يؤدي إلى نتائج سلبية على نفوذها العالمي.
وأشار إلى أن "الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تُعد علامة تجارية مرموقة لأميركا، وتلعب دورًا رئيسيًا في مجالات بالغة الأهمية. وإذا قررت واشنطن الانسحاب من هذه المجالات، فمن المرجح أن تحاول دول أخرى سد هذه الفجوة"، مما قد يؤثر على الدور الأميركي في القارة الإفريقية.
انعكاسات اقتصادية على غانا والعالم
كانت غانا تتوقع الحصول على 156 مليون دولار من الولايات المتحدة في عام 2025، منها 78 مليون دولار مخصصة لدعم قطاع الرعاية الصحية. ومع تعليق هذه المساعدات، تخطط الحكومة الغانية لتقليص الإنفاق في بعض المجالات، مما قد يؤدي إلى تشديد السياسات الاقتصادية خلال الفترة المقبلة.
وفي هذا السياق، شدد ماهاما على أن الأزمة الحالية تشكل درسًا مهمًا لغانا حول أهمية تعزيز الاعتماد على الذات في مواجهة التحديات الاقتصادية.
تأثير القرار على الاقتصاد الأمريكي
لم تقتصر تداعيات قرار ترامب على الدول المتلقية للمساعدات فحسب، بل قد تؤثر أيضًا على الاقتصاد الأميركي، وتحديدًا قطاع الزراعة. وأوضح ماهاما أن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية تعد واحدة من أكبر المشترين للمنتجات الغذائية من المزارعين الأميركيين، وتوزع هذه المساعدات في العديد من الدول النامية. وبالتالي، فإن تعليق هذه البرامج قد يتسبب في خسائر للمزارعين الأميركيين الذين يعتمدون على هذه الصادرات.
هل يشكل القرار بداية لنظام عالمي جديد؟
اعتبر رئيس غانا أن قرار تجميد المساعدات يعكس اضطرابات أوسع في السياسة الدولية، وقد يكون مقدمة لظهور نظام عالمي جديد. وفي ظل استمرار السياسات التي ينتهجها ترامب، قد تشهد العلاقات الدولية تحولات جذرية، حيث تسعى قوى أخرى إلى تعزيز نفوذها في مناطق كانت تعتمد تقليديًا على الدعم الأميركي.
في ظل هذه التطورات، تبقى التساؤلات مفتوحة حول مستقبل المساعدات الدولية، ومدى تأثير هذه القرارات على الحضور الأمريكي في إفريقيا، فضلًا عن التداعيات الاقتصادية داخل الولايات المتحدة نفسها.
